عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2011, 04:03 PM   #1
حور عين
♣ مراقبة سابقة ♣
●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •●
 
الصورة الرمزية حور عين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067
حور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond repute
Manarat Al Hussain ¤ الرسالة المذهبّة للإمام الرضا (ع) في الطب ¤





الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
الطهر المطهرين


لم تقتصر علوم الإمام الرضا (عليه السلام)
على أحكام الشريعة الإسلامية الغرَّاء فقط،
وإنما شملت جميع أنواع العلوم، والتي منها علم الطب.



فقد كان ( عليه السلام ) عَلَماً من أعلامه،
ومتمرِّساً بجميع فروعه، وقد وُضِعَت البرامج
العامَّة لإصلاح بدن الإنسان ووقايته من الإصابة
بالأمراض الذي هو القاعدة الأساسية للطبِّ الوقائي
في هذه العصور، والذي يُعَدّ من أعظم الوسائل
في تقدم الصحة وازدهارها.



وعلى أي حال فلا بُدَّ لنا من وقْفة قصيرة للحديث
عمَّا يتعلق بهذه الرسالة قبل عرضها.


سبب تأليفها:
تميز بلاط المأمون بأنه كان في معظم الأوقات
يعقد الندوات العلمية والأدبية، خصوصاً في عهد
الإمام الرضا (عليه السلام).


فقد تحوَّل البلاط العباسي إلى مسرح للبحوث العلمية
والفلسفية ، ومن بين البحوث العلمية التي عُرِضت
في تلك الندوات هو ما يضمه بَدَن الإنسان من الأجهزة
والخلايا العجيبة، وبدائع تركيب أعضائه التي تَجلَّت
فيها حكمة الخالق العظيم، وروعة قدرته.


وخاض القوم فيما يصلح بدن الإنسان ويفسده،
وقد ضمت الجلسة كبار العلماء والقادة، كان في طليعتِه :


1 - الإمام الرضا ( عليه السلام ).
2 - المأمون.
3 - يُوحَنَّا بن ماسَوَيْه.
4 - جِبرائِيل بن بَختَيْشُوع.
5 - صالح بن بهلة الهندي.


وقد خاض هؤلاء القوم في البحوث الطبية والإمام
( عليه السلام ) ساكت لم يتكلم بشيء،
فانبرى إليه المأمون قائلاً له بإكبار:


ما تقول يا أبا الحسن في هذا الأمر الذي نحن فيه اليوم
والذي لا بُدَّ منه، من معرفة هذه الأشياء، والأغذية النافع
منها والضار، وتدبير الجَسَد.


وقد استجاب الإمام (عليه السلام) إلى طلب المأمون
فزَوَّده برسالةٍ ذهبية، وهي الآن موجودة في كتاب
(طِبِّ الإمام الرضا)، وهو كتاب من منشورات
المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف،
وقد طبع في سنة ( 138 هـ)، والآتي نَصُّ
من بعض هذه الرسالة:


فبعد البسملة والحمد والثناء قال (عليه السلام):
( ... إنَّ الأجسام الإنسانية جُعِلت في مثال الملك،
فَمَلِكُ الجَسَد هو القَلب، والعُمَّال العروق والأوصال
والدماغ.
وبيت المَلِك قَلبُه، وأرضُه الجَسَد، والأعوانُ يَدَاه،
ورِجْلاه، وعَينَاه، وشَفَتاه، وَلِسَانُه، وأُذناه.


وخزانتُه معدتُه وبطنُه، وحِجَابُهُ صَدرُه، فاليَدان عونان
يُقرِّبان ويُبَعِّدان، ويعملان على ما يُوحي إِليهما الملك.
والرِّجلان تنقلان المَلِك حيث يشاء، والعَينَان تدلاَّن
على ما يغيب عنه، لأنَّ الملك وراء حِجابٍ لا يوصلُ إليه
إلا بهما، وهما سِراجَاهُ أيضاً، وحصن الجسد وحرزه.


والإذنان لا تدخلان على الملك إلا ما يوافقه، لأنَّهُما
لا يقدران أن يدخلا شيئاً حتى يوحي الملك إليهما،
فإذا أوحى إليهما أطرق الملك منصتاً لهما
حتى يسمع منهما، ثم يجيب بما يريد، فيترجم عنه
اللِّسان بادوات كثيرة، منها ريح الفؤاد، وبخار المعدة،
ومعونة الشَّفَتين، وليس للشَّفتين قوة إلا بالإنسان،
وليس يستغني بعضها عن بعض ... ).


تقريظ المأمون:
وقد قَرظها المأمون برسالة جاء فيها بعد البسملة:
أما بعد:
فإني نظرت في رسالة ابن عمي، العلوي الأديب،
والفاضل الحبيب، والمنطقي الطبيب، في إصلاح الأجسام، وتدبير الحمام، وتعديل الطعام، فرأيتها في أحسن التمام، ووجدتها في أفضل الأنعام.


ودرستها مُتَدبِّراً، ورددتُ نظري فيها متفكِّراً، فكلما
أعدت قراءتها والنظر فيها ظهرت لي حكمتها،
ولاحت لي فائدتها، وتَمكَّنَت من قلبي منفعتُها،
فوعيتها حفظاً، وتدبرتها فهماً.


إذ رأيتها من أنَفَس العلائق، وأعظم الذخائر، وأنفَع الفوائد، فأمرت أَن تُكتَبَ بالذهبِ لِنَفَاسَتِها، وحُسن موقعها،
وعِظَم نفعها، وكِثرةِ بركتها.


وسميتها ( المُذَهَّبَة ) وخَزنتُها في خزانة الحكمة،
ولأنها خرجت من بيوت الذين يوردون حُكم الرسول
المصطفى، وبَلاغات الأنبياء، ودَلائلِ الأوصياء،
وآدابِ العلماء، وشفاء للصدور والمرضى من أهل الجهل والعمى.
فمن وقعت إليه هذه الرسالة من بعدنا من أبنائنا،
وأبناء دولتنا، ورعايانا وسائر الناس
على طبقاتهم فليعرف قدرها، وليستعمل حفظها
وعرضها على همته، فإنها عائدة عليه بالنفع والسلامة
من جميع الأمراض والأعراض إن شاء الله تعالى.


وصلى الله على رسوله مُحمَّدٍ وأولاده الطيبين الطاهرين
أجمعين،
حَسبُنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين



__________________
التوقيع



فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا

( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،




اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر



نسأل الجميع براءة الذمة.....
حور عين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس