عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2011, 06:59 PM   #5
البسمات الفاطميه
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
 
الصورة الرمزية البسمات الفاطميه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
البسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))

بشرى الشفاعة



كنت أضج أحيانا من الجراحات التي برأسي وبدني ، ولقد كنت غافلا عنها بسبب اندفاعي لمقارعة الذنب وللفرحة التي أعقبتها ، وكنت أخشى أن تعيقني عن مواصلة الطريق .


لم نقطع من الطريق إلا قليلا فجلست على الأرض وطلبت من ( حسن ) شيئا من الاستراحة ، فرجع إليّ وقال : الوقت قليل فلا بدّ من المسير بأيّ نحو كان .
قلت : أما تراني لا أقدر ؟


وكعادته في مواساته لي ، تقدم نحوي وقال : ليت تقواك أكثر من هذا بقليل لاستطاع درعك دفع الضربة التي نزلت عليه كسائر الضربات . ألقيت بنظرة على الدرع ، والألم قد سلب مني الراحة ثم قلت : العجب لهذا الدرع الذي لم يستطع المقاومة أمام تلك الضربة رغم ضخامته . فأجابني ( حسن ) مباشرة ، إنك لم تصم سنة كاملة بعد بلوغك ، أما بقية الأيام فإنك ربما أذهبت أثرها بأعمال غير مرضية .
استولت عليّ الحسرة والندامة والخجل ، فأخذ ( حسن ) بيدي وأنهضني من الأرض وقال : لو استطعت الوصول إلى وادي الشفاعة فهنالك أمل في مواصلتك الطريق مشافى وبسهولة : كان اسم الشفاعة معروفا لديّ كثيرا ومبعث تفاؤل لي في الدنيا ، لذا فقد أسرعت بالسؤال : أين هذا الوادي ؟ فأشار ( حسن ) إلى الأمام وقال : إلى الأمام قليلا ، ثم واصل قائلا : إن الشفاعة تتعلق بالقيامة الكبرى لكنك تستطيع الآن أن تفهم إن كنت من أهلها أم لا ، فإن بشروك بها فإنك ستستلهم روحية جديدة وتطوي بقية الطريق بكل يسر .


كنت أحيط بيدي على رقبة ( حسن ) ونواصل طريقنا بصعوبة بالغة . وحين مسيرنا قلت لـ ( حسن ) : لو كنت أستطيع العودة إلى الدنيا لأخبرت أهلها : إن خير الزاد التقوى . فهز ( حسن ) رأسه وقال : وهو كذلك بالطبع ، ثم سكت ولم أعد أقدر على مواصلة طريقي إذ عمّ الألم جميع كياني فطلبت من ( حسن ) العون فحملني على كتفيه وسار . وأنا في تلك الحال قلت له : أتستطيع حملي على ظهرك حتى نصل وادي السلام ؟


قال : لا إذن بالدخول لوادي السلام لمن ضربه ذنبه وجرح بدنه ، فأدركت أن لا مناص لي سوى أن تدركني الشفاعة وحسب .


أخذنا خطوة فخطوة نحو وادي الشفاعة يحدونا الأمل ، وأحيانا يقشعر بدني ويهتز كياني لئلا تدركني الشفاعة ، ولم يكن لديّ سوى ( حسن ) الذي يؤنسني في تلك الحالة .


أخذ المناخ يتحسن شيئا فشيئا فقد انخفضت درجة الحرارة ولم يبق من الدخان المتراكم في السماء سوى طبقة خفيفة وكنت أتجرع كل أنواع الألم والعذاب بغية الوصول إلى وادي الشفاعة .


وأخيرا وصلنا مرتفعا يمر طريقنا من خلاله ، فتوقف ( حسن ) وقال : على الطرف الآخر من هذا المرتفع يقع وادي الشفاعة الزاخر بالبركة والخيرات ، وعندما وصلنا إلى أعلى هبّ نسيم عذب فألقى ، ( حسن ) بي على الأرض وقال : لنجلس هنا بانتظار بشارة الشفاعة ،


سررت كثيرا لعلمي بأنني كنت من أتباع مذهب أئمته أفضل الشفعاء بالنسبة لي .


خطر إلى ذهني سؤال أقلقني فتوجهت إلى ( حسن ) فسألته : وإذا لم تنفع ؟ وكأن ( حسن ) لم يكن يتوقع مني هذا السؤال فأطرق برأسه ، فأعدت عليه السؤال مرعوبا أكثر من ذي قبل : وإن لم ينفعني علاج الشفاعة ؟ فأجابني ( حسن ) وهو مطرق الرأس : حينذاك ستصبح شقيا تعيسا .


اعترتني حالة الرهبة والاضطراب وأخذت أبكي دون وعي مني ، وكعادته في مواساتي ورأفته بي اقترب ( حسن ) مني وقال : لا تبك فإننا حيث قطعنا كل هذا الطريق فإننا سنقطع ما تبقى ببركة هؤلاء بفضل منزلتهم عند الله ، فلطفهم أكبر من أن يتركونا على هذه الحالة و....


هنا قُطع كلام ( حسن ) بسلام من أحد المعارف ، فالتفتنا نحو مصدر الصوت ، إنه ذلك الملك المغيث قد جاءني هذه المرة بمرهم الشفاعة لإنقاذي فقال هذا الملك وهو يسلم المرهم لـ ( حسن ) : هذه هدية وهي عبارة عن بشارة بالشفاعة من آل الرسول (ص) ثم ابتعد عنا محلقا بجناحيه ، فلم تعد الدنيا تلمني من الفرح وودّعت ذلك الملك بعيون مغرورقة بالدموع .


ولما وضع ( حسن ) الدواء على جروحي شعرت وكأن آلامي وضعفي التي كانت تخيم على كياني قد زالت ووقفت على قدمي مباشرة وفي هذه المرة ترقرقت عيناي بدموع الشوق وصرخت بصوت عال : السلام عليكم محمد وآله الطاهرين الذين يبذلون الشفاعة لمن يحبهم ، وإن الله لن يرفض شفاعتهم يوم القيامة أبدا .


لقد كان صراخي جليا قويا بحيث وصل أسماع مجموعة من أهل وادي الشفاعة فجاءوني يهرعون وقالوا لي : ما الخبر ؟ سمعنا صوت فرح لا يطلقه إلا الحائزون على الشفاعة . فأجبتهم والسرور يملؤني : نعم ، لقد نلت البشارة بشفاعة آل محمد (ص) ، وضمدوا جروحي التي أصابني بها الذنب .
فقال لي أحدهم مهموما : وما عسانا فاعلون ؟ فهل هنالك من يشفع لنا ؟
قلت له : ولم تريدون الشفاعة ؟
قال : لا يؤذن لنا بالعبور .
فسألته متعجبا : ولماذا ؟
قال وهو يبكي : لقد أخبرنا الملائكة بأننا أفلحنا بالوصول إلى هنا ، لكننا من الآن فصاعدا بحاجة إلى بشارة الشفاعة ... هنا نادى عليّ ( حسن ) وطلب مني أن لا أضيع الوقت هدرا .


ونحن نسير سألت ( حسن ) : ما هو مصيرهم ؟ فرد علي : لا تفكر بهم ، فلكل واحد نصيب من الانتظار لنيل الشفاعة ، فطائفة مثلك تطلب الشفاعة ، وآخرون كهؤلاء يطلبون الإذن بالعبور ، ومثل هؤلاء كانوا قد نسوا الله في الدنيا وأنكروا الشفاعة . وكانوا يتقاعسون عن إقامة الصلاة ، لكنهم حيث تعقدت أمورهم أخذوا يفكرون بالشفاعة .


لا زلنا نسير في وادي الشفاعة ، فألقيت بنظرة نحو أولئك المحتاجين وقلت لـ (حسن) : ليت الناس جميعا كانوا صالحين في الدنيا بحيث يستغنون عن شفاعة أي إنسان .


نظر ( حسن ) إليّ وقال كلا ، ليس كذلك فالجميع بحاجة إلى شفاعة محمد وآله (ص) ، فالبعض يحتاجون الشفاعة لدخول الجنة ، وآخرون يمدون أيديهم لنيلها لغرض بلوغ درجات أعلى فيها ، فدهشتني الحيرة لهذا الكلام فلم أتكلم بعدها أبدا .


وبعد سكوت قصير واصل ( حسن ) حديثه حول أهل وادي الشفاعة فقال : البعض منهم لم يكونوا يقبلون أعذار إخوانهم المؤمنين ، وآخرون لم يكونوا يطعمون المساكين ، وطائفة أخرى كانوا يخوضون باللعب واللهو فكيف يشفّع بهم إن لم يذوقوا العذاب لعل رحمة الله تدركهم فيما بعد .


وأخيرا ودعنا وادي الشفاعة وواصلنا طريقنا بمزيد من النشاط والحيوية .

باب الولاية

كنت أشعر بأنني أسير بخفة أكثر من السابق ، وكأنني أريد التحليق وأصل وادي السلام خلال لحظة واحدة ، نظرت إلى الأعلى فلم أجد أثرا للنار ، لكن طبقات خفيفة من الدخان كانت تلوح في الأفق لكنها كانت في طريقها إلى الزوال بإطلالة نور أبيض بهيج ، وكانت تطل علينا بين الحين والآخر أشجار خضراء زاهية ، كنا نطوي طريقنا بسرعة فائقة وقليلا ما كنا ننتبه إلى ما يدور حولنا .

كنا نواصل مسيرنا وإذا بنا نلمح عن بعد بابا يحتشد عندها قوم وقفوا ينتظرون ويحرسها ملائكة شداد أقوياء . وقفت عند الباب دون اختيار وأخذت أراقب الحراس والحشود الواقفة ، وبين الحين والآخر يسلم بعض الناس أوراقا خضراء للحراس فيعبرون من الباب ، فأدرت عيني نحو ( حسن ) الذي كان واقفا خلفي ويراقب تصرفاتي ، فسألته : ما الذي يحدث هنا ؟ أجابني : هذا خط السعادة فهو آخر نقطة من برهوت . ثم واصل كلامه بنبرة خاصة : هنا باب الولاية فمن عبرها نال السعادة الأبدية . قلت : وماذا تعني باب الولاية ؟

قال : لا يدخل وادي السلام إلا من تعلق قلبه في الدنيا بمحبة علي ( ع ) وآل النبي(ص ) . فيمنح مثل هؤلاء بطاقة الولاية ليعبروا من هذا الباب بيسر ويقتربوا من أبواب وادي السلام .

سررت كثيرا لسماعي اسم وادي السلام ، لكنني سرعان ما أخذت أفكر ببطاقة الولاية فتوجهت مرعوبا مضطربا إلى ( حسن ) وقلت له : لقد كنت في الدنيا محبا ومواليا لأهل البيت (ع) لكنني لا أمتلك بطاقة الولاية ، فأشار بيده إلى يمين الباب وقال : اذهب إلى تلك الخيمة الخضراء ، فتوجهت إليها على عجل ، فوجدت فيها رجلا يرتدي ثيابا بيضاء حسن الوجه وقد جلس في زاوية منها ويتحدث مع أحد البرزخين ، وكأن ذلك الشخص كان محروما من بطاقة العبور وهو الآن يتوسل للحصول عليها .

قال الرجل ذو الثياب البيضاء لذلك البرزخي : كما قلت لك عليك العودة إلى وادي الشفاعة عسى أن يدركك الفرج وإلا فإن مشكلتك أنت والواقفين في الخارج لا تحل هنا .

غادر البرزخي الخيمة مهموما ، فدخلت وألقيت السلام ثم جلست أمام ذلك الرجل العظيم ، فرد علي السلام ، وقبل أن أبوح بطلبتي تصفح دفترا كان أمامه ، وكانت رجلاي ويداي ترتجفان ، ولكن لم يطل بي المقام حتى امتدت يده نحوي وهي تحمل بطاقة خضراء ، ولما سلمني إياها تبسم بوجهي وقال : لقد بلغت السعادة فهنيئا لك .

وهكذا مررنا من باب الولاية وخلّفنا وراءنا المأمورين ومن لا ولاية لهم .
يتبـع ...
__________________

عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني
كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني
ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني
***
إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه
بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه
عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني
***
والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي
يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي
أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني



نسالكم صالح الدعاء ..
البسمات الفاطميه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس