عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2011, 06:54 PM   #6
البسمات الفاطميه
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
 
الصورة الرمزية البسمات الفاطميه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
البسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))

تابع حضور الغربة

منذ ذلك الحين ازداد اضطرابي وأخذ يتصاعد عندي احتمال ظهور الذنب من جديد .

لقد قطعنا الطريق رغم ما اعترضنا خلاله من مشاكل حتى وصلنا جبلاً استطعنا بصعوبة بالغة الصعود إلى قمته ، وعلى مرأى منا يبدو وادي مترامي الأطراف وأجواؤه قد ملئت دخاناً ونيراناً .

نظر إليّ ( حسن ) وقال : هذا هو وادي برهوت وأنت ترى الآن مشهدا منه فقط .

فأمسكت بـ ( حسن ) وقلت : إنني أخاف هذا الوادي . لنسلك طريقاً أكثر أماناً منه .
توقف ( حسن ) وقال : هذا هو طريق عبورك . ولكن لن أتركك ما استطعت وسأقوم بإعانتك عند مواضع الخطر .
قللت كلمات ( حسن ) من اضطرابي وخوفي نوعاً ما ، ولكن لازلت أشعر بالقلق في داخلي .

خيم الصمت علينا للحظات ، توجهت بعدها لـ ( حسن ) وقلت له : ألا يوجد طريق أكثر أماناً من هذا الطريق ؟
أدار بوجهه نحوي وقال : من الأفضل أن تعلم أن الناس جميعاً سواء المؤمنون أو الكافرون لا بد لهم من العبور يوم القيامة على جسر يسمى ( الصراط ) يشرف على النار ، فمن استطاع العبور بسلام دخل الجنة وإلا فإن أدنى زلة ٍ ستؤدي إلى قعر جهنم ، وفي عالم البرزخ صورة من الجنة والنار فقط ولا يمكن مقارنته بيوم القيامة العظيم ، ووادي برهوت يشابه الصراط في يوم القيامة ولا بد من العبور عليه حتى بلوغ وادي السلام بسلام بكل جدارة ، ولكن الويل للمثقلين ومن أحاط بهم العذاب أو التيه على أقل تقدير .

فكرت قليلاً وقلت : لا حيلة أمامي .... علينا المسير على بركة الله . توجهنا نحو تلك الصحراء الشاسعة ، وكلما أمعنا في المسير تأخذ حرارة الجو بالتزايد ولما وصلنا سطح الأرض ضاق نفَسي فطلبت من ( حسن ) التوقف للاستراحة لكنه رفض وواصل الطريق وقال لي : أمامنا طريق طويل وخطير فلا تضيع الوقت ، فكلما أسرعنا في مسيرنا استطعنا الخلاص أسرع .

قلت : أنا لا أستطيع فقد أنهكتني شدة الحرارة ، وفي تلك الحال حيث العرق يتصبب من رأسي ووجهي ، سقطت على الأرض فسقاني ( حسن ) جرعة من الماء الذي كان معه ، وفي الوقت الذي كان لم يزل يئن من جروحه رفعني ووضعني على ظهره وواصل الطريق .

هنا أصابني الخجل والسرور في آن واحد لأنه لم يتركني لوحدي رغم ما به من جروح وأخذ يواسيني كصديق حميم .


..ضربة واحدة

ونحن نسير في طريقنا لفت انتباهي صوت رهيب ، فنظرت نحو الجانب الأيسر من الصحراء ، فذعرت لما شاهدت مما دفعني إلى أن ألقي بنفسي من أعلى كتف ( حسن ) ودون اختيار مني احتميت به .

كان هناك شخصان عظيمي الجثة أسودين تتطاير من فمهما وأنفيهما النيران والدخان وشعرهما يخط الأرض يحمل كل منهما عموداً ضخماً من حديد .
اضطربت وقلت لـ ( حسن ) : من هؤلاء ؟! ربما يتوجهان نحونا !
تبسم ( حسن ) وقال : لا تخف ، فهؤلاء نكير ومنكر متوجهان نحو كافر جاء لتوه من الدنيا ليسألاه كما سألاك ، قلت : هؤلاء أكثر قبحاً . قال : إنهما مشغولان مع كافر الآن .

مضى قليل من الوقت فسمعت صوت سقوط شيء ما هز الأرض تحت أقدامي ، ولما سألت ( حسن ) عن السبب أجاب أنها ضربة نزلت على ذلك الكافر .
من الآن فصاعداً ستسمع الكثير من هذه الأصوات التي تهز الأرض .


وادي سحيق

اتخذ ( حسن ) طريقه من أعلى القمم وأحياناً بين أودية صغيرة وطويلة حتى وجدت نفسي على شفا وادٍ سحيق وعظيم .

سألت ( حسن ) : هل علينا العبور من هذا الوادي ؟
قال : نعم . وإن العبور يستغرق وقتاً طويلاً فعليك الإسراع .
نظرت إلى قعر الوادي مرعوباً ، لقد كان عميقاً بحيث لا يرى قعره عدت إلى ( حسن ) وقلت له : إنك صديقي ورفيقي فلماذا تؤذيني ؟! قال : وكيف ذاك ؟ قلت : وهل حقاً لا يوجد طريق آخر أكثر أمناً من هذا الوادي ؟!

مسح ( حسن ) على رأسي بيده وقال : طريق العبور في هذا الوادي كثيرة ، لكن لكل معبره الذي لابد أن يجتازه .

قلت منزعجاً : وهل هذا استحقاقي أن أعبر من مكان بحيث تعذبني النيران والدخان من الأعلى ، ومن الأسفل القمم والأودية السحيقة ؟ فتبسم ( حسن ) وقال : اعلم يا صديقي إن هذا العذاب ما هو إلا مردود أعمالك القبيحة في الدنيا وإذا لم تتحمل ذلك في هذا الطريق لن تصل إلى وادي السلام أبداً ، فقد سجل عليك أدنى قبيح عملته في الدنيا وهذا جزاؤه .

ونظراً لما تعتريني من لهفة لوصول وادي السلام فقد أذعنت لمواصلة الطريق بهدوء وأخذت بالمسير خلف ( حسن ) داخل ذلك الوادي .

انهمكنا في المسير داخل الوادي و لم يلح بالأفق ما يدل على انتهائه ، وكنت أفكر في أن عمق الوادي دليل على عظمة ذنوبي .... هنا انتبهت إلى نفسي حين سماعي لصوت انهيار الأحجار من أعلى الوادي .

فالتحقت بـ ( حسن ) فوراً كي يعينني إذا واجهتني مشكلة . كنت مضطرباً مرعوباً تكاد عيوني تخرج من أحداقي ، فشاهدت رجلاً يسقط مع أحجار صغيرة وكبيرة إلى قعر الوادي .

فأشار إلي ( حسن ) وقال : لا تنظر إلى الأسفل بل انظر إلى أعلى الوادي ، نظرت إلى أعلى الوادي فشاهدت شبحاً ضخماً أسوداً يضحك بصوت عالٍ قف على أعلى الوادي .
قال ( حسن ) : هذا الشبح هو ذنوب ذلك الرجل الذي سقط ، ولقوتها فقد تغلبت على حسناته فألقتها في قعر الوادي . هنا وضع ( حسن ) يده على كتفي وقال : هذه عاقبة اتباع الهوى .
لما سمعت هذا الكلام استحوذ علي الخوف من ذنوبي وإمكانية غلبتها علي في أية لحظة .

بعد قطعنا لطريق طويل وصلنا أخيراً إلى نهاية الوادي ، شاهدت ذلك الرجل ملقى على الأرض وكان رفيقه – أي حسن – ضعيفاً وواهناً بحيث أنه كلما حاول حمله على كتفه لم يستطع .

طلبت من ( حسن ) أن يساعده فاعتذر قائلاً : إنني مكلف بمرافقتك .(( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) فاطر 18
قلت : لكننا كنا في الدنيا يعين بعضنا البعض !
قال ( حسن ) : في هذا العالم كل يتحمل وزر أعماله ، ولست أشفع له إذا استحق الشفاعة ، وعليك الدعاء أن يكون من محبي أهل البيت ( ع ) عسى أن تناله شفاعتهم.

حركت رأسي متحسراً ودعوت أن يكون كذلك .

ربما استغرق قطعنا للطريق ساعات طوال من ساعات الدنيا حتى وصلنا طريقا ينتهي إلى الأعلى . هنا التفت ( حسن ) نحوي وقال : استعد للصعود إلى أعلى هذا الوادي الخطير .

ألقيت ببصري نحو الأعلى وكلما نظرت لم أستطع تخمين ما تبقى حتى نهاية الطريق . فأصابني الإحباط لأنني مضطر لقطع هذا الطريق الطويل ، ولكن لا حيلة سوى ذلك من أجل الوصول إلى وادي السلام .

بعد تحمل المشقات والكثير من الصعاب وصلنا أخيراً إلى قمة الوادي . تمنيت أن لا تعترضنا مثل هذه المعوقات . وبعد قليل من الاستراحة واصلنا طريقنا باتجاه وادي السلام.

الله يرحمنا وياكم رحمة تغنينا عن رحمة من سواه
__________________

عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني
كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني
ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني
***
إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه
بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه
عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني
***
والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي
يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي
أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني



نسالكم صالح الدعاء ..
البسمات الفاطميه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس