عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2011, 06:52 PM   #4
البسمات الفاطميه
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
 
الصورة الرمزية البسمات الفاطميه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
البسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))


...::: القبر :::...

وصل المشيعون إلى المقبرة .. وعند مشاهدتي لها استحوّذ على فؤادي الغم .. مرّوا على العديد من القبور حتى بانت حفرةٌ من بعيد فهيْمنَ عليَّ الاضطراب والرعب .

بقيتُ مسافة حتى قبري فوضعوا جنازتي على الأرض .. استرحتُ قليلاً .. وبعدَ قليل رفعوا التابوت ثانية وساروا بهِ قليلاً .. ثُمّ وضعوهُ على الأرض ثُمّ رفعوه ساروا بهِ وحطّوا به على مقربة من القبر .. ألقيتُ بنظرة إلى داخل القبر فأنتابني الرعب مرذة أخرى .

رفعَتْ مجموعة منهم جنازتي من التابوت وما إن أدخلوا رأسي في القبر تصوّرتُ من شدة الخوف والرهبة كأنني هويْتُ من السماء إلى الأرض .. وحينما كانوا يُدخلون الجسد إلى اللحد ألقيتُ من خارج القبر بنظرة إلى جسدي وأخرى وجهتُها إلى الناس .. فأقتربَ أحدهم من جسدي منادياً بإسمي
.. فدنوتُ منه وأستمعتُ لكلامه فقدْ كان مشغولاً بالتلقين .

كنتُ أسمع كل ما يقول وأرددٌ معه .. ما أروعه فقدْ كان يتلّفظ بروية وطراوة .. وما إن مضتْ لحظات حتى بدأوا بوضع الصخور فوق اللحد فشعرتُ بالأذى والأسى لأنهّم سجناو جسدي تحتَ التراب .

تأملتُ مع نفسي من الأفضل أن أنسحبَ ولا أدخل القبر مع الجسد .. ولكن لشدّة تعلقي بالجسد جئتُ إلى جانب الجنازة .. وفي طرفة عين بدأت الأيدي تهيل التراب على الجسد .

...::: حلَّ أوان الغربة :::...

انتابني السرور لكثرة الذين جاؤوا لمواراة جثماني الثرى .. وشعرتُ بالمتعة لحضورهم وتلاوتهم للقرآن والصلوات على النبي وآله . ثمّ أخذ الحارون بالإنصراف شيئاً فشيئاً ولمْ يبقَ منهم إلا نفرٌ يُقّدرون بعدد الأصابع .. ولكنْ لمْ يمضِ من الوقت إلا القليل حتى تركوني وحيداًوهذا ما لَمْ أُصدّقه – ربّما لا تتصورون ما جرى عليَّ في تلكَ اللحظات .. فلمْ أكُ أتوقع منهمْ هذا الجفاء .. أولادي .. بناتي .. زوجتي وكذلك أصدقائي المقرّبين الذين لمْ أبخل عليْهم بالموّدة .. لكنّهم سرعان ما أنصرفوا وتركوني وحيداً !! وددتُ لوْ أصرخ فيهم :

" أينَ تذهبون !! ابقوا معي .. لا تتركوني وحيداً " ..

في تلكَ الأثناء سمعتُ منادياً ينادي في الناس : توالدوا للموت .. واجمعوا للفناء .. وابنوا للخراب .. ولكن للأسف فقدْ كانوا في وادٍ آخر محرومين من الإستماع لهذا النداء .. ولما عرفتُ أنّ الناس قد خرجوا من المقبرة ناديْتُهم : إذهبوا .. ولكنْ إعلموا بأنكم ستنزلون التراب يوماً صدّقتُم أمْ لم تصدقوا .. شئتُمْ أمْ أبيْتُم .. إعلموا فوالله لا يُؤخر الأجل .

بعدَ كلّ ذلك الصراخ والعويل رجعتُ إلى نفسي فوجدتُ أنّ كلّ ما بقيَ لي هو قبرٌ مظلم موحش مهول يثير الغموم .. فأستحوذتْ عليَّ الرهبة .. أخذتُ أفكر مع نفسي : وكأنهم قد قذفوا في فؤادي كلّ ما في افئدة الأرض من غموم وكلّ ما في الدنيا من قلق .. وأنهُ غَمء ورُعب لو نزل على بدن الإنسان لأهلكه ..
ونتيجة لذلك الضغط النفسي بكيتُ وسالت دموعي ساعات وساعات .

أخذتُ أتذكر أعمالي فأدركتُ قلّة بضاعتي .. فتمنّيتُ لوْ عدتُ مع الذين كانوا قد اجتمعوا على قبري .. كيْ أقضي عمري بالعبادة وإحياء الليل والأعمال الصالحة وأنفق ما كنتُ جمعته خلال السنوات الأخيرة من عمري على الفقراء .. ليتني ... ليتني
.!!

...::: جاء رومان :::...

وأنا غارقٌ في بحر أفكاري ارتفع صوت من يسار القبر : إنّك تتمنى العودة عبثاً .. فقدْ أُغلقت صفيحة حياتك !! فرعبتُ لذلك الصوت في تلك الظلمة وكأنّ أحداً قد دخل القبر .. فسألته بصوتٍ مهزوز
:
من أنت !!
فأجاب :
أنا رومان من ملائكة الله .
قلتُ : لعلّك عرفتَ ما يدورُ بذهني !!
قال : نعم .

قلت : اقسمُ لو تركتني اعود إلى ذلك العالم لنْ أعصي الله أبداً وأعمل على كسب رضاه .. اليوم حيث انصرف عني كلّ من أعرفهم بلْ وحتى أفراد أسرتي وتركوني .. أدركتُ غدر الدنيا .. فأطمئن إذا رجعت إلى الدنيا لنْ أغفل لحظة واحدة عن طاعة خالقي وعبادته !!

قال :
إنّها كلمة أنتَ قائلها .. لكن إعلم أنّ الواقع غير ما تتمناه فلا بدّ أن تمكث في البرزخ من الآن وحتى قيام الساعة .
بعد ذلك باشر بإحصاء أعمالي الصالحة والطالحة تلك الأعمال التي ارتكبتها طيلة حياتي وسجّلها الكرام الكاتبين .
عجبا ً لها من صحيفة تضم حتى أصغر أعمالي صالحها وقبيحها , وفي تلك اللحظات شاهدت أعمالي أمام عيني .
كنت أفكر بثقل أعمالي وخفتها فبادر ((
رومان
)) إلى تعليق صحيفة أعمالي في رقبتي بحيث شعرت وكأن جبال الدنيا كلها علِّقت في عنقي.
ولما أردت أن سأله عن السبب في ذلك , قال : كلُّ إنسان يطوّق بأعماله.
قلت : وإلى متى يجب أن أتحمل ثقل هذا الطوق؟
قال: لا تقلق
, بعد ذهابي سيأتي منكر ونكير للمساءلة ثم تزول هذه المشكلة عنك.
قال رومان ذلك وانصرف.

.

..::: يتبـــــــــــــــــــــــع :::...

بعد ذهاب رومان تأتي مسائلة القبر فأنتظروني أحبتي

__________________

عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني
كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني
ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني
***
إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه
بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه
عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني
***
والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي
يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي
أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني



نسالكم صالح الدعاء ..
البسمات الفاطميه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس