عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-2011, 03:34 PM   #1
روحي فاطميه
°¤• ~ نائبة المديرة ~•¤°
:: مشرفة ركن القرآن و الأدعية ::
♥ أماه يا زهــــراء ♥
 
الصورة الرمزية روحي فاطميه
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 3,222
معدل تقييم المستوى: 20
روحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond reputeروحي فاطميه has a reputation beyond repute
افتراضي حقيقة الرضا بقضاء الله ...









حقيقة الرضا بقضاء الله


اذا ثبت تصور الحب لله تعالى واستغراق الهم به فلا يخفى ان الحب يورث الرضا بافعال الحبيب ويكون ذلك من وجهين:


الوجه الأول: ان يبطل الإحساس بالألم عنده فتجري عليه الآلام ولكن دون ان يشعر بها, كالرجل المحارب;فإنه في حال غضبه او حال خوفه قد يصاب بالجراح ولكن لا يحس بها, حتى اذا رأى الدم استدل به على انه مجروح.بل الذي يعدو في شغل قريب قد تصيبه شوكة في قدمه ولا يحس بألمها لشغل قلبه.

وكذا العاشق المستغرق الهمّ بمشاهدة معشوقه, فقد يصيبه ما كان من المفترض أن يتألم منه او يغتم بسببه لولا عشقه.

ولكنه لا يشعر بالغم والألم لفرط استيلاء الحب على قلبه.فشغل القلب بالحب والعشق من اعظم الشواغل.والحب يتصور كما يتصور تضاعف الألم في القوة.وكما يقوى حب الصور الجميلة المدركة بحاسة البصر, كذلك يقوى حب الصور الجميلة الباطنية المدركة بنور البصيرة وجمال حضرة الربوبية وجلالها.

ومن ينكشف له شئ من هذا الحب فقد يبهره بحيث يدهش ويغشى عليه ولا يحس بما يجري عليه. لذا قيل:أن ضرب الحبيب لا يوجع.




الوجه الثاني: هو ان يحس بالألم ويدركه ولكنه يكون راضيا به, بل وراغبا فيه مريدا له بعقله وان كان كارها له بطبعه.كالمسافر الذي يطلب الربح وهو يدرك مشقة السفر ولكن حبه لثمرة سفره جعله راضيا بهذه المشقة.

فالمحب مهما اصابته بلية من الله عز وجل وكان على يقين بأنّ الثواب الذي ادُّخر له هو فوق ما فاته رضي به ورغب فيه واحبه وشكر الله تعالى عليه.هذا اذا كان المحب ملاحظا للثواب والإحسان الذي سيجازي به,وقد يغلب الحب على قلب المحب فيكون حظه في مراد حبيبه ورضاه فقط لا لأجل ثواب او احسان.فحبيبه ورضاه عنه هو مطلوبه لا غير.

روي ان عيسى عليه السلام مرّ برجل أعمى مقعد, مضروب الجانبين بفالج وقد تناثر لحمه من الجذام وهو يقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه. فقال له عيسى عليه السلام:

يا هذا اي شئ من البلاء تراه مصروفا عنك, فقال: يا روح الله,انا خيرٌ ممن لم يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته, فقال له : صدقت هات بيدك فناوله يده فإذا احسن الناس وجها وافضلهم هيئة قد اذهب الله عنه ما كان به فصحب عيسى عليه السلام وتعبد معه.

فالرضا اذا مقام عظيم من مقامات اهل الدين وله شكلان:

1-الرضا بالألم لما يتوقع منه الثواب الموعود.

2-الرضا بالألم لا لحظ وراءه بل لكونه مراد المحبوب ورضى له.حتى يصل الى مقام يغلب عليه الحب بالكامل ,بحيث يمتزج مراد المحبّ في مراد المحبوب فيكون سرور قلب محبوبه ورضاه ونفوذ ارادته ولو في هلاك روحه احب والذ الأشياء عنده

من كتاب مقامات القلب للعلامة الكبير الفيض الكاشاني صفحة 229-230



دمتم برعاية بقية الله الأعظمـ

ونسالكم الدعاء ..



__________________



رُويَّ عن ابا عبد الله (ع): " ليس شيء إلاّ وله حد " قيل: فما حد التوكل؟
قال: " اليقين "، قيل: فما حد اليقين؟
قال: " إلاّ تخاف مع الله شيئاً ".
وعنه (ع): " من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله
فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت
لأدركه رزقه كما يدركه الموت ".

نسالكمـ الدعـــــــــــاء ...
روحي فاطميه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس