وهل سألتم أنفسكم
إذا أطلع الله على قلبي ماذا سيجد فيه ؟
مثلا إذا جئت بطبق لكل فاطمية وقلت لكل فاطمية أن تفرغ ما في قلبها في هذا الطبق
يا ترى ماذا خرج من قلبك في هذا الطبق ؟
و بالرغم من أن هذا طبق سوف ينعرض على الله وكذلك سوف ينعرض على الخلق أجمعين
وما سنجد في كل طبق من هذه الإطباق ؟
طبعا سنجد الهموم والذنوب .... الخ
مثلا لو هذا الطبق أنعرض على الخلق أجميعن سنكون في غاية الاستحياءفما بالكم الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا لطاعته
تخيل بأن هذا الطبق أنعرض على الله وأنت واقف بين يديه
ماذا ستفعل في ذلك الوقت ؟
أخواتي الفاطميات
هل تقرؤون القرآن ولا تجدون بأنه قد أثره في قلبكم ؟
هل تصومون وتعصون الله ؟
هل كنتم تداومون على قراءة كتاب الله العزيز وبعد ذلك أنقطعتم عن القراءة ؟
هل كنتم تقومون بأداء صلاة الليل وبعد ذلك أنقطعتم عنها ؟
هل تشكون بأنكم لا تستطيعون الصبر عن غض البصر على الأشياء المحرمة التي حرمنا الله سبحانه وتعالى من رؤيتها ؟
هل تشكون بأنكم سوف تتوبون وبعد فترة من الزمن ترجعون للمعصية الله مرة ثانية ؟
هل عرفتم سبب تلك الأحاسيس أو سبب ذلك (بأن قلوبنا فاسدة )
للآسف أخواتي الفاطميات الغاليات حال قلوبنا الآن لا ترضى الله عنا وبل تكون سببا في نسيان الله
هل بحثتم يوما ما عن قلبكم ؟
فأين بحثتم عنه ؟ هل بحثتم عنه في شهواتكم أم ماذا ؟
وهل وجدتموه أم ماذا؟
وأين وجدتموه ؟
هل تذوقتم وأحسستم يوما ما بطعم الأيمان ؟
وأين أحسستم وتذوقتم ذلك ؟
هل وأنتم ساجدون عشتم نعيم القرب من الله عز وجل
فعندما يسجد العبد يكون قريبا من الله سبحانه وتعالى وهذا شيئا معروف به
هل وأنتم ساجدون تشعرون بقربكم من الله عز وجل أم الصلاة بالنسبة لكم عبارة عن حركات أو أفعال
وبعد أتمامكم لصلاتكم مباشرة تلجئن إلى معصية الله سواء في عدم غض أبصاركم لما حرمه الله عز وجل وما شابه ذلك
وهل عند سماعكم لخطيبا بخطبكم بالحكمة والموعظة تتأثرون بكلامه وتعاهدون أنفسكم بالتوبة وعدم الرجوع للمعصية الله مرة أخرى ثم ترجعون
الآن سوف أبين لكم أسباب فساد قلوبنا ؟
أول سبب :
البعد عن الحق بعد معرفته ، قال تعالى في كتابه العزيز : فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لايهدي القوم الفاسقين
ثاني سبب :
أكل الحرام ، فقد ذكر النبي صلى اللهعليه وسلم : الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب ، يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام وغذي بالحرام ، فأنا يستجاب لذلك
ثالث سبب :
فعل المعاصي ، فإن المعاصي تؤثر في القلوب ، قال تعالى في محكم كتبه العزيز: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون
رابع سبب:
استماع المحرم من الكلاممثل الغناء وغيره ، فالغناء صوت الشيطان ، قال تعالى في محكم كتابه العزيز : واستفزز من استطعت منهم بصوتك
خامس سبب :
النظر المحرم ، ومشاهدة الصور والأفلام الخليعة، والجلوس أمام التلفاز بالساعات الطويلة ، لمشاهدة أفلام الرذيلة والله عزوجل يقول : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بمايصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن
سادس سبب
أصدقاء السوء، قال تعالى في محكم كتابه العزيز : الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين
سابع سبب
الانجراف في تيار الحياة الغادرة ، قال صلى الله عليه وسلم : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً
وقال أيضا عليه أفضل الصلاة والسلام الى منتهى أعمارنا : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء
ثامن سبب:
تعلق القلب بغير الله وهذا دائما نراه في مجتمعنا مثلا التعلق بالشهوات وغيرها
تاسع سبب:
هو رواسب الجاهلية
ما مقصود بذلك ؟ المقصود بذلك أخواتي الفاطميات الغاليات بأن كثير منا كان لا يصلى فصلى وكان يعصى فتاب وصار فى طريق الألتزام
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ان الملائكة لا تذخل بيتا فيه كلاب أو صوره
فما بالك قلبك ؟
هل يدخل حب الله قلبا مليان بالشهوات والكلاب تنبح في قلبك ؟
وكيف تتخلصوا من ذالك ؟
فتستطيعون التخلص من ذالك عن طريق أن يكون أملك بالنظر لوجه الله سبحانه وتعالى فى الجنة ومصاحبة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام الى منتهى أعمارنا
أليكم هذا القول يبين كيفية الوقوع في سبب رواسب الجاهلية : من نظر إلى غير زوجته لا يرضى بزوجته ابداَوغيرها من الأقوال
عاشر سبب :
هو طول الأمل وتعلق القلب بالدنيا ونسيان الآخره
فنرى الآن لم يعد ذكر الموت وأحوال الآخرة هو الهم الشاغل فنسيننا الجنة والنار والآخرة والعرض والسؤال والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى والنعيم والعذاب وكذلك الميزان
فنرى الآن الهم الأكبر هو مشاغل الدنيا
واليكم هذا القول يبين طول الأمل : كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
السبب الحادي عشر:
هو الجهل والهوى
فمثلا الجهل بقيمه الدنيا والجهل بقيمه الجنة والجهل بعذاب الناروالهوى
فلا نجد المتعة الكاملة في دنيا بل نجدها في الجنة فتكون هي المتعه الحقيقه واللذه الأبديه
وهناك الكثير من الأسباب التي تكون سببا في فساد قلوبنا
فكيف يمكننا علاج فساد القلب ؟
يمكننا أخواتي الفاطميات الغاليات علاج فساد القلب بهذا الدعاء ؟
فدائما الأدعية تكون علاجا لنا
اللهم أصلح لي فساد قلبي
اللهم طهر قلبي لي من النفاق
اللهم طهر عملي من الرياء
اللهم طهر لساني من الكذب
اللهم طهر لساني من الغيبة
اللهم طهر لساني من النميمة
اللهم طهر لساني من البهتان
اللهم طهر عيني من كل محرم
آمين يا رب العالمين
وأخيرا كيف حالكم مع الله وهل راضون عن أنفسكم ؟
وفي الختام:
أسال الله إن يرزقنا قلوبا خاشعة وخاضعة له لا لغيره وكما أسأل الله أن يهدينا ويتوب علينا توبة خالصة لوجه الكريم " آمين "
