الإنسان كائن اجتماعي ناطق، يعشق الكلام، يحب الحديث، لديه القدرة على أن يناقش ويحاور ويجادل ساعات طويلة دون تعب او ملل ولا يقدر على الصمت لساعة واحدة،
وهو إذا استطاعه سواء كان يميل بطبعه إلى الصمت أو روض نفسه عليه لأسباب خاصة لديه، فإن زوجته بالتأكيد لن تقبل هذا، فالزوجة لا تتحمل صمت زوجها على مدى حياتها كلها، وأي زوجة تريد من زوجها أشياء أهم بكثير مما يفرضه عليه الزواج تقليدياً من بيت ومأكل ومشرب وإنفاق وإنجاب البنين والبنات، إنها تتطلع إلى مشاركة عقلية، إلى فتح حوار معه، إلى مجاذبة ومناقشة وجدال، ليس المهم أن يتفقا أو يختلفا، المهم أن يستمر الحديث بينهما ليشكل نافذة يطل منها كل منهما على ما في ذهن الطرف الآخر وعقله، إنه يوسع آفاق المعرفة لكليهما ومدى معرفة أحدهما بالآخر.
فما هو رأي طرفي الحياة الزوجية بشأن صمت الرجل؟
أهو طبع أم موقف أم ضرورة حتمية أم هروب من المشاكل؟
الصمت الذي يغلف الحياة الزوجية ويشيع البرودة في أوصالها هو دليل على عدم التفاهم وعدم التوافق بين الزوجين، فعندما يموت الكلام على لسان الزوج، وتهرب الزوجة من صمته إلى أولادها أو صديقاتها او إلى وحدتها فإن هذا يؤدي إلى فجوة كبيرة بينهما، وتصدع في جدار الحياة الزوجية وهي مسؤولية الزوج والزوجة معاً.