15-01-2011, 04:14 PM
|
#12
|
°¤• ~ نائبة المديرة ~•¤° :: مشرفة ركن القرآن و الأدعية :: ♥ أماه يا زهــــراء ♥
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 3,222
معدل تقييم المستوى: 20
|
رد: الامام الحسين عليه السلام والقرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل ما تبقى من الموضوعـ ...
الموقف الخامس: سورة الفجر:
روي عن الإمام الصادق -عليه السلام- قال:
اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين بن علي - عليه السلام-
من قرأها كان مع الحسين بن علي -عليه السلام- يوم القيامة
في درجته من الجنة إن الله عزيز حكيم
(وسائل الشيعة 6: 144).
إذن المثال الأعظم للنفس المطمئنة هي نفس الحسين – عليه السلام- ,
وهي التي ترجع إلى ربها راضية مرضية. وإن ربك لبالمرصاد للطواغيت
سواء كان يزيد أو غيره من طواغيت العصور والأزمان.
تصف السيدة زينب – عليها السلام –حال يزيد فتقول له
(أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض، وضيقت علينا آفاق السماء، فأصبحنا لك في أسار ، نساق إليك سوقاً في قطار، وأنت علينا ذو اقتدار أن بنا من الله هواناً وعليك منه كرامة وامتناناً، وأن ذلك لعظم خطرك، وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك)(الاحتجاج 2: 35.).
وحال يزيد هو الحال المذكور في سورة الفجر
(فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)(الفجر 15),
فيعتقد الإنسان أن المال الذي تحت يده دليل كرامته على الله تعالى ومنزلته لديه.
***************
الموقف السادس: اللؤلؤ والمرجان:
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ)(الرحمن 19)
قال: علي وفاطمة بينهما برزخ لا يبغيان, قال النبي صلى الله عليه وآله سلم
(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)(الرحمن 22) قال الحسن والحسين(الدر المنثور 6: 142.).
*****************
الموقف السابع: آية الحمل:
روي عن الإمام الصادق -عليه السلام- قال :
لما حملت فاطمة -عليها السلام- بالحسين جاء جبرئيل إلى
رسول الله -صلّى الله عليه وآله- فقال :
إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاماً تقتله أمتك من بعدك ،
فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ،
ثم قال أبو عبد الله -عليه السلام- : لم تر في الدنيا أم تلد غلاماً تكرهه ولكنها
كرهته لما علمت أنه سيقتل ، قال : وفيه نزلت هذه الآية
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً
(الأحقاف: 15. ).(الكافي 1: 464.)
أيها الأحبة لنلاحظ بقية الآية الكريمة
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي
أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي
إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
حالة الالتجاء والتضرع إلى الله تعالى, والاستمداد منه التوفيق ليشكر النعمة,
ولا تختص ذلك بالنعم التي نزلت على الشخص بنفسه,
فالحسين يريد أن يشكر الله تعالى لما منّ به من نعم على والديه,
ويدعو ربه ليعينه على عمل صالح يرضاه,
إذ الشكر لا يقتصر على اللهج باللسان,
بل يترجمه في الواقع الخارجي إلى أعمال صالحة لوجه الله تعالى,
ولا ينسى ذريته من الدعاء بالصلاح, وأخيراً يعلن حالة التسليم لأمر الله تعالى,
فلا اعتراض على قضاء الله وقدره, لذا نجد الحسين في لحظاته الأخيرة وهو يتشحط بدمائه,
والجراح قد أثخنت جسمه, والسهم المثلث بهض قوته,
ونار العطش يتأجج في أحشائه, والأعداء محيطة بنسائه وعياله,
ويبقى الحسين يناجي ربه على رمال كربلاء
(صبراً على قضائك, لا معبود سواك, يا غياث المستغيثين)(الأخلاق الحسينية: 254.)
ذلك هو الصبر الذي عجبت منه ملائكة السماء.
يتبع...
__________________
رُويَّ عن ابا عبد الله (ع): " ليس شيء إلاّ وله حد " قيل: فما حد التوكل؟ قال: " اليقين "، قيل: فما حد اليقين؟ قال: " إلاّ تخاف مع الله شيئاً ". وعنه (ع): " من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ".
نسالكمـ الدعـــــــــــاء ...
|
|
|