من اعظم الليالي التي مرت على عقيلة بني هاشم هي ليلة العاشر من المحرم حين ودعها الحسين (عليه السلام) واخبرها بما سيجري عليه ومايجري على اهل بيته وماستلاقيه من المصائب وماستتحمله من الآلام، ليلة مرة ولحظات لم تعيش العقيلة مثلها من قبل فهي التي قضت كل حياتها ترفل بالعز في ظل ابيها علي بن ابي طالب ومن بعده اخويها الحسن والحسين (سلام الله عليهم جميعاً)
اخبرها بأنها في غداة غد ستبقى بدون حماة ستفقد ليوث الحروب وفرسان الهيجا، وجعل سلام الله عليه يوصيها بعدة وصايا فراح يوصيها بحفظ عياله ويتاماه ويوصيها بجمع العائلة من بعده، ثم قال لها "اخية زينب لاتنسيني في صلاة الليل"
فهل من المعقول ان السيدة زينب ستنسى اخيها الحسين...هل تنسى نور عينها...هل تنسى ابن امها؟؟؟؟
سؤال يطرح نفسه بغرابة اذ ليس من المعقول ان يكون الامام الحسين (عليه السلام) يشك ولو للحظة بأن اخته العقيلة ستنساه ولكن......لماذا اوصاها قائلاً:-
"لاتنسيني في صلاة الليل" ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بحثت عن اجابة لهذا السؤال وتفسير له فلم اجد الا ان الامام الحسين (عليه السلام) كان يريد ان يعطينا درساً من ذلك فكما هو معروف ان كربلاء هي مدرسة عظيمة نستلهم منها العبر....فما هذا الدرس؟؟؟؟
ان سيدنا الحسين في مقولته هذا اراد ان ينبهنا الى اهمية صلاة الليل ويوصينا بإدائها حتى في الظروف الصعبة فقد قال تعالى في كتابه العزيز:
"ومن الليل فتهجد به نافلةً لك عسى ان يبعثك ربك مقاماً محموداً" وقال حبيبنا ورسولنا الكريم (صلى الله عليه وعلى اهل بيته الطاهرين) "اذاقام العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينيه ليرضي ربه تعالى بصلاة ليله باهى الله تعالى به الملائكة وقال:
اما ترون عبدي هذا قام من لذيذ مضجعه لصلاة لم افترضها عليه واشهدوا اني قد غفرت له" فالرسول الكريم واهل بيته جميعاً يوصونا بصلاة الليل لما فيها من الاجر العظيم وها هو الامام الحسين (عليه السلام) يوصي اخته ان لاتنسى ذكره فيها ليوصل لنا درس وعبرة اذ ليس من الممكن ان تكون العقيلة زينب تنسى صلاتها او تقصر في عبادتها فهي المعروفة بعبادتها وتضرعها الى الله وقد جاء عن الامام زين العابدين (عليه السلام) انه قال "ما رأيت عمتي تصلي من جلوس الا في ليلة الحادي عشر من المحرم وعندما سألتها عن ذلك قالت لي: يا ابن اخي لقد انحلت المصائب جسدي"
هذه هي العقيلة تصلي صلاة الليل في ارض المعركة واخيها جسداً بلا رأس مضرج بدمائه ، وكما قلت ان كربلاء هي مدرسة هي مدرسة عظيمة نستلهم منها الدروس والعِبر فلو بحثنا في كل موقف من مواقفها لوجدنا درس عظيم ينطوي تحته......
فسلاماً عليكِ سيدتي ياقلعة الصبر سلاماً عليكِ يا ام المصائب ومرمى النوائب سلاماً عليكِ يابنت علي المرتضى