السلام عليكم
بسم الله : نكمل ما ابتدأناه
الموقف الأول: آية التطهير:
قال الله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) الاحزاب 33
ولا خلاف بين علماء المسلمين في دخول الحسين ضمن أهل البيت.
وفي صحيح مسلم: قالت عائشة خرج النبي صلى الله عليه وآله سلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود
فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله
ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً صحيح مسلم 7: 130.
إذن هذه الآية الكريمة التي كان يكررها رسول الله صلى الله عليه وآله على باب بيت فاطمة عليها السلام
ستة أشهر عندما يخرج إلى صلاة الفجر مسند أحمد بن حنبل 4: 107.
توضح لنا العناية الأزلية التي تعلقت بالحسين – عليه السلام- وهو لم يبلغ العاشرة من العمر.
فالحسين لا يقصد ولا يريد الرجس, بل الرجس والدنيا يطلبان الحسين,
ولكن العناية الإلهية محيطة بالحسين فتذهب عنه الرجس,
ويتولى العليم القدير الرحيم – جلّت قدرته وعظمته – تطهير الحسين,
فما بالك بإنسان يتولى الجليل تطهيره تطهيراً, أترى يبقى عليه شيء من درن الدنيا وأهواء الشيطان ؟!
وحيث كانت هذه العناية والإرادة الإلهية أزلية فهذا يكشف لك عن عظمة الحسين عند الله تعالى قبل هذه النشأة,
وهذا شعاع من اعتقادنا بأنهم كانوا أنواراً بعرش الله محدقين.
( أ ) عندما أمر الله تعالى ملائكته بالسجود لآدم – عليه السلام- سجدوا إلا إبليس,
فقال الله تعالى (يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) ص 75.
والسؤال الاستنكاري المطروح على إبليس: هل سبب عدم سجودك هو استكبارك يا إبليس؟
أو لأنك من العالين الذين لم يؤمروا بالسجود لآدم؟ ولا شك أن العالين كانوا موجودين قبل خلق آدم.
فمن أولئك العالون الذين أشار القرآن إلى وجودهم في ذلك العالم
وإلى أفضليتهم على آدم وعلى الملائكة أيضاً؟
إنهم أنوار محمد وآل محمد – صلّى الله عليه وآله- .
( ب ) وهكذا تلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه,
وفي الحديث أنه سأل ربه بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين – عليهم السلام – وسائل الشيعة 7: 100..
( ج ) وهكذا ينطلق الشيطان ليتوعد آدم وذريته
(قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) الحجر 39-40
فالشيطان يعترف منذ ذلك الحين بعدم قدرته على صنف معين, وهم المخلَصون,
وعلى رأس المخلَصين خاتم الأنبياء والمرسلين وعترته الطاهرة.
بل إن المشروع الإلهي هو جعل خليفة لله في الأرض, فمَن مِن البشر جسّد تلك الخلافة وقام بحقها؟!
إنهم محمد وأهل بيته – صلوات الله وسلامه عليهم- . فالحسين خليفة الله في أرضه,
ويجب التوقف ملياً لندرك ما لخليفة الله من مؤهلات وصفات كمالية ووجودية
بحيث يصبح هو الممثل والخليفة عن الله تعالى في الأرض.
يتبع...
__________________
رُويَّ عن ابا عبد الله (ع): " ليس شيء إلاّ وله حد " قيل: فما حد التوكل؟
قال: " اليقين "، قيل: فما حد اليقين؟
قال: " إلاّ تخاف مع الله شيئاً ".
وعنه (ع): " من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله
فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت
لأدركه رزقه كما يدركه الموت ".
نسالكمـ الدعـــــــــــاء ...