آجركم الله على مروركم ومشاركتكم وعظم الله أجوركم..
2- دخول السبايا والرؤوس من باب توما إلى الساحة الكبرى ( آغورا) لإقامة مهرجان النصر

وبعد ثلاثة أيام أمر يزيد بإدخال السبايا والرؤوس إلى داخل دمشق، فداروا بالسبايا خارج السور من باب الصغير إلى باب كيسان إلى باب شرقي حتى وصلوا باب توما.
وقد أجمعت الروايات على دخولهم من باب توما، وذلك لأنه الباب الذي يفضي إلى الساحة الكبرى ( آغورا) التي تمت فيها إقامة مراسم الاحتفال بالنصر.
أول ما أشرف من باب توما رأس الحسين عليه السـلام يشرق منه النور وهو على الرمح، ثم أشرفت السبايا مهتكات على النياق بلا وطاء ولا غطاء.
ثم أقبلت الرؤوس وعددها 16 رأساً، يقدمهم رأس العباس ثم جعفر بن علي عليهما السلام...إلخ
وكلهم من أهل البيت عليهم السـلام ما عدا رأس واحد وهو رأس الصحابي حبيب بن مظاهر ( رضي الله عنه).
وتضم الساحة العامة اليوم حي الإمام الصادق عليه السـلام حيث أقام يزيد وأعوانه مهرجان النصر بدءاً من هذه الساحة التي تؤدي إلى طريق النوفرة الذي ينتهي بباب جيرون الداخلي ثم المسجد الجامع وقصر يزيد الملعون وكان الوزراء والأعيان قد أقاموا مراسم الزينة والفرح، واصطف أفراد الجيش على جانبي الطريق يضربون البوقات ويهتفون بأهازيج النصر، ويضربون بالسيف والترس.
3- وقوف السبايا والرؤوس عند ثلاثة أبواب

المحطة الأولى: باب جيرون الأوسط
ومرَّ موكب السبايا والرؤوس عبر الساحة العامة ثم طريق النوفرة حتى وصلوا إلى باب ضخم وهو باب جيرون، وهو يتألف من ثلاثة أبواب:
باب في الأوسط الكبير وباب صغير من اليمين ( شمالي) وباب صغير من اليسار ( جنوبي). ويؤدي هذا الباب إلى سوق ضيق هو سويقة جيرون الذي ينتهي إلى درج المسجد الجامع.
وكان هذا السوق دهليزاً مؤلفاً من ثلاث طرق:
طريق رئيسي في الأوسط، وطريقان فرعيان عن اليمين واليسار، وكلها تؤدي إلى المسجد الذي كان معبداً في عهد الرومان. وكان هذا الطريق مغطى بسقف على هيئة دهليز يؤدي إلى المعبد وطوله 120 متراً.
وقد تهدمت قنطرة الباب الكبير الأوسط نتيجة الزلازل والحروب، أما الفرخان الجانبيان فقد غطى عليها ارتفاع أرض دمشق، فقد ارتفعت من عهد الرومان إلى الإسلام حوالي مترين، وارتفعت من عهد يزيد إلى اليوم حوالي مترين، بحيث غمير الفرخان ولم يبق من أحدهما فوق الأرض أكثر من شبر.
وقد أوقفوا السبايا والرؤوس عند باب جيرون ساعة. ودخل حامل رأس الحسين عليه السلام من الباب و وقف عن العضادة اليمنى، ومن كثر الزحام اهتز رمحه فسقط الرأس الشريف على الأرض، فبني في مكان سقوطه مسجداً سمي ( مسجد السَّقط).

وقد مرت على هذا المسجد أحداث مريعة عبر التاريخ، فتارة يعمرّه المحبون لأهل البيت عليهم السـلام من السنة، ثم يخرب بعض الواصب، وهكذا حتى جاء عهد الأمير قايتبان، وكان الدخول إلى هذا المسجد يتم عن طريق الفرخ الشمالي، فأصدر مرسوماً بإغلاق المسجد وكتب فرمان الإغلاق على الباب، وهو ما يزال منقوشاً على أسكفة الفرخ الشمالي.( أنظر الشكل السابق).

ثم ساقوا السبايا والرؤوس إلى باب الفراديس ( العمارة) المجاور لمرقد رقية عليها السلام حيث أوقفوهم ساعة. ثم داروا بهم إلى باب الساعات ( وهو باب الفراديس العموري حسب ترجيحنا) وأوقفوهم ساعة. ثم سحبوا السبايا وأوقفهوهم على درج المسجد ليتفرج عليهم الناس.

وقبل أن يصلوا إلى الدرج مروا على بركة صغيرة فيها نوفرة، وكانت تتدفق بالماء الزلال، فطلب نسوة أهل البيت عليهم السـلام شربة ماء للأطفال، فأبوا أن يشربوهم
أنا شخصياً سمعت أن الأعداء لعنهم الله عندما منعوهم من الشرب من هذه النوفرة انقطع الماء من وقتها ولذلك إذا ذهبنا الآن إلى هذه النوفرة نرى بركة الماء مقطوعة عن الماء للسبب الذي ذكرناه...

ثم أوقفوا السبايا على درج المسجد الجامع وهم مقيدون بالحبال ليتفرج عليهم الناس، والإعلام الأموي يشيع بين الناس أن خارجياً خرج على أمير المؤمنين يزيد فقتله وهؤلاء نساؤه وأطفاله.

يتبع
..
..
..
إن شاء الله