18-12-2010, 10:59 PM
|
#47
|
♠ فاطمية مبتدئة ♠
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 57
معدل تقييم المستوى: 17
|
رد: زينب الكبرى عليها السلام
(646) وهي كانت تُفضي بعهد عليّورآها الوصي تروي ظماءًقال : هذي الحروف رمز خفيّوبعهد السجاد للناس تفتيوعليّ السجاد أثنى عليهاكان يروي ( الثبت ابن عباس ) عنهاحيث كانت في الفقه مرجع صدقٍبعلوم الأحكام بين النساءمن علوم القرآن خير رواءلمصاب الحسين في كربلاءبدلاً عنه وهو رهن البلاءوعليّ من أفضل الأمناءوهو حَبرٌ من أفضل العلماءلرواة الحديث والفقهاء**** هي قُدسٌ به العفاف تزكّىوهي أزكى قدساً من العذراء
(647) هي قلبُ الحسين صبراً وبأساًوهي أختُ الحسين عيناً وقلباًشاركته بنهضة الحقّ بِدءاًوجهاد الحسين اصبح حيّاًوعظيم الإيمان منها تجلّىربّ هذا قرباننا لك يهدىوعباداتُها وناهيك فيهاحين تأتي بوردها من جلوسٍعند دَفع الخطوب والأرزاويداً في تحمل الأعباءوختاماً وفي عظيم البلاءبجهاد الحوراء للأعداءحين قالت والسبطُ رَهنَ العراء :فتقبل منا عظيم الفداءوهي أسمى عبادة ودعاءوهي نضوٌ من شدة الإعياء (1)1 ـ كتاب « ملحمة أهل البيت » للشيخ الفرطوسي ، ج 3 ص 372 و 373
(648) وللشاعر البارع العلامة الجليل السيّد رضا الموسوي الهِندي (1) هذه القصيدة الشَهيرة :إنْ كانَ عندكَ عبرة تجريهافعسى نبُلّ بها مضاجع صفوةٍولقد مررت على منازل عصمةٍفبكيت حتى خِلتُها سستجيبُنيوذكرتُ إذ وقفت عقيلة حيدرٍبأبي التي وَرِثَتْ مصائب أمّهالم تله عن جمع العيال وحفظهمفانزل بأرض الطفّ كي نسقيهاما بلّت الأكباد من جاريهاثِقلُ النوة كان ألقي فيهاببُكائها حزناً على أهليهامذهولة تصغي لصوت أخيهافغدت تقابلها بصبر أبيهابفراق إخوتها وفقد بنيها1 ـ هو السيّد رضا بن السيّد محمّد بن السيّد هاشم المُوسَوي المعروف بالهندي ، لهجرة أحد آبائه إلى الهند.
وُلِدَ عام 1290 هـ في مدينة النجف الأشرف.
درسَ علومَ العربيّة وعلمَ الفقه والكلام والمنطق حتّى بَلَغَ درجةً عالية ، فكان عالماً جليلاً ، وشاعراً قديراً ، وأديباً متفوقاً. وله مؤلفات مخطوطة.
من أشهر أشعاره : « القَصيدة الكَوْثَريّة » الّتي أشتهِرَت شهرةً عالمية.
فارق الحياة سنة 1362 هـ في مدينة النجف الأشرف ، وشُيّع جثمانه تشييعاً عظيماً ، رحمة الله تعالى عليه.
(649) لم أنسَ إذ هتكوا حِماها فانثَنَتْتدعو فتحترق القلوب كأنَّهاهذي نساؤك مَن يكونُ إذا سَرَتْأيسوقها « زجر » بضرب متونهاعجباً لها بالأمس أنتَ تصونُهاوسَروا برأسِِك في القَنا وقلوبهاإن أخّروه شجاه رويةُ حالهاتَشكو لَواعجها إلى حاميها (1)يرمي حشاها جمره من فيهافي الأسر سائقها ومن حاديهاو « الشمر » يحدوها بسبّ أبيهاواليومَ آلُ أميةٍ تُبديهاتسمو إليه ، ووجدها يضنيهاأو قدموه فحاله يشجيها (2)1 ـ لواعجها. لواعج ـ جمع لعج ـ : آلامَها وأحزانها. قال ابن دريد ـ في كتابه : جمهرة اللغة ـ : « اللعج : ما وجده الإنسان في قلبه من ألم أو حزن ». وقال إبن منظور ـ في كتابه : لسان العرب ـ : « لَعَجَه الضرب : آلمَه وأحرق جلده ، واللعج : ألم الضرب وكل محرق ».
2 ـ المصدر : ديوان السيّد رضا الموسوي الهندي ، الطبعة الأولى ، بيروت ـ لبنان ، عام 1409 هـ ، ص 47.
(650) وللسيّد رضا الموسوي الهندي قصيدة رائعة أخرى ، في رثاء الإمام الحسين عليه السلام ، وفيها يصف حال السيدة زينب حينما حضرت عند جسد أخيها العزيز ، وإليك هذه الأبيات المختارة :حرّ قلبي لزينب إذ رأتهأخرس الخطب نطقها فدعتهيا منار الضلال والليل داجٍكنتَ لي ـ يومَ كُنت ـ كهفاً منيعاًترب الجسم مثخناً بالجراحبدموع بما تُجن فصاح (1)وظلال الرميض واليوم ضاحي (2)سجسج الظل خافق الأرواحِ (3)1 ـ بما تجن : أي بما تخفي ، بمعنى : أنّ الدموع تفصح وتخبر عما تخفيه ـ في قلبها ـ من الهموم والأحزان. ويقرأ البعض : بما تُكِنُّ.
2 ـ الرميض : اليوم الشديد الحرّ ، والشمس الشديدة الحرارة. واليوم ضاحي : أي : عديم السحاب. قال ابن زكريا ـ في كتاب معجم اللغة ـ : « الرمض : حرُّ الحجارة من شدة حرّ الشمس ».
3 ـ سجسج الظل : لا حرّ فيه ولا برد ، بل هواءٌ معتدل طيب. المعجم الوسيط.
(651) أترى القوم إذ عليك مررناإن يكن هيناً عليك هواني (1)ومسيري أسيرة للأعاديفبرغمي أنّي أراك مقيماًلكَ جسم على الرمال ، ورأسٌمنعونا من البكا والنياحواعترابي مع العدى وانتزاحيوركوبي على النياق الطلاح (2)بين سُمر القنا وبيض الصفاحرفعوه على رؤوس الرماح (3)1 ـ لعلّ الأولى قراءته هكذا : لم يكُن هيّناً علك هواني. رغم كونِ هذا الكلام لسان الحال ، وهو لُغَة عاطفيّة .. تُستعمل حين التكلم عند جثمان أو قبر الميّت.
2 ـ الطلاح : الإبل الهزيلة المتعبة.
3 ـ ديوان السيّد رضا الموسوي الهندي ، ص 54.
(652) وله قصيدة أخرى يقول فيها :هذا ابن هندٍ ـ وهو شرّ أمية ـويصون نسوته ويبدي زينباًلهفي عليها حين تاسرها العدىوتبيح نهب رحالها وتنيبهاسلبت مقانعها وما أبقت لهامن آل أحمد يستذل رقابامن خدرها وسكينة ورباباذُلّاً (1)وتركبها النياق صعاباعنها رحال النيب والأقتاباحاشا المهابة والجلال حجابا (2) وهناك قصيدة أخرى منسوبة إلى السيّد رضا الموسوي ، قد عُثر على خمسة أبيات منها ، فأعجب بها الخطيب الجليل الشيخ محمد سعيد المنصوري ، فانشَدَ أبياتاً شعرية على نفس الوزن والقافية وأضافها إليها ، وإليك الأبيات الخمسة ثم الأبيات المضافة إليها :« سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهرسلام على القلب الكبير وصبرهوما سطعت شمسٌ وما أشرق البدربيومٍ جرت حزناً له الأدمعُ الحُمرُ1 ـ لعلّ الأولى قراءته : ظُلْماً .. بدلاً عن : ذُلاً.
2 ـ ديوان السيّد رضا الموسوي الهندي ، ص 43.
(653) جحافل جاءت كربلاء بأثرهاجرى ما جرى في كربلاء وعينهالقد أبصرت جسم الحسين مبضّعاًرأته ونادت يابن أمي ووالديأخي إنّ في قلبي أسىً لا أطيقُهأيدري حسامٌ حزّ نحرك حدهعليّ عزيزٌ أن أسير مع العدىأخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلاأخي كلُّ رُزءٍ غير رزئك هيّنٌجحافل لا يقوى على عدها حصرترى ما جرى ممّا يذوب له الصخرفجاءت بصبرٍ دون مفهومه الصبر »لك القتل مكتوبٌ ولي كتب الأسرُوقد ضاق ذرعاً عن تحمله الصدربه حزّ من خير الورى المصطفى نحروتبقى بوادي الطفّ يصهرك الحرُّمقيمٌ إلى أن ينتهي منّي العُمرُوما بسواه اشتدّ واعصوصب الأمرُ
(654) أ اُنعم في جسمٍ سليمٍ من الأذىأخي بعدك الأيّامُ عادت ليالياًلقد حاربت عيني الرقاد فلم تنمأخي أنت تدري ما لأختك راحةٌفلا سلوةٌ تُرجى لها بعد ما جرىايمنعك القوم الفرات ووردهأخي أنت عن جدّي وأمّي وعن أبيمتى شاهدت عيناي وجهك شاهدتومذ غبت عنّي غاب عني جميعهموجسمك منه تنهلُ البيض والسُمرُعليّ فلا صبح هناك ولا عصرولي يا أخي إن لم تنم عيني العذروذلك من يومٍ به راعها الشمروحتّى الزلال العذب في فمها مُرُّوذاك إلى الزهراء من ربّها مَهْرُوعن حسنٍ لي سلوةٌ وبك اليسروجوههم الغراء وانكشف الضرففقدك كسر ليس يرجى له جبر (1)1 ـ كتاب ( ميراث المنبر ) للخطيب الأديب الشيخ المنصوري ، ص 274.
(655) وللشاعر الأديب ، الموالي المخلص الحاج هاشم الكعبي (1) قصيدة غراء تعتبر من أقوى وأشهر ما قيل من الشعر في رثاء سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهي تتجاوز 136 بيتاً ، وفيها يصف حال حفيدات الرسالة وبنات الإمامة بعد مقتل سيّد الشهداء ، وخاصّة سيّدتنا الحوراء العقيلة زينب الكبري ( عليها السلام ) فيقول :وثواكلٌ في النوح تسعد مثلهاحنت فلم تر مثلهن نوائحاًعبراتها تحيي الثرى لو لَم تكنأرأيتَ ذا ثكلٍ يكونُ سعيداإذ ليس مثلُ فقيدهن فقيدازفراتها تدع الرياض همودا1 ـ الحاج هاشم بن حردان الكعبي ، وُلد في « الدورق » في ضواحي مدينة الأهواز ـ جنوب إيران ـ ثمّ هاجَرَ إلى مدينة كربلاء المقدّسة ، فدرس في الحوزة العلمية هناك ، حتّى صار من أهل العلم والفضل ، وبرع في الشعر والأدب ، ولَمعَ نجمه حتّى حلَّق في عداد أبرز الشعراء المتألقين .. ليس في عصره فحسب ، بل في تاريخ الشعر والأدب .. وفي مختلف العصور !
توفّي سنة 1231 هـ ، رحمة الله تعالى عليه.
(656) وغدت اسيرة خدرها أبنة فاطمٍتدعو بلهفة ثاكلٍ لعب الأسىتخفي الشجا جلداً فإن غلب الأسىنادت فقطّعت القلوب بصوتهاإنسان عيني يا حسين أخي ياما لي دعوت فلا تجيب ولم تكنألمحنةٍ شغلتك عنّي أم قلىًلم تلق غير أسيرها المصفودابفؤاده حتّى انطوى مفؤداضعفت فأبدت شجوها المكمودالكنّما انتظم البيان فريداأملي وعقد جماني المنضوداعودتني من قبل ذاك صدوداحاشاك إنّك ما برحت ودودا (1)1 ـ رياض المدح والرثاء ، ص 481.
(657) وللعالم الجليل الأديب النبيل الشيخ علي بن الحسين الحلّي الشفهيني (1) قصيدة رائعة نختار منها هذه الأبيات :وعليك خزيٌ يا أميةُ دائماًهلا صفحتِ عن الحسين ورهطهوعففت يوم الطفّ عفة جدّه الـأفهل يدٌ سَلَبت إماءك مثلماأم هل برزن بفتح مكة حُسّراًيبقى ، كما في النار دامَ بقاكِصفح الوصيّ أبيه عن آباكـمبعوث يوم الفتح عن طلقاكِسَلَبَتْ كريماتِ الحسين يداكِـ كنسائه يوم الطفوف ـ نساك1 ـ هو الشيخ علي بن الحسين الحلّي الشَفَهيني ( رحمة الله تعالى عليه ).
لم يعرف ـ بالضبط ـ تاريخ ولادته أو وفاته ، إلا أنّه يعد من شعراء القرن الثامن الهجري ، كانَ عالماً جليلاً ، وشاعراً أديباً ، مَدَحَ أهل البيت ( عليهم السلام ) بقريحته الشعرية بنسبة كبيرة ، حتّى سجّل إسمه في سجل شعرائهم المتألقين في رتبة شعره.
(658) بئسَ الجزاء لأحمدٍ في آلهلهفي لآلك يا رسول الله فيما بين نادبةٍ وبين مروعةٍتالله لا أنساكِ زينب ، والعدىلم أنس ـ لا والله ـ وجهك إذ هوتحتّى إذا همُّوا بسلبك صحت باسـتستصرخيه أسىً وعزّ عليه أنوبنيه يوم الطفّ كان جزاكِأيدي الطغاة نوائحاً وبواكيفي أسرِ كلِّ معاندٍ أفّاكِقسراً تجاذب عنك فضل رداكِبالردن ساترةً له يمناك (1)ـم أبيك ، واستصرخت ثم أخاكِتستصرخيه ولا يجيب نداك (2)1 ـ الرُدْن : الكُمّ.
2 ـ رياض المدح والرثاء ، ص 22 و 23.
(659) وللسيّد محمّد بن السيّد مال الله القَطيفي (1) قصيدة غرّاء ، جاءَ فيها :قتل الحسين فيما سما ابكي دماًمنعوه شرب الماء ، لا شربوا غداًولزينب ندب لفقد شقيقهااليوم أصبغُ في عزاك ملابسياليوم شبُّوا نارهم في منزلياليوم ساقوني بظلم يا أخيحزناً عليه ويا جبالُ تصدعيمن كفّ والده البطين الأنزعتدعوه يابن الزاكيات الرُكّعِسوداً وأسكُبُ هاطلات الأدمعوتناهبوا ما فيه حتّى برقعيوالضرب ألَّمَني وأطفالي معي1 ـ السيّد محمّد بن السيّد مال الله ، المشهور بلقب ( أبو الفلفل ) من أهل مدينة القطيف ، هاجَرَ إلى العراق ، وسَكَنَ في مدينة كربلاء المقدسة ، إلى أنْ وافاه الأجل عام 1261 هـ. كان شاعراً حسينياً مجيداً ، رحمة الله عليه.
(660) لا راحِمٌ أشكو إليه مصيبتيحال الردى بيني وبينك يا أخيأنعم جواباً يا حسين أما ترىفأجابها من فوق شاهقة القناوتكفلي حال اليتامى وانظريلم ألف إلا ظالماً لم يخشعلو كنت في الأحياء هالَك موضعيشِمرَ الخنا بالسوط ألَّمَ أضلعيقضي القضاء بما جرى فاسترجعيما كنتُ أصنعُ في حماهم فاصنعي (1)1 ـ موسوعة ( أدَب الطّف ) للعلامة الخطيب المجاهد السيّد جواد شُبّر ، ج 6 ص 50 ، والأبيات الثلاثة الأخيرة غير مذكورة في كتاب ( أدب الطف ).
|
|
|