عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-2010, 10:58 PM   #45
نبض حنين
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 57
معدل تقييم المستوى: 17
نبض حنين will become famous soon enoughنبض حنين will become famous soon enough
افتراضي رد: زينب الكبرى عليها السلام

(616)
القرشي قال : سمعتُ هند بنت أبي رافع بن عبيد الله بن رقيّة بنت عقبة بن نافع الفهري تقول :
« تُوفّيت زينب بنت علي عشيّة يوم الأحد ، لخمسة عشر يوماً مضت من رجب ، سنة 62 من الهجرة ، وشَهِدتُ جنازتها ، ودُفنت بمخدعها بدار مسلمة المستجدّة بالحمراء القصوى (1) ، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. (2)
مناقشات حول القول الثالث
أقول : لقد قرأتَ أنّ العُبيدلي ذكر هجرتها إلى مصر ، وأنّ مسلمة بن مُخلّد استقبَلَها ... إلى آخر كلامه.
وتَرى بعض المؤلّفين يُضعّف سفرها إلى مصر ، ويستدلّ لكلامه « أنّ مسلمة بن مُخلّد كان من أصحاب معاوية ، ومن المنحرفين عن الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكيف يستقبل السيدة زينب ويُنزلها في داره » ؟
1 ـ الحمراء القُصوى : منطقة كانت بين القاهرة ومدينة الفسطاط ، في الزمن القديم ، وكانت تُعرف أيضاً بـ « قناطر السباع ». كما يُستفاد من المقريزي في كتابه « المواعظ والاعتبار » ج 2 ص 202.
2 ـ أخبار الزينبات ص 121 ـ 122.

(617)
ونحن نقول : إنّ هذا الكلام لا يُضعّف القول الثالث ، لأنّ مجرّد إستقبال الوالي ـ وهو مُسلمة بن مُخلّد ـ لشخصيّة في مستوى السيدة زينب الكبرى .. ليس بأمرٍ عجيب !
مع الإنتباه إلى أنّه : أولاً :
إنّ مسلمة كان والياً من قِبَل بني أميّة ، وكان اللازم عليه أن يستقبل السيدة زينب ( عليها السلام ) تنفيذاً منه للمخطّط الأموي الذي أمَرَ بإبعاد السيدة زينب من المدينة المنوّرة.
ولعلّ يزيد هو الذي أمر مسلمة باستقبال السيدة زينب ، وإسكانها في قصره ، لكي تكون تحرّكاتها تحت مراقبته وإشرافه المباشر.
يُضاف على هذا ، أنّنا نقول :
أما كان النعمان بن بشير والياً على الكوفة من قِبَل معاوية ثمّ مِن قِبَل يزيد بن معاوية ، ومع كلّ ذلك فإنّنا نقرأ ـ في التاريخ ـ أنّه لمّا أراد يزيد إرجاع عائلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى المدينة أمَرَ النعمان بن بشير أن يُهيّئ لهنّ وسائل السفر ؟
وأن يُرافقهنّ من الشام إلى المدينة ، مُراعياً الإحترام والتأدّب ؟
فهل مِن المعقول أنّ النعمان بن بشير ـ مع سوابقه ـ يُرافق

(618)
عائلة الإمام الحسين من الشام إلى كربلاء ، ثمّ إلى المدينة المنوّرة مع مراعاة التأدّب والإحترام اللائق بهن ؟!
فإذا كان ذلك ممكناً ، فلا مانع من أن يستقبل مسلمة بن مخلّد السيدة زينب ( عليها السلام ) ويُنزلها في داره.
ثانياً : إنّ مسلمة كان يعلم تعاطف أهل مصر مع أهل البيت النبوي ، وكان يسمع بإستعداد الناس رجالاً ونساءاً لاستقبال السيدة زينب ( عليها السلام ) ، فهو لا يَتَمَكّن مِن أن لا يخرج لإستقبال هذه السيدة العظيمة ، التي يعلم مدى محبّة وتعاطف المصريّين لوالدها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
وخاصّة وأنّه يسمع بخروج الجموع الغفيرة من مختلف طبقات الشعب لإستقبالها .. إستقبالاً مقروناً بالبكاء والدموع وهياج مشاعر الحزن لما جرى على آل الرسول الطاهرين في فاجعة كربلاء الدامية.

بعض ما قيل فيها من الشِعر

(620)
هناك أسباب وعوامل متعدّدة كان لها الدور الكبير في إثارة مشاعر وعواطف الشعراء ، وتَفَتُّح قرائحهم ، لكي ينظموا القصائد الرائعة في مدح ورثاء السيدة زينب ( عليها السلام ).
فمِن جملة تلك الأسباب :
1 ـ الشعور بالمسؤولية تجاه نصرة آل الرسول الكريم.
2 ـ إزدحام الفضائل ، وتجمّع موجبات العظمة والجلالة في شخصيّة السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ).
3 ـ الشعور الإنساني بالإندفاع لنصرة المظلوم.
إنّ هذه الأسباب ـ وغيرها ـ جعلت الشعراء يحومون حول هذه الشخصية العظيمة ، لكي تجول أفكارهم على مسرح الخيال والتصوّر ، تمهيداً للوصف ولصياغة المعاني في

(622)
قوالب الكلمات ، وصَبغها بطابع الشعر والأدب.
إنّ العواصف والأعاصر العاتية التي عصفت بحياة السيدة زينب ( عليها السلام ) حفّزت في الشعراء شعور القيام بنصرة المظلوم ، ليقوموا بواجبهم الإنساني والإسلامي تجاه ثاني أعظم سيدة من سيدات نساء التاريخ ، وليُلَبّوا نداء ضمائرهم في نصرة أخيها سيد المظلومين الإمام الحسين عليه السلام.
إنّ هؤلاء الشعراء الشرفاء سجّلوا أسماءهم في قائمة الذين نصروا أهل البيت النبوي ، ونالوا شرف خدمة آل الرسول الطاهرين ، فمدحوا مَن مدحهم الله تعالى في قرآنه المجيد ، ورَثَوا مَن بكت عليه الأرض والسماء ، والملائكة والأنبياء ، وحيتان البحار وطيور الفضاء !
وإليك بعض ما قيل من الشعر في السيدة زينب الكبرى عليها السلام :

(623)
قصيدة في ذكرى ميلاد السيدة زينب الكبرى ( سلام الله عليها ) للشاعر الأديب السيد محمد رضا القزويني (1) :وُلدتِ كما يُشرقُ الكوكبعلـيٌ وفاطمـةٌ انجَبـاكِوجاءا بكِ جَدّكِ المصطفىفأُمٌّ تُبـاهـي ويَزهـو أبُعَيناً من الخيـر لا يَنضبُليختـار لاسمكِ ما يُعجِبُ1 ـ السيد محمد رضا بن العالم الجليل المجاهد السيد محمد صادق القزويني ، ابن عمّ مؤلّف هذا الكتاب. شاعر لامع ، وأديبٌ بارع ، يجري في دمه حبّ أهل البيت الطاهرين ( عليهم السلام ).
وُلِدَ في تاريخ 20/8/1940 م ، بدأ نظم الشعر مع بداية مرحلة المراهقة ، يتميّز شعره بمميّزات منها : قوّة المعنى وروعة الإبداع ، وجمال الإبتكار ، ونكهة الإخلاص.
له ديوان شعر مخطوط ، جمَعَ فيه ما نظمه حول النبي الكريم وآله المعصومين ( سلام الله عليهم أجمعين ).
وقد نظم هذه القصيدة في سوريا بمناسبة ذكرى ميلاد السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) عام 1411 هـ الموافق لسنة 1990 م.

(624)
فقال : ولَستُ ـ كما تَعلَمـاوهـذا أخي جبرئيـل أتـىيقـول إلهك ربّ الجـلال :وكفّـلتهـا بأخيها الحسيـنلِتَحمـلَ أعبـاءَه كالليـوثأُسارى إلى الشام من كربلانِ ـ أسبـقُ ربّي بما يَنسِبُبـأمـرٍ مـن الله يُستَعـذبُتـقبّلتهـا و اسمهـا زينـبويـومٍ يَعُـزّ بـه المَشـرَبُفيَسـري بأطفاله المَـركَـبُءَ وسوطٌ على ظهرهم يلهَبُ
****
أقائـدةَ الركـب يـا زينبخَطبـتِ فدوّى بسمع الزماأخاف الطغاة على عرشهموأسقطتِ قبل فناه يزيد (1)ووَلّـت أميّـة مدحـورةوأنـتِ التي كُنتِ مأسورةًلكِ اليوم هذا الندى والجلاوقبـرٌ يطـوف به اللائذومنـاراً يَشِـعُّ بأفق السماءتَغَنّى بكِ الشـرق والمغربُن صوتٌ إلى الآن يُسترهَبُفظنّوا عليّـاً بـدا يخطـبُوضـاق على رأيه المَذهبُو مـا ظل ذكـر لهم طيّبُوما لكِ في الشام مَن يُنسَبُل مثالاً لأهل النُهى يُضرَبُنَ رَمـزاً و ما عنده يُطلَبُفيُعـلِنُهـا : هـذه زينـب1 ـ فناه : أي قبل فنائه وهلاكه.
(625)
وللسيد محمد رضا القزويني قصيدة أخرى يقول فيها :تتـراءى لـه الأُسـارى فتَبـدووهي تَرعى الرؤوس فوق رماحٍحَمَلَتهـا مـن كربلاء و قالت :إنّـهـا مـن محمـدِ وعـلـيّوسياطُ الأعداء لم تَمنَـعِ الأختَهُرعَـت و الخيـام مُشتعـلاتٌرَفَعـت رأسهـا إلـى الله تشكوجـدّكـم أسَّسَ القواعـد للبيـتِزينـب أمسَكـت بطفـلٍ يتيـمطابَ منها النجوى لأختٍ رَؤومِ (1)يـا سماء اهتدي بهذي النجـومِقَدّمتهـا البتـول فـي تكـريـمِوداع الـحسيـن بيـنَ الجسـومِتتحَـرّى الأطفـال بين الرميـمفأتـاها الجـواب عبـر النسيـمو إسمـاعيـل ذبـحُ الحُـلـومِ1 ـ رَؤوم : مُشتقّ مِن المحبّة والعَطف ، قال الفيروز آبادي ـ في القاموس ـ : رَئمت الناقة وَلَدها : عطَفت عليه ، فهي رائمة ورؤوم.
(626)
وانتَهـت فيكم النبـوّة والبيتُورأى الله في الحسينِ عظيماًومـا في السِتـار والمعلومِفـافتدى دينَه بذبـحٍ عظيمِ
(627)
وللشاعر الحسيني اللامع ، المرحوم الحاج محمد علي آل كمّونة ( رضوان الله عليه ) (1) قصيدة نَقتَطفُ منها الأبيات التالية :لـم أنسَ زينبَ بعد الخِدر حاسرةًمَسجـورة القلـب إلا أنّ أعينَهـاتُبـدي النيـاحة ألحاناً فألحانـاكالمُعصرات تصُبّ الدمع عقيانا (2)1 ـ الحاج محمد علي آل كمّونة الأسدي الكربلائي ، شاعرٌ بليغ ، وأديب فصيح ، كان من الشعراء المتألّقين في عصره ، والأدباء اللامعين بين أقرانه وزملائه ، إستعمل قريحته الشعريّة ـ بنسبة كبيرة ـ في خدمة النبي وآله الطاهرين ، وله قصائد كثيرة في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، مِن مميّزات شعره : طابع الشِجاوة ، ونكهة الإخلاص ، وسلاسة التعبير.
عند التأمّل في ديوان شعره نجد أنّ أشعاره تهزّ المشاعر والعواطف مِن الأعماق ، وتَنقل ذهن القارئ إلى أجواء الحرب والقتال.
وللمُميّزات المتوفّرة في شعره ـ ونخصّ منها : كونه شجيّاً ـ تَهافَتَ خطباء المنبر الحسيني على قراءة أشعاره في بداية ونهاية مجالسهم ومحاضراتهم الحسينيّة.
له ديوان مطبوع ، جُمعَ فيه بعض أشعاره.
ولد سنة 1202 هـ ، وتوفّي سنة 1282 هـ ، ودُفنَ في حرم الإمام الحسين عليه السلام.
2 ـ عِقياناً. العِقيان : الذهب الخالص. شَبّه الشاعر قطرات دموعهنّ الصافية الغالية بحَبّات الذهب الخالص من الشوائب.

(628)
تـدعـو أبـاها أميـر المؤمنين ألاوغـابَ عنّـا المُحامي والكفيلُ فمَنإن عَسعَسَ الليل وارى بَـذلَ أوجُهنانـدعـوا فلا أحدٌ يَصبوا لِدَعوتِنا (2)قُـم يا عليّ فما هـذا القعود و مـاعَجّـل لعلّك مِـن أسـرٍ أضَرّ بنـاو تَنثَني تـارةً تـدعـو عشيرتهـايـا والدي حَكمَـت فينـا رَعايانا (1)يَحمي حِمانـا و مَن يُؤوي يَتاماناو إن تَنفّـس وجه الصبـح أبداناو إن شكَونـا فلا يُصغى لِشَكواناعهدي تَغُضّ علـى الأقذاء أجفاناتَفُكّنـا أو تَوَلّـى دفـن قتـلانـامِن شيبة الحمـد أشيـاخـاً وشُبّانا (3)1 ـ رعايانا. رعايا ـ جمع رعيّة ـ : عامّة الناس الذين عليهم راع وحاكم ، يُدبّر أمورهم ويَرعى مصالحهم.
2 ـ يَصبو : يميل ويَحِنّ. وفي نسخة : « نَدعوا فلا أحد يَرنو لَدَعوتنا ».
3 ـ شَيبَة الحَمد : هو عبد المطلب بن هاشم ، جدّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

(629)
قوموا غِضاباً مِن الأجداث وانتَدبواواستَنقِـذوا مِن يَد البَلوى بٌقايانا (1) وله قصيدة أخرى يقول فيها :و لَئن نسيتُ فلَسـتُ أنسى زينبـاًحَمَلت مِن الأرزاء ما أ عيا الورىعن كَربها و بَلائها سَـل كربـلاطَـوراً على القتلى تنوح وتـارةًو تطوف حـول حمىً أباد حُماتهمَـن مُبلغٌ عنّـي سرايـا هاشـمسُبيَت ، و أعظم ما شَجاني غَيرةًو وقوفهـا فـي مجلـسٍ جُلاسُهودوام مِحنتهـا وطـول عنـائهـاحَمـلَ اليسير النَزر مِـن أعبائهـاسَـل كربلا عـن كربها و بلائهـاتحنـو محافظـة علـى أبـنائهـاصَرفُ الرَدى وأبـاحَ هَتكَ نسائهاخَبَـراً يَـدُكّ الشمّ مـن بَطحائهـاـ يا غيرة الإسلام ـ سَلبُ رِدائهاأهوى بهـا الشيطـان في أهوائها (2)1 ـ المصدر : ديوان ابن كمّونة ، طبع قم ـ ايران ، عام 1411 هـ ص 95. ورياض المدح والرثاء ، للشيخ حسين البحراني ، طبع ايران ، عام 1420 هـ ص 648.
2 ـ ديوان ابن كمونة ، ص 3.

(630)
وله ( رضوان الله عليه ) شعرٌ آخَر يُخاطب فيه الإمام الحسين ( عليه السلام ) بقوله :وأمسَيـتَ رَهنَ الحادثات و أصبَحتحَيـارى يُـردِّدنَ النُـواح سَواغبـاًومِن بينها مأوى البَليّات رَبّة الرزيّـفَـريسـة أفـواه الحـوادث زينـبٌتُنـادي وقـد حَـفّ العـدوّ برحلهافمَن مُبلغٌ عنّي الرسـول و حيـدراًبأنـّا سُبينـا ، والحسيـنُ عمـادُنانساؤك بعد الصَون بينَ الأجـانبعُطاشى فلهفي للعُطاشى النـوادبـات حَلفُ الحُـزن أمّ المصـائبومَنهـبُ أنيـاب الرَدى والمَخالبِو تَهتـِف لكن لم تَجد مِن مُجاوبِوفاطمة الزهراء بنـت الأطـائبِغدا موطئـاً للعـاديات الشَوازِب (1)1 ـ الشوازب ـ جمع شازِب ـ : الخَيل الغَضبان ، الذي يُسرع في ركضه للغارة والهجوم. كما يُستفاد من كتاب « العَين » للخليل بن أحمد.
نبض حنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس