رد: زينب الكبرى عليها السلام
وما هي الصورة الواضحة التي أعطتها السيدة زينب عن المرأة المؤمنة المثالية ؟!
وماذا .. وماذا .. ؟؟
أجل ..
كان العلامة القزويني يبذل قصارى جهده في جمع المواد التاريخية عن حياة هذه السيدة العظيمة ، لكنه ـ مع الأسف ـ أصيب بمرض عضال ، وصار المرض ينخر في جسمه بسرعة ، ويجعل سير التأليف بطيئاً ، حتى أودى به إلى الوفاة ، قبل إكمال بعض فصول هذا الكتاب.
وقد كتب بعض صفحات هذا الكتاب على سرير « مستشفى ابن سينا » في الكويت ، حيث كان راقداً هناك لاجراء بعض الفحوصات الطبية وماحولة إكتشاف علاج لمرضه.
وقد كانت رغبته لإنجاز وإكمال هذا الكتاب شديدة وملحة ، لأسباب متعددة ، منها :
1 ـ انه رأى في المنام رؤيا شجعته على مواصلة هذا التأليف.
2 ـ لإحتمال وفاته بسبب المرض الذي أصابه.
أما الرؤيا ، فإنه ـ في أثناء تأليف الكتاب وبعد فراغه من كتابة فصل ( مروان يخطب بنت السيدة زينب ليزيد بن معاوية ) ـ رأى في المنام المجتهد الفقيه آية الله السيد حسين القمي ـ المتوفى سنة
1367 هـ قد اقبل إليه واعتنقه معانقة حارة ، وقال له ـ بصيغة الدعاء : « قبل الله يدك » ، أو بصيغة الإخبار ـ : « إن الله تعالى يقبل يدك » !
واستيقظ السيد المؤلف من نومه ، وصار يفكر ـ طويلاً ـ في تفسير رؤياه حيث اعتبرها رؤيا مهمة ، ورغم انه كانت لديه معلومات واسعة وخبرة جيدة في علم تفسير الأحلام إلا أنه استفسر عن تعبير رؤيا من أحد العلماء المتخصصين في تعبير المنام.
فقال له العالم : هل قمت بخدمة لواحدة من أقرباء الامام الحسين ( عليه السلام ) مثل : زوجته أو أخته ؟
فقال السيد : نعم ، انا مشغول بتأليف كتيب حول السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ).
فقال العالم : إن خدمتك نالت رضى الإمام الحسين ( عليه السلام ) وتفسير كلمة « إن الله يقبل يدك » هو : أن الله تعالى قد تقبل منك ما كتبته.
وحين تأليفه لهذا الكتاب كان يطلب مني أن أصطحب معي ما كتبه إلي داري ، لألقي نظرة فاحصة على الكتاب ، وأبدي بعض الملاحظات أو الإقتراحات.
وبعد وفاته ( رحمة الله عليه ) رأيت القيام ببعض اللمسات
التكميلية على الكتاب ، مع الانتباه إلى بعض الصلاحيات التي منحها لي في السنوات الأخيرة من حياته.
رأيت القيام بهذا الأمر لسببين :
الأول ـ وهو السبب الرئيسي ـ : القيام بخدمة متواضعة لسيدتي ومولاتي زينب الكبرى عليها السلام.
الثاني : براً مني بوالدي رحمة الله عليه.
وأود جلب إنتباه القارئ الكريم إلى عدة نقاط :
الأولى : لقد حاولت ـ قدر الإمكان ـ أن أجعل فاصلاً مميزاً بين الكتاب والإضافات التي هي مني ، فجعلت الإضافات في الهامش ، وكتبت في نهايتها : « المحقق ».
وهذا ما سيشعر به القراء الكرام الذين تعودوا على نكهة قلم السيد الوالد.
النقطة الثانية : إن الفصل الأخير من هذا الكتاب ـ بكامله ـ هو من إضافاتي ، لكني حاولت ـ غالباً ـ ذكر الأشعار التي كنت أعلم إعجاب الوالد بها.
النقطة الثالثة : كان عملي ـ في إعداد الكتاب ـ : عبارة عن مراجعة الكتاب من أوله إلى آخره ، وضبط نصوصه ، وذكر مصادره ، وشرح بعض الكلمات
|