بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يظل الحديث عن الإمام الحسين عليه السلام يشغف القلوب ، ويجذب النفوس ، ويستهوي الأحرار وسيتقطب المؤمن ... لماذا ؟
إنه الحسين وما ادراك ما الحسين ...
إنه صاحب الفضائل والمناقب ، صاحب المقامات والمعارج ، الذي يتمنى الانسان لو تكون له واحدة منها ، لتكفيه شرفاً ورفعة وفخراً وعزة ...
فبمجرد ان تلقي ببصرك على جانب من سيرته المباركة ، واذا بالمكارك والمآثر تسطع امام ناظريك ، حتى تحتار في يشخيص ايها اجلى وابهى من غيرها .
فنجده ( سلام الله عليه ) قمة سامقة في العلم ، في العبادة ، في العطاء ، في الإيثار ، في الشجاعة ، في القيادة ... ناهيك عن كونه قمة سامقة في الحسب والنسب ايضاً .
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ): ان الحسين ابن علي ( عليه السلام ) لما ولد امر الله عز وجل جبرئيل ان يهبط في الف من الملائكة فينيء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الله ومن جبرئيل .
قال فهبط جبرئيل ، فمر على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له : فطرس ، كان من الحملة ، بعثه الله ( عز وجل ) في شيء فأبطأ عليه ، فكسر جناحه والقاه في تلك الجزيرة ، فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى ولد الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، فقال الملك لجبرئيل : يا جبرئيل اين تريد ؟
قال : ان الله عز وجل انعم على ( محمد صلى الله عليه وآله ب) نعمة فبعثت اهنئه من الله ومني .
فقال : يا جبرئيل احملني معك لعل محمد ( صلى الله علية وآله ) يدعو لي .
قال : فحمله .
قال : فلما دخل جبرئيل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) هنأه من الله ومنه واخبره بحال فطرس .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قل له تمسح بهذا المولود وعد إلى مكانك ، فتمسح فطرس بالحسين ابن علي ( عليه السلام ) وارتفع .
فقال : يا رسول الله ، اما امتك ستقتله وله عليه مكآفأة الا يزوره زائر الا ابلغته عنه ، ولا يسلم عليه مسلم الا ابلغته سلامه ، ولا يصلي عليه مصل الا ابلغته صلاته ثم ارتفع . )
*ذلك هو الإمام الحسين .. إنه كله خير ، وكله بركة ...
*حبنا للحسين ليس عاطفة فحسب ، وانما هو عقيدة ايضاً .
*مع الحسين كل هزيمة انتصار .
وبدون الحسين كل انتصار هزيمة .
*الحسين ينتمي للمستقبل ، فالعالم سيظل يحتاج إليه دائماً وابداً ، وحتى في الجنة هو سيد شبابها واميرهم .
*كما تحتاج الى النور لترى به الأشياء ، اما النور فلا تحتاج الى شيء لرؤيته ...
كذلك الحسين ، فأنت تحتاج الى الحسين لتعرف به الآخرين ، ولا تحتاج الى احد لتعرف به الحسين .
*كل اللذين يكتبون عن الحسين تواجههم مشكلة واحدة : كيف يمكن ان يحمل احدنا المحيط في كفه ، او يضع الشمس في حضنه ، او يلخص التاريخ في كلمته ؟
*مهما قست الظروف ، ومهما تطاول الزمان ، ومهما تجبر العدو فإن الحسين وعد الهي بالنصر ، وهو تفسير قوله تعالى : ( كتب الله لأغلبن انا ورسلي )
* قطرات دمه لم تسقط لتسكن في التراب ، وانما اريقت لتسكن الخلد ... انها من حول العرش نزلت في الأرض ، والى العرش عادت في السماء " اشهد ان دمك سكن الخلد " .
* لو شاء الحسين ان يعتذر عن الجهاد ، لوجد كل الأعذار التي يتوسل ببعضها الناس للتقاعس عنه ، وجدها مجتمعة ، لكنه رأى الموت له عادة وكرامته من الله الشهادة .
فأعلن الجهاد ، وكان ذلك من اعظم انجازاته .
* في يوم عاشوراء تلتهب السماوات في عالم الغيب حزناً على الحسين ، فتنبعث منها حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفيء ابداً ، وهذا يفسر لماذا تعاد الذكرى كل عام اكثر حرارة ، واوسع دائرة ، واقوى شرارة . (2)
* من لم يتعلم من الحسين عليه السلام روح الجهاد والاستقامة ، فإنه لم يتعلم منه اي شيء .
* كل من يموت يأخذ سره معه .
ولكن هؤلاء ماتوا ، ليكشفوا ااناس عن اسرار الناموس .
* هم ذبحوه ..
وتركوا بقايا جثته على الرمال ..
وهو دمرهم ، وجمع اشلائهم ..
فقذف بها في مزبلة التاريخ وطمها .
* ما من امة تقتدي بالحسين الا وتنتصر به على اعدائها .
وذلك بعض ما عوض الله به الحسين جزاء ما قدمه .
* دماء الحسين سدت على اعدائه آفاق الحياة واطراف الأرض ، فبعد الف عام لا تجد احداً يجرأ ان يقول :
انا من بني امية . او انا معهم .
* لقد برهن الحسين واصحابه ، ان الموت في سبيل الله يساوي زلزلة الأرض زلزالها .
* كلمته هيهات من الذلة
ليست شعاراً للرفض والمواجهة فحسب ..
بل هي خطة متكاملة للنهوض والثورة ايضاً .
* السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين