بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه الطيبين المنتجبين
اللهم كن لوليك الحجّة بن الحسن صلواتك عليه
وعلى آبائه
وليّـا وحافظا وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا حتى
تسكنه أرضك طوعا وتمتعّه فيه طويلا برحمتك
ياأرحم الراحمين
العرب وموقفهم من الامام المهدي(ع)
عندما نتتبع روايات اهل البيت(ع) نجد ان العرب
لهم القسم الاكبر من التهديد والزجر والوعيد والعذاب
على يد الامام المهدي(ع) منها :
عن ابي جعفر الباقر(ع)قال:
(يقوم القائم بامر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد
على العرب شديد ليس شانه الا السيف لايستتب احدا
ولا تاخذه في الله لومة لائم) .
وعن كتاب اثبات الهداة مسنودا عن ابي عبد الله (ع)
انه قال:
(مع القائم من العرب شيئ يسير، قيل له:
ان من يصف منهم هذا الامر لكثير فقال:
لابد للناس من ان يمحصوا ويميزوا ويغربلوا وسيخرج من الغربال خلق كثير)
وعن ابي جعفر(ع) قال:
(لو يعلم الناس مايصنع القائم اذا خرج لاحب اكثرهم
ان لايروه مما يقتل في الناس، اما انه لايبدا الا بقريش
فلا ياخذ منها الا السيف ولا يعطيها الا السيف
حتى يقول الكثير من الناس:
ليس هذا من آل محمد لو كان من آل محمد لرحم)،
يعني ان الكثير من العرب يصفون امر الامام(ع)
ويدّعون نصرته ولكنهم سيكونون اعداء له
ولذلك مجموعة من الاسباب منها:
اولا - النفاق في ادعائهم لنصرة الامام (عج) في الظاهر
ولكنهم يضمرون عكس ما يظهرون.
ثانيا - منهم علماء السوء الذين يكونون في اخر
الزمان فيقومون باضلال الناس عن طريق فتاويهم
الباطلة التي يطلقونها ضد دعوة الامام (ع) ،
فهم ومن تبعهم في الظلم سواء.
ثالثا - اصحاب السلطة والجاه والذين لايتمنون
تغيير الحقائق على الارض بما لايتماشى مع توجهاتهم
وهم الذين تصفهم الرواية التالية بطغاة العرب,
فعن ابي عبد الله(ع) قال:
ويل لطغات العرب من شر قد اقترب.
رابعا - منهم من يريد ان يكون التمهيد والنصرة
للامام (ع) من خلاله فقط وبخلاف ذلك يرفض
كل من ياتي عن طريق الامام(ع) وبذلك يتحول شيئا
فشيئا الى عدو للامام وقضيته.
خامسا - وهناك قسم منهم يتمنون نصرة الامام (ع) فقط
بقول اللسان وهم لايتناهون عن فعل المنكر
وتسوقهم شهواتهم الى طريق الهلاك وبذلك
تحول افعالهم القبيحة دون ذلك او قد يكونوا من
الظالمين الذين اكلوا حقوق اليتامى والارامل بل حتى حقوق الامام(ع) حيث ان الامام طاهر لايجاور الجيف امثالهم.
وهناك من العرب من يكون عدائهم صريح وواضح
لآل البيت (ع) وهو اتباع المذهب التكفيري ومن لف لفهم.
وبهذا فان اغلب العرب سيكونون اعداء للامام المهدي(ع)
وقد ورد عن رسول الله(ص) قال:
(تفترق امتي ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة)
وكما هو معلوم ان العرب هم اغلب امة محمد(ص)
وقد نزل كتاب الله عزوجل بين ظهرانيهم وان العرب
لا يكتفون بعدائهم لدعوة الامام(ع)
وتكذيب الممهد الرئيسي لها بل الانكى من ذلك انهم
يتجاسرون على الامام (عج) ويقاتلونه بعد قيامه.
وقد ورد في كتاب بشارة الاسلام عن عبد الاعلى الحلبي
قال ...قال ابو جعفر(ع) في حديث طويل عن
الامام المهدي(ع) ثم يدخل المدينة وهو قول
علي بن ابي طالب (ع) والله لودت قريش اي عندها
موقفا واحدا جزر جزور بكل ما ملكت وكل ما طلعت
عليه الشمس وغربت ثم يحدث حدثا فاذا هو فعل
ذلك قالت قريش: اخرجوا بنا الى هذا الطاغية فوالله
ان لو كان من آل محمد
مافعل ولو كان علويا ما فعل
ولو كان فاطميا مافعل
فمنحه الله اكتافهم فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية
ثم ينطلق حتى ينزل الشطرة فيبلغه انه قد قتل عامله
فيرجع اليهم فيقتلهم مقتل ليس قتلى الحرة اليها بشيء) .
ولازال الامام كما ورد عن روايات اهل العصمة (ع)
لازال يقتل ثم يقتل ثم يقتل في العرب ولايستتيب احدا
الى ان يجتث اصول الكفر والظلالة من جذورها
حيث انها استفحلت ولاينفع معها الا الاستئصال،
وقد يبرز سؤالا ملحا ....الا وهو كيف
يكونون اغلب العرب هم اعداء للامام(ع)
والمفروض هم مسلمون (ومنهم الشيعة) ومقربون لقضية
الامام(ع) اكثر من بقية القوميات والاديان السماوية كلها?
للاجابة على هذا السؤال نذكر هذا الحديث الذي اورده
في كتاب
تفسير القمي قال رسول الله(ص) :
(لتركبن سنة من كان قبلكم حذوا النعل بالنعل والقذة
بالقذة ولا تخطئون طريقتهم شبر بشبر وذراع بذراع
وباع بباع حتى ان لو كان من قبلكم دخل حجر
ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى تعني يارسول الله؟
قال(ص) : فمن اعني ! لينقض عرى الاسلام عروة عروة
فيكون اول ماتنقضون دينكم الامامة واخره الصلاة) .
يظهر من هذا الحديث الشريف ان امة محمد(ص)
تسير على سيرة الامم السابقة اليهود والنصارى
وقد ضجت بطون الكتب بفعال اليهود وتكذيبهم
لانبياء الله وقتلهم اياهم وجحودهم لوحدانية الله عزوجل
وكذلك النصارى الذين غيروا امر الله حسب اهوائهم
وكيف انهم يسيرون في ركاب جبابرتهم .
اما الذين يتشرفون بتصديق دعوة الامام ونصرته
من القلة القليلة من العرب والتي وصفتهم الروايات
الصادرة عن آل بيت الرسول(ص)( بالشيء اليسير)
وهم الذين يمرون بمراحل من الاختبارات الروحية
والجسدية وهي مراحل التمحيص والتمييز والغربلة
وقد ورد في كتاب يوم الخلاص عن الامام الباقر(ع) قال:
(يخرج النجباء من مصر والابدال من الشام،
وعصائب اهل العراق، رهبان بالليل ليوث بالنهار كأن
قلوبهم زبر الحديد، فيبايعونه بين الركن والمقام)
وبذلك يتضح لنا ان الذين ينصرون الامام(ع)
من العرب وينهضون بدعوته هم انفسهم الفرقة الناجية
من الثلاث والسبعين فرقة التي ذكرها الرسول الاكرم
محمد (ص) وهم الغرباء الذين ذكرهم كذلك رسول الله(ص)
حين قال:
(بدا الاسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء
من امتي).
جعلنا الله واياكم من الذين يستمعون القول
فيتبعون احسنه ، ووفقنا لنصرة قائم آل محمد والثبات
على ذلك والحمد الله الذي قال في كتابه الكريم:
(يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره
ولو كره الكافرون) .
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....