[خادمة قائم آل محمد]

_

اللهـم عجـل لوليـك الفـرج

درس ومحاضرة قيمة لـ (أســرار الصلاة على محمد وآل محمد)
اللهم صلّ وسلّم على صاحب الدعوة المحمدية والشجاعة الحيدرية والعصمة الفاطمية
والصلابة الحسنية والاستقامة الحسينية والعبادة السجادية
المآثر الباقرية والآثار الجعفرية والعلوم الكاظمية
والحجج الرضوية والفضائل الجوادية والهيبة العسكرية
والحجة الإلهية

********************

قال تعالى: (( إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما ))

ما معنى الصلاة على محمد وآل محمد؟؟؟

ليس كما يشاع عن بعض الذين شرحوا معاني الصلاة على محمد وآل محمد أن المقصود منها طلب الرحمة والتزكية لمحمد وآل محمد والدعاء لهم كيف ذلك وهم معدن الرحمة ومصدر التزكية،(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
قول الإمام الكاظم عليه السلام فإن :
• صلاة الله هي : إعطاء أعلى المقامات لمحمد وآل محمد .
• وصلاة الملائكة : هي تنزيه الملائكة لمقامات محمد وآل بيته.
• وصلاتنا نحن هي : الطلب من الله أن يطهّر قلوبنا من الشوائب حتى يقرّبنا من محمد وآل محمد.



الرواية الأولى :
دعاء سيد الساجدين وزين العابدين :
"اللهم وابسط لسانه في الشفاعة لأمته، وأر أهل الموقف من النبيين وأتباعهم تمكن منزلته، وأوهل أبصار أهل المعروف العلى بشعاع نور درجته، وقفه في المقام المحمود الذي وعدته.
اللهم أحضره ذكرنا عند طلبته إليك في أمته, وأخطرنا بباله لندخل في عدة من ترحمه بشفاعته، وأره من أشرف صلواتنا وسبحات نورها المتلألئة بين يديه ما تُعرّفه به أسماءنا عند كل درجة ترقى به إليها ويكون وسيلة لديه، وخاصة به, وقربة منه ويشكرنا على حسب ما مننت به علينا من الصلاة عليه".

جواب الرواية الأولى :
الإمام زين العابدين عليه السلام يبيّن بوضوح أن الصلاة على محمد وآل محمد يعود نفعها علينا وطلب التزكية لنفوسنا والدعاء لنا فنحن الأحوج لذلك وهم الوسيلة في استجابة الدعاء والتزكية وتكون هدية صلاتنا علي الرسول وآله بأن يتذكّر أسماءنا ويذكرنا بالشفاعة والرحمة والنجاة وعندما يدعو أمته يوم القيامة أن يذكرنا من بينهم.

إمامنا العسكري فيقول : إنما اتخذ الله إبراهيم خليلا لكثرة صلاته على محمد وآل محمد.

الرواية الثانية :
استشفع رجل بالإمام الجواد عليه السلام فقال : يا ابن رسول الله إن أبي مات وكان له مال، ففاجأه الموت ولست أقف على ماله ولي عيال كثير وأنا من مواليكم ، فأغثني.
فقال له أبو جعفر عليه السلام : إذا صليت العشاء الآخرة فصل على محمد وآله محمد فإن أباك يأتيك في النوم ويخبرك بأمر المال .
ففعل الرجل ذلك، فرأى أباه في النوم وقال : يا بني مالي في موضع كذا فخذه واذهب به إلى بن رسول الله فأخبره أني دللتك على المال. فذهب الرجل وأخذ المال وأخبر الإمام بخبر المال وقال " الحمد لله الذي أكرمك واصطفاك "
جواب الرواية الثانية :
الصلاة على محمد وآل محمد من آثارها كشف المغيبات والإتصال بالغيب.

الرواية الثالثة :
سأل الخضر الإمام الحسن بن علي عليه السلام : فقال أخبرني عن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ قال "إن قلب الرجل في حق، وعلى الحق طبق".
والمقصود بالحق : البيت أو الوعاء الخشبي ، والطبق : الغطاء ، فكل واحد منا قلبه في وعاء يسمى حق وعليه غطاء يسمى طبق.
"فإذا صلى الرجل على محمد وآل محمد صلاة تامة، انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق، فأضاء القلب فإذا انكشف ذلك الغطاء عن ذلك الحق أضاء القلب، وذكر الرجل ما كان ينسى، فإذا نسيت أذكر محمد وآل محمد, وإنه من لم يصل على محمد وآل محمد أن نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره".
جواب الرواية الثالثة :
الصلاة على محمد وآل محمد تفيض بالنور العقلي والمدد الغيبي للتذكر والإدراك والحكمة.

الرواية الرابعة :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
• "ما صلّى عليّ أحد إلا نادى ملكان غفر الله لك وقال الله وملائكته آمين
• ولا أذكر عند مسلم فلا يصلّي عليّ إلا ونادى الملكان لا غفر الله لك وقال الله وملائكته آمين"

جواب الرواية الخامسة:
الصلاة على محمد وآل محمد من آثارها المغفرة.

الرواية السادسة:
حديث غريب وعجيب في مضامينه عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول " لا تضربوا أطفالكم على بكائهم،
• فإن بكاؤهم أربعة أشهر شهادة لا إله إلا الله ,
• وأربعة أشهر الصلاة على النبي وآله،
• وأربعة اشهر الدعاء لوالديه"

الرواية السابعة:
روى الشيخ الصدوق في (ثواب الأعمال) بسند متصل إلى أبي الحسن عليه السلام يقول " من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا ((إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما )) اللهم صل على محمد وذريته، قضى الله له مائة حاجة ، سبعين في الدنيا وثلاثين في الآخرة"

الرواية الثامنة توضّح جليّاً :
معنى الصلاة على محمد وآل محمد
الإمام الصادق صلوات الله عليه يدعو بدعاء عجيب المضامين وعالي المحتوى يقول "اللهم أن محمد (صلى الله عليه وآله) كما وصفته في كتابك حيث تقول (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )) فأشهد أنه كذلك وأنك لم تأمر بالصلاة عليه إلا بعد أن صليت عليه أنت وملائكتك وأنزلت في محكم قرآنك ((إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما ))
لا لحاجة إلى صلاة أحد المخلوقين بعد صلواتك عليه ولا إلى تزكيتهم إياه بعد تزكيتك، بل الخلق جميعا هم المحتاجون إلى ذلك لأنك جعلته بابك الذي لا تقبل إلا من أتاك إلا منه، وجعلت الصلاة عليه قربة منك ووسيلة إليك وزلفة عندك، ودللت المؤمنين عليه، وأمرتهم بالصلاة عليه ليزدادوا إثرة لديك وكرامة عليك ووكلت بالمصلين عليه ملائكتك يصلون عليه ويبلغونه صلاتهم وتسليمهم {اللهم رب محمد فإني أسألك بما عظمت به من أمر محمد (صلى الله عليه وآله) وأوجبت من حقه أن تطلق لساني من الصلاة عليه بما تحب وترضى وبما لم تطلق به لسان أحد من خلقك، ولم تعطه إياه، ثم تؤتيني على ذلك مرافقته حيث أحللته على قدسك وجنات فردوسك ثم لا يُفّرق بيني وبينه}

الخلاصة:
من منن الله علينا أن الصلاة على محمد وآل محمد هي من أعظم مظاهر الرحمة والمغفرة وقضاء الحوائج، والتذكّر والحكمة، وكشف المغيبات، ووسيلة للإتصال بهم وإستقبال الفيض الإلهي والنور الرباني منهم وظهور الأسماء والأنوار الإلهية في القلب والحصول على مقام القرب والكرامة والوصول الى مقام العبودية وأن يذكرونا، ويذكروا أسماءنا ويشملونا بشفاعتهم وأن نكون من أمّتهم يوم القيامة ومرافقتهم في الجنّة وأن لا يفرق الله بيننا وبينهم طرفة عين أبدا كما صلّينا عليهم واتصلنا بهم في الدنيا.
أخيراً ما الصلاة على محمد وآل محمد إلا طلب التلون والتصبغ بصبغة المصطفى، والاصطفالاء بما اصطفاه الله جلا جلالـه.

موفقين باذن الله تعالى
والسداد من أهل البيت عليهم السلام
نسألكم صالح وخالص الدعوات.
خادمة الامام المنتظر عليه السلام-عج