صفات الإمام الجواد عليه السلام
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
صفات الإمام الجواد عليه السلام
توفّرت في الإمام الجواد عليه السلام الصفات الرفيعة، والمثل الكريمة، حتى أنه لكرمه لُقِّب بالجواد، ومن بينها:
العلم
وتجمع الشيعة على أنّ الإمام لا يدانيه أحد في سعة علومه ومعارفه وأنّه لابدّ أن يكون أعلم أهل زمانه، وأدراهم بشؤون الشريعة وأحكام الدين، والإحاطة بالنواحي السياسية والإدارية وغير ذلك ممّا يحتاج إليه الناس، أمّا الأدلة على ذلك فهي متوفّرة لا يتمكّن أحد أن ينكرها أو يخفيها، فالإمام أمير المؤمنين سيد العترة الطاهرة هو الذي فتق أبواباً من العلوم بلغت -فيما يقول العقّاد- اثنين وثلاثين علماً، وهو الذي أخبر عن التقدّم التكنولوجي الذي يظهر على مسرح الحياة، فقد قال عليه السلام: "يأتي زمان على الناس يرى من في المشرق مَن في المغرب، ومن في المغرب يرى مَن في المشرق"، وقال عليه السلام: "يأتي زمان على الناس يسمع مَن في المشرق مَن في المغرب ومَن في المغرب يسمع مَن في المشرق"، وتحقّق ذاك بظهور جهاز التلفزيون والراديو، وقال عليه السلام: "يأتي زمان على الناس يسير فيه الحديد"، وتحقّق ذلك بظهور القطار والسيارات وغيرهما، وأمثال هذه الأمور التي أخبر عنها، يجدها المتتبّع في الكتب التي تبحث عن هذه الأمور كالغيبة للشيخ الطوسي وبعض أجزاء البحار، وغيرهما ممّا ألِّف في هذا الموضوع.
أمّا الإمام الصادق عليه السلام معجزة العلم والفكر في الأرض، فقد أخبر عن تلوّث الفضاء والبحار، وما ينجم عنهما من الأضرار البالغة للإنسان كما أخبر عن وجود الحياة في بعض الكواكب، وهو الذي وضع قواعد التشريح، وخصوصيّة أعضاء الإنسان والعجائب التي في بدنه والتي منها الأجهزة المذهلة، وقد عرض لذلك كتابه المسمّى بتوحيد المفضل ويعتبر المؤسّس الأوّل لعلوم الفيزياء والكيمياء، فقد وضع أصولها على يد تلميذه جابر بن حيّان مفخرة الشرق، ورائد التطوّر البشري في الأرض.
وقد دلّل الجواد على ما تذهب إليه الشيعة في الإمامة، فقد كان وهو في سنّه المبكر قد خاض مختلف العلوم وسأله العلماء والفقهاء عن كلّ شيء فأجاب عنه، ممّا أوجب انتشار التشيّع في ذلك العصر وذهاب أكثر العلماء إلى القول بالإمامة.
لقد احتفّ بالإمام الجواد وهو ابن سبع سنين وأشهر العلماء والفقهاء والرواة وهم ينتهلون من نمير علومه، وقد رووا عنه الكثير من المسائل الفلسفية والكلامية، ويعتبر ذلك من أوثق الأدلّة على ما تذهب إليه الشيعة في الإمامة.
العصمة
وأمر آخر بالغ الأهمّية تذهب إليه الشيعة في أئمتها وهو عصمتهم من الزيغ، ومتناعهم من الولوج في أي ميدان من ميادين الإثم والباطل وهو حقّ لا شبهة فيه، فإنّ من يمعن النظر في سيرة الأئمة الطاهرين تتجلّى له هذه الحقيقة بوضوح فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام - على حدّ تعبيره - لو أعطي الأقاليم السبع بما تحت أفلاكها على أن يعصي الله في جلب شعيرة يسلبها من فم جرادة ما فعل، أليست هذه هي العصمة؟
أما الإمام الحسين سيد الأحرار فإنّه لو سالم السياسة الأمويّة لما واجه أهوال كربلاء وخطوبها، لقد كانت العصمة من أبرز ذاتيّاتهم، ومن أظهر صفاتهم فقد كانوا يملكون رصيداً قوياً من الإيمان، وطاقات هائلة من التقوى تمنعهم من اقترف أي ذنب من الذنوب.
إنّ العصمة بهذا الإطار لا تنافي العلم، ولا تشذّ عن سنن الحياة، ومن أنكرها في أئّمة أهل البيت عليهم السلام فقد انحرف عن الحقّ، ومال إلى الباطل والضلال.. وبهذا ينتهي بنا الحديث عن إمامته.
|