بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الاشراف
العلم نور للعقل البشري به يرتقي الفكر ليصل إلى اكتشاف الكنوز المدفونة في باطن الأرض وبه يتعرف على الأفلاك التي تسبح في الفضاء وماهية الأشياء التي تكونت منها وما إذا كانت تحوي حياة من عدمه
نعم لقد قال سيد العلماء وأمير الحكماء وشيخ البلغاء ومن قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ( أعلمكم علي ) وكما جاء عنه عليه السلام أنه قال ( علمني حبيبي رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب )
قال يصف الإنسان وما يحمله من عقل جبار أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الكبر
نعم من هنا يتبين أننا بعقولنا وبعلمنا تمكنا من الدخول في أعماق الأرض لنستخرج ما بها من معادن ثمينة
والعروج في الفضاء لنكتشف أفلاكا عجيبة
ونغوص في أعماق البحار لنستخرج ما بها من خيرات
ونتعمق في أجسامنا لنرى النظام الدقيق في عمل أجهزتنا الباطنة
وننطلق إلى الصحاري والغابات لنكتشف أنواع الحياة لأمة الحيوان والطيور والحشرات وحتى النبات
وها نحن ذا في هذا العصر الذي يزخر بالعلم والمعرفة نصل بعقولنا وأفكارنا إلى أن نحول العالم وما يحوي من ثقافات مختلفة ولغات متعددة رغم المسافات الشاسعة التي تعد بالأميال بين قاراته وبآلاف الكيلو مترات بين دولة وأخرى إلى قرية صغيرة ندخل إليها بضغطة زر لنرى كل ما يجول في العالم ونحن جالسون على مكاتبنا أو في منازلنا
نعم من هنا يتبين لنا العلم المكنون لأمير المؤمنين والنبوءات الصادقة والتي ظهرت جلية بعد مرور أكثر من ألف وأربعمائة عام على مقولته تلك والتي حواها هذا الموضوع في المقدمة والتي تعلمها من لدن عليم حكيم عن طريق خاتم الأنبياء والمرسلين وفيه يتبين صدق الحديث الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله والذي قال فيه ( أنا مدينة العلم وعلي بابها )
نعم إن باب مدينة علم النبي وبتعليم منه أبدا لنا ومنذ ذلك العصر أن الإنسان بما يحمل من فكر يحوي ذلك العالم وإن كبر حجمه وإن حوى كنوزا معقدة مغمورة فيه
ليتحقق قوله في عصرنا الحاضر حيث يمكننا أن نجول العالم وما يحويه بضغطة زر لا أكثر