إنّ الحياة لا تمضي جزافاً ، بل هنالك سنن وقوانين تتحكم بها ، فحينما توجد الأسباب تتبعها النتائج ، وهذه السنن حاكمة على الانسان لا تختلف ولا تتخلف ، وأحياناً تكون خارجة عن ارادة الانسان واختياره ، بمعنى انّه لا يملك الحول والقوة في تغييرها وتبديلها مهما بذل من جهد وطاقة ، فقد تطبق عليه الظروف ليبقى فقيراً مستضعفاً محروماً أو لا ينجح في أعماله ومشاريعه ، أو لا توافق رغباته رغبات الآخرين ، وفي جميع ذلك فان الارتباط بالله تعالى والرضا بقضائه كفيل بتهوين الآلام والمآسي وإبعاد آثارها السلبية عن العقل والقلب والضمير ، وعن ردود أفعالها السلبية تجاه النفس والمجتمع.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « نعم الطارد للهمّ الرضا بالقضاء ».
قال عليه السلام : « الرضا بقضاء الله يهوّن عظيم الرزايا ».
وقال عليه السلام : « من رضي بالقضاء طابت عيشته » .
وينبغي أن يدرك الانسان ان قضاء الله هو خير للمؤمن بجميع مظاهره وحالاته وألوانه ، قال الامام محمد الباقر عليه السلام : « في كل قضاء الله خير للمؤمن » وقال الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام : « ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ، ولا يتهمه في قضائه » .
من كتاب ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام .