عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-2010, 11:08 PM   #3
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: على اعتـاب الإمام الرضـا علـي بن موسـى ( عليهم السلام )



مناظراته

امتاز عصر الإمام الرضا (عليه السلام) برواج سوق العلم، وإفساح المجال أمام علماء الكلام من مختلف المذاهب والنحل لخوض المسائل العلمية في العقائد وغيرها، وكان الإمام (عليه السلام) هو المرجع للفلاسفة وغيرهم في مناظراتهم، كما أن المأمون العباسي كان يجلب على الإمام (عليه السلام) كبار علماء الأديان ومتكلميهم، أملا في أن يعجز الإمام (عليه السلام) في محاورة فيهبط في أعين الجمهور ولكنه صلوات الله عليه كان يقطع الجميع، ويلزمهم الحجة، ويقرّهم بالحق، حتى دهش علماء الأديان بعلمه سلام الله عليه وإحاطته بكتبهم المنزلة، وأسلم بعضهم على يده بعد ما ذكر لهم (عليه السلام) من الحجج والأدلة.



ولو تصدى الباحث لجمع مناظراته (عليه السلام) لكانت كتابا مستقلا. نذكر في هذه الصفحات مختارات مما بين أيدينا من ذلك، ونحيل القارئ الكريم إلى كتاب (الاحتجاج) للشيخ الطبرسي عليه الرحمة، فقد افرد فصلا كبيرا لأجوبته (عليه السلام) ومناظراته، ولكتاب (التوحيد) للشيخ الصدوق طاب ثراه، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي (رحمه الله).



1- قال أبو الصلت الهروي: لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليهما السلام) أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين، وسائر أهل المقالات، فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجته كأنه ألقم حجراً، قام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟

قال: نعم.


قال: فما تعمل في قول الله عز وجل: (وعصى آدم ربه فغوى) وقوله عز وجل: (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه) وفي قوله عز وجل في يوسف (عليه السلام): (ولقد همّت به وهمّ بها) وفي قوله عز وجل في داود: (وظن داود أنما فتناه) وقوله تعالى في نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) (وتخفي في نفسك ما الله مبديه).

فقال الرضا (عليه السلام):

ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش، ولا تتأول كتاب الله برأيك، فإن الله عز وجل قد قال: (ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) وأما قوله عز وجل في آدم (عليه السلام): (وعصى آدم ربه فغوى) فإن الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه، وخليفة في بلاده، لم يخلقه للجنة وكانت المعصية من آدم (عليه السلام) في الجنة لا في الأرض، وعصمته يجب أن تكون في الأرض ليتم مقادير أمر الله، فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز وجل: (إن الله اصطفى آدماً ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) وأما قوله عز وجل: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً وظن أن لن نقدر عليه) وإنما الظن بمعنى استيقن أن الله لن يضيق عليه رزقه، ألا تسمع قول الله عز وجل: (وأما إذا ما ابتلاه ربه فقدر عليه رزقه) أي ضيق عليه رزقه، ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر. وأما قوله عز وجل في يوسف (عليه السلام): (ولقد همت به وهم بها) فانها همت بالمعصية وهم يوسف (عليه السلام) بقتلها أن أجبرته لعظم ما تداخله فصرف عنه قتلها والفاحشة وهو قوله عز وجل: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) يعني القتل والزنا. وأما داود (عليه السلام) فما يقول من قبلكم فيه؟


فقال علي بن محمد بن الجهم: يقولون إن داود (عليه السلام) كان في محرابه يصلي فتصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع داود صلاته وقام ليأخذ الطير، فخرج الطير إلى الدار فخرج في أثره، فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه، فسقط الطير في دار أوريا بن حنان، فاطلع داود في أثر الطير إذا بإمرأة اوريا تغتسل، فلما نظر إليها هواها، وكان قد اخرج أوريا في بعض غزواته، فكتب إلى صاحبه: أن قدم أوريا أمام التابوت، فقدم فظفر أوريا بالمشركين، فصعب ذلك على داود فكتب إليه ثانية: أن قدمه أمام التابوت، فقدم فقتل أوريا، فتزوج داود بأمرأته.

قال: فضرب الرضا (عليه السلام) بيده على جبهته وقال:إنا لله وإنا اليه راجعون لقد نسبتم نبياً من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير، ثم بالفاحشة، ثم بالقتل.

فقال: يا ابن رسول الله فما كانت خطيئته؟

فقال: ويحك إن داود إنما ظن أنه ما خلق الله عز وجل خلقاً هو أعلم منه، فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا: (خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب) إلى قوله: (نعجتك إلى نعاجه) فعجل داود على المدعي عليه فقال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، ولم يسال المدعي البينة على ذلك، ولم يقبل على المدعي عليه فيقول له: ما تقول، فكان هذا خطيئة رسم الحكم لا ما ذهبتهم إليه، ألا تسمع الله عز وجل يقول: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى) إلى آخر الآية.


فقال: يا ابن رسول الله فما قصته مع أوريا؟

فقال الرضا (عليه السلام): إن المرأة في أيام داود (عليه السلام) كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبداً، وأول من أباح الله له أن يتزوج بإمرأة قتل بعلها كان داود (عليه السلام)، فتزوج بإمرأة أوريا لما قتل وانقضت عدتها منه فذلك الذي شق على الناس من قبل أوريا.

وأما محمد (صلى الله عليه وآله) وقول الله عز وجل: (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) إن الله عز وجل عرف نبيه (صلى الله عليه وآله) أسماء أزواجه في دار الدنيا، وأسماء أزواجه في دار الآخرة، وأنهن أمهات المؤمنين، وإحدى من سمى له زينب بنت جحش، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى اسمها في نفسه ولم يبده لكي لا يقول أحد من المنافقين انه قال في إمرأة في بيت رجل أنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين، فقال الله عز وجل: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) يعني في نفسك، وان الله عز جل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم (عليه السلام)، وزينب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: (فلما قضى زيداً منها وطراً زوجناكها) الآية، وفاطمة من علي.


قال: فبكى علي بن محمد بن الجهم فقال: يا ابن رسول الله أنا تائب إلى الله تعالى من أن أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا إلا بما ذكرته(1).


قال إبراهيم بن العباس: كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه وكان كلامه كله وجوابه وتمثله انتزاعات من القرآن(2).


لما اراد أن يستخلف المأمون الرضا، جمع بني هاشم فقال: إنّي أريد أن استعمل الرضا (عليه السلام) على هذا الأمر من بعدي، فحسده بنو هاشم وقالوا: أتولى رجلاً جاهلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة؟ فابعث إليه يأتنا فترى من جهله ما تستدل به! فبعث إليه فأتاه فقال له بنو هاشم: يا أبا الحسن إصعد المنبر وانصب لنا علماً نعبد الله عليه. فصعد المنبر فقعد مليّاً لا يتكلّم مطرقاً ثم انتفض انتفاضة فاستوى قائماً وحمد الله تعالى وأثنى عليه، وصلى على نبيّه وأهل بيته ثم قال: أول عبادة الله معرفته، وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيده نفي الصفات عنه بشهادة العقول أنّ كل صفة وموصوف مخلوق، وشهادة كل مخلوق أنّ له خالقاً ليس بصفة ولا موصوف، وشهادة الاقتران بالحدث، وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدث، فليس الله عرف من عرف ذاته، بالتشبيه، ولا إياه وحد من اكتنهه، ولا حقيقته أصاب من مثله ولا به صدّق من نهّاه ولا صمد صمده من أشار إليه ولا إياه عنى من شبّهه ولا له تذلّل من بعّضه، ولا إياه أراد من توهّمه كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول بصنع الله يستدل عليه، وبالعقول يعتقد معرفته وبالفطرة تثبت حجّته خلقة الله الخلق حجاب بينه وبينهم ومفارقته إياهم مباينة بينه وبينهم، وابتداؤه إياهم دليل على أن لا أداة له، لشهادة الأدوات بفاقة المؤدين فاسماؤه تعبير وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة، وكنهه تفريق بينه وبين خلقه، وغيره تحديد لما سواه، فقد جهل الله من استوصفه، وقد تعداه من استمثله، وقد أخطأه من اكتنهه ومن قال: (كيف) فقد شبهه ومن قال (لم) فقد علّله، ومن قال: (متى) فقد وقته، ومن قال: (فيم) فقد ضمّنه ومن قال: (إلى مَ) فقد نهّاه، ومن قال: (حتى مَ) فقد غيّاه ومن غياه فقد غاياه، ومن غاياه فقد جزّأه ومن جزّأه فقد وصفه، ومن وصفه فقد ألحد فيه، ولا يتغير الله بتغير المخلوق كما لا يتحدد بتحديد المحدود.


أحد لا بتأويل عدد ظاهر ولا بتأويل المباشرة، متجل لا باستهلال رؤية، باطن لا بمزايلة، مباين لا بمسافة، قريب لا بمداناة لطيف لا بتجسّم موجود لا بعد عدم. فاعل لا باضطرار، مقدّر لا بجول فكرة، مدّبر لا بحركة، مريد لا بهمامة، شاء لا بهمة، مدرك لا بمجسة، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة لا تصحبه الأوقات، ولا تضمنه الأماكن، ولا تأخذه السنات، ولا تحدّه الصفات ولا تقيده الأدوات.


سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده والابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له.


ضاد النور بالظلمة، والجلاية بالهمة، والجسو بالبلل، والصرد بالحرور، مؤلف بين متعادياتها، مفرّق بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها ذلك قوله عزّ وجل: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذكرون)(3) ففرّق بين قبل وبعد ليعلم أن لا قبل له ولا بعد.


شاهدة بغرائزها: أن لا غريزة لمغرزها، دالة بتفاوتها: أن لا تفاوت لمفاوتها، مخبرة بتوقيتها: ان لا وقت لموقتها، حجب بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبينها غيره، له معنى الربوبية إذ لا مربوب، وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه، ومعنى العالم ولا معلوم، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وتأويل السمع ولا مسموع. ليس منذ خلق استحق معنى اسم الخالق ولا بأحداثه البرايا استفاد معنى البارئية، كيف ولا يغيبه: (مذ) ولا تدنيه: (قد) ولا يحجبه: (لعلّ) ولا يوقته: (متى) ولا يشتمله: (حين) ولا يقارنه (مع) إنما تحد الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلى نظائرها، وفي الأشياء توجد فعالها).


منعتها (منذ) القدمة، وحمتها (قد) الأزلية، وجنبتها (لولا) التكملة. افترقت فدلت على مفرقها، وتباينت فاعزت على مباينها، بها تجلّى صانعها للعقول وبها احتجب عن الرؤية، وإليها تحاكم الأوهام، وفيها اثبت غيره، ومنها انبط الدليل، وبها عرف الإقرار، وبالعقول يعتقد التصديق بالله، وبالإقرار يكمل الإيمان به. لا ديانة إلا بعد معرفته، ولا معرفة إلا بالإخلاص، ولا إخلاص مع التشبيه، ولا نفي مع إثبات الصفة للتثنية، وكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه، وكل ما يمكن فيه يمتنع في صانعه.


ولا يجري عليه الحركة ولا السكون، وكيف يجري عليه ما هو أجراه أو يعود فيه ما هو ابتداه إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزي كنهه، ولامتنع من الأزل معناه، ولما كان للباري معنى غير المبروء. ولو وجد له وراء وجد له إمام، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان، وكيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدث؟ أم كيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الإنشاء؟ إذاً لقامت عليه آية المصنوع، ولتحوّل دليلاً بعدما كان مدلولاً عليه، ليس في محال القول حجة، ولا في المسألة عنه جواب، ولا في معناه لله تعظيم، ولا في إبانته عن الحق ضيم إلا بامتناع الأزلي أن يثني، ولما بدى له أن يبدئ لا إله إلا الله العلي العظيم كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين)(4).


استشهاده

• قال هرثمة بن أعين: (طلبني سيّدي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) في يوم من الأيّام فقال لي: يا هرثمة إنّي مطلعك على أمر يكون سرّاً عندك لا تظهره لأحد مدّة حياتي. فإن اظهرته حال حياتي كنت خصيماً لك عند الله فحلفت له انّي لا اتفوه بما يقوله لي مدّة حياته، فقال لي: اعلم يا هرثمة انه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورماناً مفتونا فأموت ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد، وان الله لا يقدره على ذلك، وإنّ الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول، ولا يستطيعون حفر شيءٍ منها فتكون تعلم يا هرثمة إنّما مدفني في الجهة الفلانية من الحد الفلاني بموضع عيّنه له، فإذا أنا متّ وجهزت فاعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة من أمري وقل له إذا وضعت في نعشي، وأرادوا الصلاة عليّ فلا يصلى عليّ فإنّه يأتيكم رجل عربي ملثّم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء عليه وعثاء السّفر، فينيخ راحلته وينزل عنها فيصليّ عليّ وصلوا معه عليّ فإذا فرغتم من الصلاة عليّ وحملتموني إلى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض تجد قبراً مطبقاً معموراً في قعره ماء أبيض إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه، والله الله يا هرثمة ان تخبر بهذا أو بشيء منه قبل موتي، قال هرثمة: فوالله ما طالت الإناة حتى أكل الرّضا عند الخليفة عنباً ورماناً مفتوناً فمات)(5).


• روى الطبرسي عنه عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل (أنه قال: يا هرثمة هذا أسوان رجوعي إلى الله عزّ وجل ولحوقي بجدّي وآبائي، وقد بلغ الكتاب أجله، فقد عزم هذا الطاغي على سمي في عنب وفي رمان مفروك، فأمّا العنب فإنه يغمس المسلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب، وأما الرمان فإنه يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده لتلطخ حبه في ذلك السم. وانه سيدعوني في اليوم المقبل ويقرّب إليّ الرمان والعنب ويسألني اكلها ثم ينفذ الحكم ويحضر القضاء)(6).


فضل زيارته

•• ثواب زيارة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)

روى عليّ بن الحسين بن فضّال، عن أبيه، قال: (سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا يقول: إنّي مقتول مسموم مدفون بأرض غربة، اعلم ذلك بعهد عهده إليّ أبي عن أبيه عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عن رسول الله (ص)، ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاءه نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين)(7).


• وعن الإمام عليّ بن محمد بن عليّ الرضا: (من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدي الرضا بطوس، وهو على غسل وليصلّ عند رأسه ركعتين ويسأل الله تعالى حاجته في قنوته، فإّنه يستجاب له ما لم يسأله في مأثم أو قطيعة رحم، وان موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة لا يزورها مؤمن إلا اعتقه الله من النار وأدخله دار القرار)(9).


• روى سليمان بن حفص المروزي، قال: (سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول: من زار قبر ولدي عليّ كان له عند الله سبعين حجّة، ثم قال: وربّ حجة لا تقبل، من زاره أبو بات عنده ليلة كان كمن زار أهل السموات وإذا كان يوم القيامة وجد معنا زوّار أئمتنا أهل البيت وأعلاهم درجة وأقربهم حياةً زوّار ولدي عليّ)(10).



روى حمدان الديواني قال: (قال الرضا (رضي الله عنه)، من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصّه من أهوالها إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط وعند الميزان)(11).


• محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك. زيارة الرضا (عليه السلام) أفضل، أم زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فقال: زيارة أبي أفضل، وذلك إن أبا عبد الله (عليه السلام) يزوره كل الناس، وأبي لا يزوره إلا الخواصّ من الشيعة(12).


• الطوسي (رحمه الله) - قال: محمد بن داود، عن الحسن بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن علي بن الحسن، عن عبد الله بن موسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بخطّه: أبلغ شيعتي أنَّ زيارتي تعدل عند الله ألف حجة، وألف عمرة متقبّلة كلها، قال: قلت لأبي جعفر: ألف حجة؟ قال: إي والله وألف ألف حجّة لمن يزوره عارفاً بحقه(13).


• عنه (رحمه الله)، عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن السندي، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن الحسن النيسابوري، عن أبي صلاح شعيب بن عيسى، قال: حدثنا صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: قال الرضا (عليه السلام): من زارني علي بعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى اخلّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالاً وعند الصراط، والميزان(14).

• عنه (رحمه الله) عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن قولويه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) قالا: سمعته يقول: من زار أبي فله الجنة(15).


• الصدوق (رحمه الله) قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام) لا تشدّ الرحال إلى شئي من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإني لمقتول بالسم ظلماً، ومدفون في موضع غربة، فمن شدَّ رحله إلى زيارتي، استجيب دعاؤه وغفر له ذنبه(16).


• الطوسي (رحمه الله) عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: إنَّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، فلا يزال فوج ينزله من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور.


• عنه (رحمه الله) عن أحمد بن محمد الكوفي، قال: أخبرني المنذر بن محمد، عن جعفر بن سليمان. عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام). فدخل رجل من أهل طوس، فقال: يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)؟


فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو يعلم أنه إمام من قبل الله عز وجل مفترض الطاعة على العباد، غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، وقبل شفاعته في خمسين مذنباً، ولم يسأل الله عز وجل حاجة عند، قبره إلاّ قضا هاله. قال: فدخل موسى بن جعفر (عليهما السلام) وهو صبيّ، فأجلسه علي فخذه وأقبل يقبّل ما بين عينيه.


• ثم التفت إليّ وقال: يا طوسيّ إنه الإمام والخليفة والحجة بعدي، سيخرج من صلبه رجل يكون رضا لله عز وجل في سمائه ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسمّ ظلماً وعدواناً، ويدفن بها غريباً، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)(17).


• عنه (رحمه الله) بإسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفري داود بن القاسم، قال سمعت محمد بن علي بن موسى الرضا (عليهم السلام) يقول: إن بين جبلي طوس قبضة من الجنة، من دخلها كان آمناً يوم القيامة من النار(18).


• عنه (رحمه الله) قال: روى الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: يخرج رجل من ولد موسى اسمه اسم أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيدفن في أرض طوس من خراسان، يقتل فيها بالسمّ فيدفن فيها غريباً، فمن زاره عارفاً بحقّه. أعطاه الله عز وجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل(19).



• عنه قال: وروى البزنطي عن الرضا (عليه السلام) قال: ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقّي إلا شفّعت فيه يوم القيامة(20).



__________________________
الهوامش

1 - عيون أخبار الرضا 1/195.
2 - أعلام الورى للشيخ الطبرسي : ص 327.
3 - الذاريات : 49.
4 - الاحتجاج للطبرسي : ج 2 ص 398.

5 - الفصول المهمّة لابن الصباغ المالي : ص 261.
6 - أعلام الورى : ص 343.


7 - فرائد السمطين: ج 2 ص 192 ـ 195.

8 - المصدر نفسه.
9 - المصدر نفسه.

10 - المصدر نفسه.

11 - الكافي: ج 4 ص 584 - والتهذيب: ج 6 ص 84.

12 - التهذيب: ج 6 ص 58.
13 - التهذيب: ج 6 ص 85 - والخصال: ص 167.

14 - التهذيب: ج 6 ص 85.

15 - الخصال: ص 144.

16 - التهذيب: ج 6 ص 108.
17 - التهذيب: ج 6 ص 109.

18 - الفقيه: ج 2 ص 349.

19 - المصدر: ج 2 ص 349.

20 - المصدر: ج 2 ص 349.
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس