عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-2010, 11:06 PM   #2
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: على اعتـاب الإمام الرضـا علـي بن موسـى ( عليهم السلام )

دوره السياسي




هجرة الإمام من المدينة المنوّرة إلى خراسان




لقد بقي الإمام الرضا بعد أبيه عشرين عاماً، منها: عشر سنوات في عهد هارون الرشيد وكان يتجرع خلالها مرارة الأحداث ويتعرضه الرشيد بين الحين والآخر، كالجلودي الذي أوعز إليه الرشيد بأن يهاجم دور آل أبي طالب، ويسلب ما على نسائهم من ثياب وحلل، ولا يدع على واحدةٍ منهنّ ثوباً يسترها، والجلودي نفذ أوامر الرشيد، فلما انتهى إلى دار الإمام الرضا (عليه السلام) بخيله وجنده وقف الإمام على باب داره وجعل نساءه في بيت واحد وحاول أن يمنعهم من دخوله، فقال له الجلودي: لابدّ وأن ادخل البيت وأتولى بنفسي سلبَهنّ كما أمرني الرشيد، فقال له الرضا: أنا أسلبهّن لك ولا أترك عليهن شيئاً إلا جئتك به، وظلّ يمانعه ويحلف له بأنه سيأخذ جميع ما عليهن من حلى وحلل وملابس حتى سكن، ووافق على طلب الإمام.


فدخل أبو الحسن الرضا على نسائه ولم يدع عليهن شيئاً حتى أقراطهن وخلاخيلهن وملابسهن إلاّ أخذه منهن وأضاف إليه جميع ما في الدار من قليل وكثير وسلمه إلى الجلودي.


قاسى الإمام الرضا وأصحاب أبيه موسى بن جعفر (عليهم السلام) من الظلم والبلاء من هارون الرشيد ما قاساه أبوه الكاظم (عليه السلام)، إلى أن توفى الرشيد، وأوصى بولاية العهد لابنه محمد الأمين، ومن بعده لولده عبد الله المأمون، وبعدهما لولده القاسم كما وزع المناطق بينهم، فجعل للأمين ولاية العراق والشام إلى آخر المغرب، وللمأمون من همدان إلى آخر المشرق بما في ذلك خراسان وجهاتها، ولولده القاسم الجزيرة والثغور والعواصم.


ولما انتقلت الخلافة لمحمّد الأمين قتله أخوه عبد الله المأمون بعد ما دارت المعارك بينهما، وانتقلت السلطة إلى المأمون في جميع الأطراف.


روى الكليني بإسناده عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم والريّان بن الصلت جميعاً قال: (لما انقضى أمر المخلوع واستوى الأمر للمأمون كتب إلى الرضا (عليه السلام) يستقدمه إلى خراسان فاعتّل عليه أبو الحسن (عليه السلام) بعلل فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك حتى علم أنه لا محيص له، وأنه لا يكف عنه، فخرج (عليه السلام) ولأبي جعفر سبع سنين، فكتب إليه المأمون، لا تأخذ على طريق الجبل وقم، وخذ على طريق البصرة والأهواز وفارس)(1).





ولاية العهد

في سنة 198 هجرية بعد قتل محمّد الأمين، وانتقال السلطة إلى أخيه عبد الله المأمون، أحسّ المأمون أنّ الأخطار تهدد دولته من جميع الجهات.


ففي الكوفة: خرج ابن السّرايا يدعو لمحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام) وبايعه الناس.


وفي المدينة: خرج محمّد بن سليمان بن داود بن الحسن، والحسن بن الحسين بن علي بن الحسين المعروف بالأفطس، ودعا إلى ابن طباطبا فلما مات ابن طباطبا دعا إلى نفسه، واشتعلت الثورات في أنحاء دولة المأمون ومع كل ثائر عشرات الألوف يناصرونه على أولئك الجبابرة الذين أقاموا عروشهم على جماجم الأبرياء والصلحاء وقتل الأئمة المعصومين محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).


وكانت دولة بني العباس مهددةً بالأخطار وكانت أكثر حركات التمرد بقيادة العلويين.


وأدرك المأمون في تلك الفترة ـ وفي أول خلافته ـ حراجة الموقف وأخطاره فلم يجد لبقاء دولته وسيلةً أنفع من التظاهر بالتشيع، وبرغبته من التنازل عن الخلافة إلى الإمام الرضا (عليه السلام)، وهو يعلم أن الإمام سيرفض ذلك، وكان الأمر كذلك. وأخيراً أكرهه على ولاية العهد والإقامة معه في بلد واحد وتظاهر نفاقاً بالولاء له ولآبائه، وأمر الولاة بالدعوة للرضا (عليه السلام) على المنابر.


وما يهمه من هذا التضليل إلاّ أن يتلافى مشكلة العلويين الذين كانوا يهددون دولة المأمون، وأن يطمئن على موقف الشيعة من خلافته ولكن المأمون كان يضمر السوء بأن يجعل من الإمام واجهةً يستر بها أهدافه ومصالحه، كما يشير إلى ذلك ما جاء في جوابه لبني العباس عندما اعترض عليه بعضهم قائلاً يا أمير المؤمنين، أعيذك بالله أن يكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم والفخر العظيم من بيت ولد العباس إلى بيت ولد علي (عليه السلام)، اعتب على نفسك وأهلك، جئت بهذا الساحر من ولد السحرة، وقد كان خاملاً فأظهرته، ووضيعاً فرفعته، ومنسياً فذكرت به، ومستخفّاً به فنوّهت به، قد ملأ الدنيا مخرقةً وتشوقاً.. ما أخوفني أن يخرج هذا الأمر عن ولد العباس إلى ولد علي، بل ما أخوفني أن يتوصّل بسحره إلى إزالة نعمتك والتوثب على مملكتك، هل جنا أحد على نفسه وملكه مثل جنايتك؟


فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستتراً عنّا يدعو إلى نفسه فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه إلينا، ولنعرف ما يخالفه والملك لنا، وليعتقد فيه المعترفون به أنّه ليس مما ادّعى في قليل ولا كثير، وأنّ هذا الأمر لنا من دونه، وقد خشينا ان تركناه على تلك الحالة أن يتفوق علينا منه ما لا نسدّه، ويأتي علينا ما لا نطيقه، والآن وإذ قد فعلنا به ما قد فعلنا، وأخطأنا في أمره ما أخطأنا وأشرفنا من الهلاك ـ بالتنويه به ـ على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً حتى نصوّره عند الرعايا بصور من لا يستحق هذا الأمر، ثم ندبر فيه بما يحسم عنا مواد بلائه)(2).







عبادته


قال رجاء بن أبي الضحاك (بعثني المأمون في إشخاص علي بن موسى (عليه السلام) من المدينة، وقد أمرني أن آخذ به على طريق البصرة والأهوازوفارس ولا آخذ به على طريق قم، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه، فكنت معه من المدينة إلى مرو، فوالله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله تعالى منه ولا أكثر ذكراً لله في جميع أوقاته منه ولا أشدّ خوفاً لله عزّ وجل منه، وكان إذا أصبح صلى الغداة، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ويصلي على النبي (ص) حتى تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار، ثم أقبل على الناس يحدثهم ويعظهم إلى قرب الزوال، ثم جدد وضوءه وعاد إلى مصلاه فإذا زالت الشمس قام فصلى ست ركعات يقرأ في الركعة الأولى الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، ويقرأ في الأربع في كل ركعة الحمد، وقل هو الله أحد، ويسلّم في كل ركعتين ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، ثم يؤذّن ويصلي ركعتين، ثم يقيم ويصلي الظهر، فإذا سلّم سبح الله وحمده وكبره وهلله ما شاء الله، ثم سجد سجدة الشكر يقول فيها مائة مرة شكراً لله، فإذا رفع رأسه قام فصلى ست ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد، ويسلّم في كل ركعتين، ويقنت في ثانية كل ركعتين قبل الركوع وبعد القراءة، ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ويقنت في الثانية فإذا سلم قام وصلى العصر، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ثم سجد سجدة يقول فيها مائة مرة حمداً لله، فإذا غابت الشمس توضأ وصلى المغرب ثلاثاً بأذان وإقامة وقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلم جلس في مصلاّه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله، ثم يسجد سجدة الشكر ثم يرفع رأسه ولم يتكلم حتى يقوم ويصلي أربع ركعات بتسليمتين ويقنت ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة وكان يقرأ في الأولى من هذه الأربع الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، ويقرأ في الركعتين الباقيتين الحمد وقل هو الله، ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله، ثم يفطر ثم يلبث حتى يمضي من الليل قريب من الثلث، ثم يقوم فيصلي العشاء الآخرة أربع ركعات ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلّم جلس في مصلاه يذكر الله عزّ وجل ويسبحه ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ويسجد بعد التعقيب سجدة الشكر، ثم يأوي إلى فراشه، فإذا كان الثلث الأخير من الليل قام من فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار فاستاك، ثم توضأ، ثم قام إلى صلاة الليل فيصلي ثمان ركعات ويسلم في كل ركعتين يقرأ في الأوليين منها في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاثين مرة، ثم يصلي صلاة جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) أربع ركعات يسلّم في كل ركعتين ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح ويحتسب بها من صلاة الليل، ثم يقوم، فيصلي الركعتين الباقيتين يقرأ في الأولى الحمد وسورة الملك، وفي الثانية الحمد وهل أتى على الإنسان، ثم يقوم فيصلي ركعتي الشفع يقرأ في كل ركعة منهما الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلم قام، فصلّى ركعة الوتر يتوجه فيها ويقرأ فيها الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات وقل أعوذ بربّ الفلق مرّة واحدة، وقل أعوذ برب الناس مرّة واحدة ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة، ويقول في قنوته: اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، انه لا يذل من واليت، ولا يعزّ من عاديت تباركت ربّنا وتعاليت، ثم يقول: استغفر الله وأسأله التوبة سبعين مرّة، فإذا سلم جلس في التعقيب ما شاء الله، فإذا قرب من الفجر قام فصلى ركعتي الفجر يقرأ في الأولى الحمد وقل يا أيّها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد فإذا طلع الفجر أذن وأقام وصلى الغداة ركعتين، فإذا سلم جلس في التعقيب حتى تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة الشكر حتى يتعالى النهار. وكانت قراءته في جميع المفروضات في الأولى الحمد وإنا انزلناه، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد إلا في صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة، فإنه كان يقرأ فيها بالحمد وسورة الجمعة والمنافقين وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الأولى الحمد وسورة الجمعة، وفي الثانية الحمد وسبّح اسم ربك الأعلى، وكان يقرأ في صلاة الغداة يوم الاثنين ويوم الخميس في الأولى الحمد وهل أتى على الإنسان، وفي الثانية الحمد وهل أتاك حديث الغاشية. وكان يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء وصلاة الليل والشفع والوتر والغداة. ويخفي القراءة في الظهر والعصر، وكان يسبّح في الأخيرتين يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاث مرات، وكان قنوته في جميع صلواته: رب اغفر وأرحم وتجاوز عمّا تعلم إنك أنت الأعز الأجلّ الأكرم. وكان إذا أقام في بلدة عشرة أيام صائماً لا يفطر فإذا جنّ الليل بدأ بالصلاة قبل الإفطار. وكان في الطريق يصلي فرائضه ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنه كان يصليها ثلاثاً ولا يدع نافلتها ولا يدع صلاة الليل والشفع والوتر وركعتي الفجر في سفر ولا حضر وكان لا يصلي من نوافل النهار في السفر شيئاً، وكان يقول بعد كل صلاة يقصرها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاثين مرة ويقول: هذا تمام الصلاة. وما رأيته صلى الضحى في سفر ولا حضر، وكان لا يصوم في السفر شيئاً، وكان يبدأ في دعائه بالصلاة على محمد وآله ويكثر من ذلك في الصلاة وغيرها، وكان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى، وسأل الله الجنّة وتعوذ به من النار، وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلواته بالليل والنهار، وكان إذا قرأ قل هو الله أحد قال سراً: يا أيها الكافرون، فإذا فرغ منها قال: ربي الله وديني الإسلام، وكان إذا قرأ: والتين والزيتون قال عند الفراغ منها: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، وكان إذا قرأ لا أقسم بيوم القيامة قال عند الفراغ منها: سبحانك اللهم، وكان يقرأ في سورة الجمعة (قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة) للذين اتقوا (والله خير الرازقين) وكان إذا فرغ من الفاتحة قال: الحمد لله رب العالمين، وإذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى، قال سراً: سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ يا أيّها الذين آمنوا قال: لبيك اللّهم لبيك سرّاً، وكان لا ينزل بلداً إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير، عن أبيه، عن آبائه، وعن علي، عن رسول الله (ص) فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه، فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره وظعنه وإقامته، فقال لي: يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم فلا تخبر أحداً بما شاهدته منه لئلا يظهر فضله إلاّ على لساني، وبالله استعين على ما أقوى من الدفع منه والإساءة إليه)(3).








أدعيته

وأدعية الأئمة عليهم الصلاة والسلام وسيلة من وسائلهم الكثيرة للنهوض بالأمة الاسلامية، وصد التيارات المناهضة للعقيدة، فقد جمعت بين التوحيد، والدعوة إلى الفضيلة والخير، والأمر بمكارم الأخلاق، فهي دروس عالية لا يستغنى عنها، ولعل الزمن يجود بمن يشبعها بحثاً وتحقيقاً، فيكشف عما احتوته من علوم وتعاليم نحن في أمسّ الحاجة إليها.


وفي هذه الصفحات بعض ما ورد من أدعيته عليه الصلاة والسلام:




1- من دعاء له (عليه السلام):


(بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان الله كما ينبغي لله، والحمد لله كما ينبغي لله، ولا إله إلا الله كما ينبغي لله، والله اكبر كما ينبغي لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على محمد وأهل بيته، وصلى الله على جميع المرسلين والنبيين حتى يرضى الله)(4).




2- من دعاء له (عليه السلام):


(اللهم يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء الموالية، والأيادي الجميلة، والمواهب الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل، ولا يمثل بنظير، ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فانطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر فأحسن، وصور فأتقن، واحتج فأبلغ، وانعم فأسبغ، وأعطى فأجزل، ومنح فأفضل؛ يا من سما في العز ففاق خواطف الأبصار، ودنا في اللطف فحاز هواجس الأفكار، يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه، توحد بكبريائه فلا ضد له في جبروت شأنه، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الانام، يا عالم خطرات قلوب العالمين، وشاهد لحظات أبصار الناظرين، يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته وجلالته، ووجلت القلوب من خيفته، وارتعدت الفرائص من فرقه، يا بديء، يا بديع، يا قوي، يا منيع، يا علي، يا رفيع، صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه، وانتقم لي ممن ظلمني، واستخف بي، وطرد الشيعة عن بابي، وأذقه مرارة الذل والهوان كما أذاقنيها، وأجعله طريد الأرجاس، وشريد الأنجاس)(5).







حكمه

نقدم في هذا الباب بعض ما أثر عن الإمام الرضا (عليه السلام) من كلماته وحكمه، وهذه الكلمات –على قصرها- تحمل كنزا من المعارف والأخلاق والدعوة إلى الهدى والحق، مالا تحمله المصنفات الكبيرة، ويخيّل إليّ أن الباحث يستطيع أن يشرح كل كلمة من هذه الكلمات في كتاب مستقل، يأتي به على ما حوته من علوم وتعليم، وجدير بنا أن نتخذ من هذه الكلمات منهجاً ننهجه، وطريقاً نتبعه، ودليلاً نسير على هداه، لنستبدل واقعنا المزري بنهج أهل البيت وتوجيهاتهم (عليهم الصلاة والسلام).


نسجل من ذلك :



1- قال (عليه السلام): من شبه الله تعالى بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر.


2- وقال (عليه السلام) من علامات الفقيه الحلم والعلم والصمت، إن الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة، إنه دليل على كل خير.


3- وقال (عليه السلام): صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله.


4- وقال (ع): اقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد؛ وذلك قوله تبارك وتعالى: (اسجد واقترب).


5- وقال (عليه السلام): الصلاة قربان كل تقي.



__________________
الهوامش


1 - أصول الكافي الطبعة المشكولة : ج 1 كتاب الحجّة باب مولد أبي الحسن الرضا (عليه السلام) : ص 408 رقم 7.
2 - فرائد السمطين : ج 2 ص 214، ورواه المجلسي في البحار : ج 49 ص 182.
3 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج 2 ص 180 رقم 5.
4 - منتخب الدعوات 80.
5 - المجتنى من الدعاء المجتبى 23.
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس