رد: فضل الزهراء (عليها السلام)
آيات في الزهراء (عليها السلام)
وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم نزلت في حق فاطمة الزهراء(عليها السلام) وهي تدل على عظم شأنها وكبر شخصيّتها وارتفاع مقامها نشير إلى بعضها(12):
سورة هل أتى
منها: سورة (هل أتى)(13) وقد نزلت في أمير المؤمنين علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام) لمّا منحوا طعام فطورهم للفقير واليتيم والأسير، في قصّة مشهورة، رواها الفريقان، فأنزل الله:(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)(14).
روى الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) في أماليه عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) في قوله عزَّ وجلّ: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ).
قال: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيّان صغيران، فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه، فقيل: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله عافاهما.
فقال: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله عزَّ وجلّ، وكذلك قالت فاطمة (عليها السلام)، وقال الصبيّان: ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضّة.
فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق عليٌّ (عليه السلام) إلى جار له من اليهود يقال له: شمعون، يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك ابنة محمّد بثلاثة أصوع(15) من شعير؟.
قال: نعم، فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، وأخبر فاطمة(عليها السلام) فقبلت وأطاعت.
ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمس أقراص، لكلّ واحد قرصاً.
وصلّى عليّ (عليه السلام) مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليٌّ (عليه السلام) إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة.
فوضع (عليه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال: فاطم ذات المجد واليقين***يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين***جاء إلى الباب له حنين
يشكو إلى الله ويستكين***يشكو إلينا جائعاً حزين
كلّ امرئ بكسبه رهين***من يفعل الخير يقف سمين
موعده في جنّة رهين***حرّمها الله على الضنين
وصاحب البخل يقف حزين***تهوي به النار إلى سجّين
شرابـه الحميـم والغسليـن
فأقبلت فاطمة (عليها السلام) تقول:
أمرك سمعٌ يا بن عم وطاعة ***ما بيَ من لؤم ولا وضاعة(16)
غذيت باللبّ وبالبراعة***أرجو إذا أشبعت من مجاعة
أن ألحق الأخيار والجماعة***وأدخل الجنّة في شفاعة
وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين، وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح.
ثمّ عمدت (عليها السلام) إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقرصة لكلّ واحد قرصاً..
وصلّى عليّ (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) .. ثم أتى منزله، فلمّا وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ(عليه السلام) إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله على موائد الجنّة.
فوضع عليٌّ (عليه السلام) اللّقمة من يده ثمّ قال:
فاطم بنت السيّد الكريم***بنت نبيّ ليس بالزنيم
قد جاءنا الله بذا اليتيم***من يرحم اليوم هو الرحيم
موعده في جنّة النعيم***حرّمها الله على اللّئيم
وصاحب البخل يقف ذميم***تهوي به النار إلى الجحيم
شرابها الصديـد والحميـم
فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
فسوف أعطيه ولا أبالي***وأؤثر الله على عيالي
أمسوا جياعاً وهم أشبالي***أصغرهم يقتل في القتال
بكربلا يقتل باغتيال***لقاتليه الويل مع وبال
يهوي به النار إلى سفال***كبوله زادت على الأكبال
ثمّ عمدت (عليها السلام) فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح(17)، وأصبحوا صياماً.
وعمدت فاطمة (عليها السلام) فغزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً، وصلّى علي (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) .. ثمّ أتى منزله، فقرّب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (عليه السلام) إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا؟.
فوضع عليِّ (عليه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال:
فاطم يا بنت النبيّ أحمد***بنت النبيّ سيّد مسوّد
قد جاءكِ الأسير ليس يهتدي***مكبّلاُ في غلّه مقيّد
يشكو إلينا الجوع قد تقدّد***من يطعم اليوم يجده في غد
عند العليّ الواحد الموحَّد***ما يزرع الزارع سوف يحصد
فاعطني(18) لا تجعليه ينكد
فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
لم يبق ممّا كان غير صاع***قد دبّرت كفي مع الذراع
شبلاي والله هما جياع ***يا ربّ لا تتركهما ضياع (19)
أبوهما للخير ذو اصطناع ***عبل الذراعين طويل الباع (20)
وما على رأسي من قناع***إلاّ عباً نسجتها بصاع 
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم {{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }}
توكلت عليك ياربي وانت اعلم بحالي
|