القاضي أبو الحسن عبد الجبار الأسد آبادي ( المتوفي 415 ه )
قال فيما قال : وجوابنا : أن هذا إنما يصح لو ثبت أن الصحابة بين مبايع ومتابع وساكت سكوتاً يدل على الرضا ، وهذه صورة الإجماع .. ونحن لا نسلم ذلك ، فمعلوم أن علياً ( عليه السلام ) لما امتنع عن البيعة هجموا على دار فاطمه ( عليها السلام ) ، وكذلك فإن عماراً ضرب ، وإن زبيراً كسر سيفه ، وسلمان استخف به .. فكيف يدعى الإجماع مع هذا كله ؟! وكيف يجعل سكوت من سكت دليلاً على الرضى ؟!
المصدر :
شرح الأصول الخمسة : 756 ( طبعة مكتبة وهبة مصر )
........
الإمام عبد القاهر بن طاهر البغدادي (المتوفى 429)
قال: ثم إن النظام(1)... طعن في الفاروق عمر، وزعم... أنه شك يوم الحديبية في دينه، وشك يوم وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّه كان في من نفر بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ليلة العقبة، وأنه ضرب فاطمة (عليها السلام) ومنع ميراث العترة..(2).
ونقلها عن النظام غير واحد من العامة والخاصّة.
قال الشهرستاني (المتوفى 548): وقال (أي النظّام): إنّ عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها..!! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)(3).
وقال الصفدي (المتوفى 764): قال النظام: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها(4).
وقال المقريزي (المتوفى 845) : وزعم ـ أي النظام ـ أنه ـ اي عمر ـ ضرب فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنع ميراث العترة(5).
ونقله عن النظام أيضاً الدكتور عبد الرّحمن بَدَوي(6) والبكري(7).
ومن الشيعة: السيد مرتضى بن الداعي الحسني الرازي(8) (القرن السادس)
المصدر :
1. أبو إسحاق إبراهيم بن سيار أُستاذ الجاحظ، قال الجاحظ: كان النظّام أشدّ الناس إنكاراً على الرافضة لطعنهم في الصحابة، كما في: شرح نهج البلاغة: 20/31 ـ 32
2. الفرق بين الفرق: 141 ـ 140 (ط دار المعرفة بيروت)، ثم أخذ المؤلف في الرد على النظام، ولكنه لم يذكر شيئاً من تلك الأُمور، غير انه دافع عنهم بانهم من خيار الصحابة، ومن أهل بيعة الرضوان!!
3. الملل والنحل: 1/57 ط بيروت.
4. الوافي بالوفيات: 6/17.
5. الخطط (المواعظ والاعتبار): 2/346.
6. مذاهب الإسلاميين: 266 ـ 267.
7. حياة الخليفة عمر بن الخطّاب: 182 ـ 181.
8. تبصرة العوام: 49.
........
يحيى بن أبي زيد العلوي النقيب ( متوفي قبل 644 ) ، هو استاذ ابن ابي الحديد المدائني المعتزلي ، يقول عنه ابن ابي الحديد : كان النقيب أبو جعفر غزير العلم ، صحيح العقل ، منصفاً في الجدال ، غير متعصب للمذهب وإن كان علوياً ، وكان يعترف بفضائل الصحابة ويثني على الشيخين . ( 1 )
ينقل عنه ابن ابي الحديد أنه قال : إذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أباح دم هبار بن الأسود، لأنه روّع زينب، فألقت ذا بطنها، فظهر الحال أنه لو كان حيّاً لأباح دم من روّع فاطمة، حتى ألقت ذا بطنها، فقلت: أروي عنك ما يقوله قوم : إنّ فاطمة رُوّعت فألقت المحسن؟ فقال: لا تروه عنّي ولا ترو عنّي بطلانه، فإنّي متوقّف في هذا الموضع، لتعارض الأخبار عندي فيه .
اقول : قوله يدل على التثبيت اكثر من النفي لانه اوصى تلميذه ابن ابي الحديد عدم الرواية عنه وايضاً عدم ذكر بطلانه ، هذا القول يثبت صحة الأخبار لديه في هذه الحادثة . وتعارض الروايات ليست دليلا على البطلان ما لم يثبت ذلك ، علماً ان القرائن والشواهد تثبت صحة هذه الحادثة .
الهامش :
( 1 ) شرح نهج البلاغة : 9/198 .
........
ابن تيمية ( متوفي 728 ه )
قال ابن تيمية في منهاج السنة المجلد الرابع صفحة 343 من طبعة دار الكتب العلمية :
( وغاية ما يقال إنه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه وأن يعطيه لمستحقه... )
فهذا اعتراف شيخ الإسلام ابن تيمية على هجوم ابي بكر على بيت فاطمة عليها السلام ,
وان اعطى مبررات فهي واهية وساقطة .
فأننا ( نأخذ ما روى ونترك ما رأى )
والآن لـنحلل كلام ابن تيمية المذكور اعلاه
ما معنى كبس في اللغة ؟
لسان العرب :
والتَّكْبـيس والتَّكَبُّس: الاقتـحام علـى الشيء، وقد تَكَبَّسوا علـيه، ويقال: كَبَسوا علـيهم .
القاموس المحيط :
كَبَسَ البِئْرَ والنَّهْرَ يَكْبِسُهما: طَمَّهُما بالتُّرابِ، وذلك التُّرابُ: كِبْسٌ، بالكسر، وـ رأسَهُ في ثَوْبِهِ: أخْفَاهُ، وأدْخَلَهُ فيه، وغارٌ في أصْلِ الجبَلِ، وـ دارَهُ: هَجَمَ عليه،
يقول الزبيدي في تاج العروس :
كبس داره : هجم عليه وإحتاط به وزاد الزمخشري : وكبس تكييسًا، مثله، أي إقتحم عليه.
الصحاح في اللغة للجوهري :
وكبسوا دار فلان : أغاروا عليها فجأة .
ثم نسأل :
هل كبس ابو بكر بيت أحد غير علي ليكبس بيت الامام علي؟!
هل هو يتهم الامام علياً بسرقة مال الله وإخفائه عن الناس وحبسه عن غير مستحقه.؟
هل كان بيت علي (عليه السلام) هو بيت مال المسلمين حتى يرى ان كان فيه مال او لا؟!
وكيف وصل المال المزعوم إلى بيت الامام علي؟!..
ولماذا لم يوضع هذا المال في غير بيت علي (عليه السلام)؟!
ثم يحق لنا أن نسأل ابن تيمية :
من أين اتى بهذه الاعذار الواهية البعيدة كل البعد عن المنطق ؟
هل هناك نصوص تاريخية تدعم رأيه ودفاعه عن ابي بكر ؟ وتؤيد قوله المذكور ؟