الموضوع
:
أهل البيت عليهم السلام [ مثل أعلى وقيمة مستمرة ]
عرض مشاركة واحدة
21-09-2010, 05:17 PM
#
1
نور القرآن
~¤ مشرفة سابقة ¤~
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: أرض الرح ــمن
المشاركات: 496
معدل تقييم المستوى:
116
أهل البيت عليهم السلام [ مثل أعلى وقيمة مستمرة ]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّنا عندما نقدس أهل البيت ونعظّم شخصياتهم، فلأنهم باعتقادنا المثل الأعلى للبشرية جمعاء، والقيمة المستمرة التي تمد الحياة كلها بالحياة والروح، وتملأها بكل المعاني السامية والأخلاق الرفيعة.
فهم في حياتهم كلها لا ينطلقون من صلتهم بالرسول الأعظم وحسب، وإن كانت هذه الصلة تمثل الشرف الرفيع في مقياس النسب وطبيعة الوراثة، وإنما ينطلقون من واقعهم الأصيل الذي تتمثل فيه كل معاني الرسالة وكل ملامح الرسول (ص).
وهم لا يريدون لنا أن نقنع بحبهم وولايتهم عن العمل بسيرتهم والأخذ بتعاليمهم، بل يريدون لنا أن نعمل لنحقّق بعملنا أهداف الإسلام الكبرى وغاياته المثلى.
من هنا كان الإلحاح على استعادة ذكرياتهم يمثل الإلحاح الواعي على استعادة القيم التي يمثلونها، والمعاني الحيّة التي يحملونها، والطهارة الصافية الخالية من كل دنس يشوّه وجه الإنسانية ويلوث ضميرها، كما أراد الله لهم أن يكونوا، وكانوا كما أراد {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}[الأحزاب:33].
ولهذا فقصتنا معهم ليست قصة نبضة قلب وخفقة شعور، ولكنها قصة رسالة، قصة أناس يمثلون كل الحقيقة وكل النقاء والطهارة، ليس في شخصياتهم ـ كما تفيد الآية ـ أية شائبة فكر، وشائبة الفكر هي الباطل، وليست في شخصياتهم أية شائبة حركة، وشائبة الحركة هي الظلم، وليست في شخصياتهم أية شائبة انحراف، وشائبة الانحراف تعني الكفر والضلال والفسق والتمرد على الله.. إنهم يعيشون الفكر الطاهر فلا يقترب الخطأ والباطل إلى فكرهم، لأن الباطل قذارة، والخطأ فيه شيء من القذارة، ويعيشون طهارة الروح، فهم يحلقون مع الله، يعرفونه حق المعرفة "لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً"[1]. يحبون الله حباً يجعلهم يحسون باللوعة عندما يتصوّرون ألم فراقه :"فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك، وهبني يا إلهي صبرت على حرّ نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك"[2].
هكذا يدعو علي (ع) الذي كان يعيش حب الله سبحانه، حتى أنّه لا يرى في النار مشكلة إلاّ من خلال أنها تمثل لمن يدخلها فراق الله، وكانت كل حياته تتمحور في كلمة وحول كلمة واحدة هي "الله"، وعندما أحب رسول الله (ص) لم يحبه قريباً وابن عم، بل لأنه رسول الله ، وأقبل عليه يتعلم منه مما علّمه الله، ويتغذى من رسالته التي أرسله بها..وهكذا صاغه رسول الله(ص) منذ طفولته صياغة جعلته نفسه في الروح ونفسه في الحركة ونفسه في السلوك، كما شهد الله بذلك في كتابه العزيز {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}[آل عمران:16] ، وعلّمه ممّا علّمه الله: "علّمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب"[3]، وقد باع عليّ نفسه لله حتى نزل فيه قوله تعالى:{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله}[البقرة:207].
وهكذا كانت سيرة الصفوة الطاهرة من أهل البيت (ع) ، يعيشون مع الله ولله وفي سبيل الله. وهذا ما جعلهم ينطلقون بعيداً عن ذواتهم، ليعيشوا الرسالة كلها في فكرهم..في إحساسهم..في حركتهم...في أحلامهم..حتى كان كلّ واحد منهم قرآناً يتحرك في الحياة. ولهذا فإننا عندما نرجع إلى تاريخهم، فلأننا نريد أن يزورونا في حاضرنا، لا أننا نريد أن نرجع إلى الماضي لنزورهم فيه، لأنهم لا يمثلون ماضياً.كان وجودهم في الماضي ولكن معناهم هو سرّ الحياة، فنحن بحاجة إلى أن يزورونا، أن تزورنا كلماتهم..ووصاياهم.. ومواقفهم، من أجل أن نتحرك في خطهم ونسير على خطاهم، وبذلك نكون من المحبين والموالين لهم حقاً وصدقاً.
المصادر :
(1)
بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج:40، باب:93، ص:153، رواية:54. دار إحياء التراث العربي،الطبعة الثالثة، بيروت ـ لبنان، 1983م.
(2)
دعاء كميل.
(3)
بحار الأنوار، ج:40، باب:93، ص:131، رواية: 10، عن الخصال، ج:2، ص:176.
دمتن بحفظ رب العباد ,,
__________________
أَكْـرِمْ بقـومٍ أَكْرَمُـوا
القُرآنـا
وَهَبُـوا لَـهُ
الأرواحَ
والأَبْـدَانـا
قومٌ.. قد اختـارَ الإلـهُ
قلوبَهُـمْ
لِتَصِيرَ مِنْ غَرْسِ الهُـدى بُسْتَانـا
زُرِعَتْ
حُروفُ النورِ
.. بينَ شِفَاهِهِمْ
فَتَضَوَّعَتْ مِسْكـاً يَفِيـضُ بَيَانَـا
رَفَعُوا
كِتابَ الل
هِ فـوقَ رُؤوسِهِـمْ
لِيَكُونَ نُوراً في الظـلامِ
...
فَكَانـا
سُبحانَ
مَنْ وَهَبَ الأُجورَ لأهْلِهَـا
وَهَدى
القُلُوبَ
وَعَلَّـمَ الإنسانـا
* * *
يا ختمةَ
القـرآنِ
جئـتِ عظيمـةً
بِجُهُـودِ قَـوْمٍ ثَبَّتُـوا الأركانـا
بَدْءاً مِـنَ (
الكُتَّـابِ
)، أَوَّلِ نَبْتَـةٍ
غُرِسَتْ، فأَثْمَرَ عُوْدُهَـا فُرْسَانـا
حَمَلُوا على أكتافِهِـمْ
أحلامَهُـمْ
يَبْنُـونَ صَرْحـاً
بِالتُّقَـى
مُزْدَانـا
لَبِنَاتُهُ اكتملـت
بحفـظِ كتابِهـم
كَالنُّورِ
حِينَ يُتِـمُّ بَـدْرَ سَمَانـا
يا ختمة
القرآن
أهـلاً.. مَرْحَبـاً
آنَ الأوَانُ لِتُكْمِـلـي البُنْيَـانـا
* * *
جُهْدٌ
تَنُوءُ بِـهِ الجبـالُ تَصَدُّعـاً
وَتَفيـضُ مِنْـهُ
قُلُوبُنَـا
عِرْفَانـا
مِنْ كُلِّ صَوْبٍ جاءَ قَلْـبٌ
خَافِـقٌ
يَسْتَعْـذِبُ
التَّرْتيـلَ
والإتقـانـا
غُرَبَاءُ
مِنْ
كُلِّ البِقَـاعِ تَجَمَّعُـوا
هَجَرُوا الدِّيَارَ وَوَدَّعُـوا
الأَوْطَانـا
غُرَبَاءُ لَكِنْ قَـدْ
تآلَـفَ
جَمْعُهُـمْ
صَـارُوا بِنِعْمَـةِ رَبِّهِـمْ
إِخْوَانـا
* * *
يَا رَبِّ
أَكْرِمْ مَـنْ يَعيـشُ حَيَاتَـهُ
لِكِتَابِـكَ الوَضَّـاءِ
لا يَتَـوَانـى
يَا مُنْزِلَ الوَحْـيِ الْمُبِيـنِ
تَفَضُّـلاً
نَدْعُوكَ
فَاقْبَلْ يَـا كَرِيـمُ دُعَانـا
اجْعِلْ
كِتَابَـكَ
بَيْنَنَـا
نُـوراً
لنـا
أَصْلِحْ
بِهِ مَـا سَـاءَ مِـنْ دُنْيَانـا
واحْفَظْ بِهِ
الأوطانَ
، واجمعْ شملَنـا
فَالشَّمْلُ مُـزِّقَ، وَالْهَـوَى
أَعْيَانـا
~
نور القرآن
}
}
. .
♥
نور القرآن
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نور القرآن
البحث عن المشاركات التي كتبها نور القرآن