بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صّلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرج قائمهم وإلعن أعدائهم
لماذا يؤكد القرآن الكريم على التسبيح لله
سبحانه وتعالى !!
قال تعالى :
(( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ )) ...
إن المؤمن مشغول بالتسبيح من الصباح إلى المساء..
ولكن لماذا هذا التأكيد على التسبيح؟!..
لأن التسبيح فيه تحميد وتنزيه من كل نقص،
وهذا حمد ومدح له سبحانه..
فالمسبح المنزه كأنه يلغي كل اعتراض باطني..
فالإنسان المؤمن قد يعيش حالة اللا تسبيح،
ويتهم الله في قضائه،
أستغفر الله ربي وأتوب إليك
هو مستسلم وصابر لحكم ربه،
ولكنه يعيش في أعماقه حالة عدم الرضا.. وبالتالي،
فإن هذا غير مسبح، ولم ينزه الله حق التنزيه،
فهو يتهمه لا شعوريا بأنه غير روؤف، وغير حكيم،
وغير لطيف.. إن أحدنا عندما تأتيه البلية،
ويتمنى في قرارة نفسه لو لم تأتيه هذه البلية
المقدرة منه سبحانه..
فكأنه يقول لربه -سواء اعترف بذلك، أم لم يعترف-: يارب!..
لو لم تفعل، لكان أفضل، وأحكم..
أستغفر الله ربي وأتوب إليك
وهذا هو معنى عدم التنزيه،
وعدم التسبيح الحقيقي.. لذالك من معاني التسبيح
أنه يحول الإنسان المؤمن إلى موجود إيماني
لا يعيش أدنى درجات التبرم بالقضاء والقدر
في سويداء قلبه.. فهو يحب كل ما يأتي من الله عز وجل،
وإن كان مكروها لديه.. ومن هنا التسبيح الحقيقي،
يدفع كل هذه الآفات الباطنية.
إذا أراد المؤمن أن يصل إلى مرحلة الكون
بعين الله عز وجل، عليه أن يتبرأ من كل حول
ومن كل قوة، ويكون بين يدي الله سبحانه
كالعبد المملوك،
الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا..
وعلماء الأخلاق قالوا:
هناك فرق بين الإنسان المريض الذي بين يدي الطبيب،
وبين الميت الذي بين يدي الغسال..
فالطبيب قد يضطر إلى الكبس على عضو من الأعضاء،
والعضو مؤلم، فالمريض يرفض،
أو يتأفف ويصبر على مضض..
ولكن الميت يقلبه يمينا ويسارا، ويهيل عليه التراب،
وهو لا يتكلم بكلمة واحدة..
ولهذا فإن المؤمن إذا وصل إلى
مرحلة الموت
(موتوا قبل أن تموتوا)
فإنه يتحول إلى ميت بين يدي الله عز وجل..
وفي هذا الموت تمام الحياة ...
وهذه درجة من درجات العشق الآلهي....
اللهم إجعلني أخشاك كأني أراك...
ولاأريد أن أرى في
قلبي وعقلي وكياني ...سواك
سوى نورك...يانور
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....