بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
علّة الإبطاء في الإجابة
قال تعالى : ( والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً )
عن البزنطي قال قلت للإمام علي رضا (عليه السلام) :
جُعلت فداك .. إنّي قد سألت الله تبارك وتعالى حاجةً منذ كذا وكذا سنة ، وقد دخل قلبي من إبطائها شيءٌ ،
فقال ( عليه السلام ) :
يا أحمد .. إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيلاً حتّى يعرضك ،
إنّ أبا جعفر محمد الباقر (صلوات الله عليه) كان يقول :
إنّ المؤمن يسأل الله الحاجة ، فيؤخّر عنه تعجيل حاجته حبّا لصوته ، واستماع نحيبه ،
ثمّ قال ( عليه السلام ) :
والله لما أخّر الله عن المؤمنين ممّا يطلبون في هذه الدنيا خيرٌ لهم ممّا عجّل لهم منها ، وأيّ شيء الدنيا ؟..
إنّ أبا جعفر محمد الباقر( عليه السلام ) كان يقول :
ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدّة ، ليس إذا ابتلى فتر ، فلا تملّ الدعاء فإنّه من الله تبارك وتعالى بمكان ،
وعليك بالصدق وطلب الحلال ، وصلة الرحم ، وإيّاك ومكاشفة الرجال .
إنّا أهل بيتٍ نصل مَن قطعنا ، ونُحسن إلى مَن أساء إلينا ، فنرى والله في الدنيا في ذلك العاقبة الحسنة ،
إنّ صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأُعطي ، طلب غير الذي سأل ، وصغرت النعمة في عينه فلا يمتنع من شيء أعطي ،
وإذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطرٍ للحقوق ، والذي يجب عليه ، وما يخاف من الفتنة .
فقال لي ( عليه السلام ) :
اخبرني عنك لو أنّي قلت قولاً كنت تثق به منّي ؟..
قلت له :
جُعلت فداك .. وإذا لم أثق بقولك فبمَن أثق ، وأنت حجة الله تبارك وتعالى على خلقه ؟..
قال ( عليه السلام ) :
فكن بالله أوثق فإنّك على موعدٍ من الله ..
أليس الله تبارك وتعالى يقول : {وإذا سألك عبادي عني فإنّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } ،
وقال : {ولا تقنطوا من رحمة الله } ،
وقال : {والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً } .
فكن بالله عزّ وجلّ أوثق منك بغيره ، ولا تجعلوا في أنفسكم إلاّ خيراً فإنّكم مغفورٌ لكم .
المصدر: الوسائل ج4 ص1108 ح1 باب 19.
نسألكم الدعاء