السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين
تيمناً بعرض القصة في منتدى القرآن الكريم ,
أرتأينا أن نزامن الحدث ونعززّ المعلومة
من خلال ذكر
القصة الخامسة....قصّة المباهلة
قَدِمَ على رسول الله (ص) وفد نجران فيهم بضعة عشر
رجلاً من أشرافهم وثلاثة نفر يتّولون أمورهم ;
العاقب وهو أميرهم وصاحب مشورتهم الذي
لايصدْرون إلا عن رأيه وأمره ....
وأسمه عبد المسيح والسيد وهو ثمالهم
وصاحب رحلهم وأسمه الأيهم
وأبو حارثة بن علقمة الأسقف
وهو حبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم
وله فيهم شرف ومنزلة وكانت ملوك الروم
قد بنوا له الكنائس وبسطوا عليه الكرامات
لما يبلغهم من علمه
فلّما وجهّوا إلى رسول الله جلس
أبو حارثة على بغلة وإلى جنبه أخ يقال له;
كرز أو بشر بن علقمة يسايره أذا عثرت بغلة
أبي حارثة فقال كرز;
تعس الأبعد يعني رسول الله (ص)
وقال أبو حارثة; بل أنتَ تعْست ,
فقال له; ولم ياأخ؟ فقال أبو حارثة; والله أنّه النبيّ
الذي كنا ننتظره
فقال كرز؟ فما يمنعك أن تتبعه؟؟؟ فقال;
ماصنع بنا هؤلاء القوم...شرّفونا ومّولونا وقد أبو
إلا خلافه, ولوفعلت.... نزعوا منا كل ماترى
فأضمر عليها منه أخوه كرز حتى أسلم...
فلّما قدم على النبيّ أسلم
قال; فقدموا على رسول الله (ص) وقت العصر
وفي لباسهم الديباج وثياب الحبرة على هيئة
لم يقدم بها أحد من العرب
فقال أبو بكر; بأبي أنت وأمي يارسول الله..لو
لبست حلّتك التي أهداها لك قيصر فرأوك فيها
ثم أتوا على رسول الله (ص) فسلّموا عليه
فلم يرد (ص)
ولم يكلّمهم فأنطلقوا يتتّبعون عثمان بن عفّان
وعبد الرحمن بن عوف وكانا معرفة لهما
فوجدوهما في مجلس من المهاجرين
فقالوا;
أنّ نبيكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مُجيبين له...
فأتيناه وسلّمنا عليه
فلم يرد سلامنا ولم يكلّمنا فما الرأي؟؟؟
فقالا ل علي بن أبي طالب (ع); ماترى يا أبا
الحسن في هؤلاء القوم؟؟؟
قال(ع); أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم
ثم يعودون إليه ففعلوا ذلك فسلّموا...
فرّد النبي سلامهم ثم قال (ص);
والذي بعثني بالحق لقد آتوني أول مرة وأنّ أبليس
لمعهم ثمّ سألوه
ودارسوه يومهم وقال الأسقف للرسول (ص);
ماتقول في السيد المسيح ..يامحمد؟؟
فقال (ص);هو عبد الله ورسوله,
قال الأسقف; بل هو كذا وكذا, فقال (ص);
بل هو عبد الله ورسوله
فتّرادا فنزل على رسول الله (ص) من صدر سورة
آل عمران نحو من سبعين آية ..
يتبع بعضها بعضاً وفيما
أنزل الله, رب العرش العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن
تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ
فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ
نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا
وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ
عَلَى الْكَاذِبِينَ
فقالوا للنبيّ (ص) نباهلك غداً,
فقال أبو حارثة لأصحابه;
إنظروا فأن كان محمد غداً يباهلكم بولده وأهل بيته ...
فأحذروا مباهلته
وإنّ غداً بأصحابه وأتباعه فباهلوه...
قال أبان عن الحسن البصري;
غداً رسول الله آخذاً بيد الحسن والحسين
تتبعه فاطمة وبين يديه علي
وغدا العاقب والسيد
بابنين على أحدهما درتّان كأنهما بيضتا حمام
فحفّوا بأبي حارثة, فقال أبو حارثة;
من هؤلاء معه, أي مع الرسول (ص)؟؟
قالوا; هذا إبن عمه وزوج أبنته وهذان الطفلان
هما إبنا بنته وهذه إبنته أعزّ الناس عليه
وأقربهم إلى قلبه..
وتّقدّم رسول الله (ص) فجثا على ركبتيه ...
فقال أبو حارثة ;
جثا والله كما جثا الأنبياء للمباهلة,
فكّع ولم يقدم على المباهلة فقال له السيدّ;
أُدنوا يا أبا حارثة للمباهلة فقال;
لست أرى رجلاً جريئاً على المباهلة
وأنا أخاف أن يكون صادقاً,
فلايحول والله علينا الحول
وفي الدنيا نصراني يُطْعم الماء , فقال;
وكأن نزل العذاب من السماء لوباهلوه...
فقالوا;
يا أبا القاسم إنّا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحهم
الرسول (ص)
على ألفي حلّة من حلل الأواقي قيمة كل ّ حلّة أربعون
درهماً جياداً وكتب لهم بذلك كتاباً
وقال لأبي حارثة الأسقف;
لكأني بك قد ذهبت إلى رحلك وأنت في حالة نعاس
ونوم , فجعلت مقدّمه مؤخرّه ...
فلما رجع ,قام يرحل راحلته فجعل رحله مقلوباً
فقال الأسقف; أشهد أنّ محمداً
رسول الله (ص).
أشهد أنّ لاإله إلا الله وأشهد أنْ محمداً
رسول الله وأشهد أنّ علياً وليّ الله.
البحار ; ج ٦١ , ص ٣٣٦
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....