بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم وألعن أعدائهم من الأولين والآخرين
وعجّل فرج قائمهم ...آمين يارب العالمين
القصّة الرابعة
الطاعة في أتباع الموعظة
طاعة رسول الله أمرٌ واجبٌ أتّباعه والألتزام به
وتقييد النفس بقيوده
فمن أراد أن يرحمه ويوفقه الله ف عليه بطاعة الله
في الألتزام بأصول وشرائع كتابه الكريم
والمحكم العزيز وملازمته كملازمة
الروح للجسد
وكذلك التمسك بطاعة الرسول محمد (ص )
وآل بيته عليهم السلام أجمعين...
والأعتبار والأمتثال وإتباع
أفعالهم وسلوكهم وتصرفاتهم
وهم كانوا ومازالوا
وسيبقون القدوة الخالدة على مرّ العصور
وحتى قيام الساعة.
أما الطاعة: فهي ضد المعصية ومعناها
الانقياد والاستسلام والخضوع .
وأما لمن تكون؟
فالأصل أن تكون الطاعة لله عزّ وجل وللرسول (ص)
قال تعالى:
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا
أن يكون لهم الخيرة من أمرهم
[الأحزاب:36].
وطاعة الرسول هي طاعة الله تعالى عزّ وجل
قال تعالى:
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
[آل عمران:31].
ذلك لأن القرآن وحي الله إلى رسوله لفظا ومعنى،
والحديث هو وحي الله إلى رسوله معنى
واللفظ لرسول الله وصدق الله العظيم:
وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
[النجم:3-4].
طاعة الله عزّ وجل والرسول (ص);فيها الخير
والبركة والسداد والنصر...
والقصّة التالية
في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يعظ الأمام أمير المؤمنين علي (ع)
وإبنته سيدة نساء العالمين وأم اللأئمة
فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام;
مرّ رسول الله (ص) بعد إنقضاء أيام على زواج
علي وفاطمة عليهما السلام, الزواج الألهي والنوراني المبارك...مرّ على دار فاطمة (ع)
وبارك لهما وهنأهما, وبعد ساعة خرج
علي عليه السلام من البيت
وخلا رسول الله (ص) بإبنته فقال لها;
كيف أنتِ يابنية؟
قالت له فاطمة( ع);
ياأبة, خير زوج ...إلا أنه دخل
عليّ نساءٌ من قريش وقلن لي ; لقد زوجّك
رسول الله (ص)
من فقير لا مال له.
فقال لها رسول الله (ص);
يابنية ...ما أبوكِ بفقير ولا بعلكِ بفقير
ولقد عُِرضت عليّ خزائن الأرض من الذهب والفضّة,
فأخترت ماعند ربيّ عزّ وجلّ.
يابنّية, لو تعلمين ما عَلِمَ أبوك لسمجت الدنيا في عينيكِ,
والله يابنية ما آليتُكِ نُصحاُ إنّ زوجّتكِ أقدمهم إسلاماً,
وأكثرهم علماً, وأعظمهم حُلماً.
يابنية;
إنّ الله أعزّ وجل طلّع على الأرض إطلاّعة
فأختار من أهلها رجلين
فجعل أحدهما أباكِ والآخر بعلكِ.
ثم قال الرسول (ص);
(( يابنية..نِعْمَ الزوج ..زوجكِ فلاتعصي له أمراً))
ثم دعا الرسول (ص) علياً عليه السلام وقال له;
أدخل بيتكَ وألطفْ بزوجتكِ , وأرفق بها,
(( فإن فاطمة بِضعةٌ مني , يؤلمني ما يؤلمها,
ويسرّني مايسّرها,أستودعكما الله
وأستخلفه عليكما)).(١)
ثم نتجَ مانتجْ..عن الطاعة لأمر رسول الله (ص)
ومن أهل بيت النبوة , فاطمة وعلي عليهما
أفضل الصلاة والسلام
فكان ماكان.... وأثمر ماأثمر من.. لألئ سطرّت صفحات
السماء بأنوار إلهية كانت ومازالت
وستبقى نوراً
وبيارقاً للبشرية
وكان في طاعة مولاتنا البتول (ع) لأمر زوجها
ماقاله فيها بعلها
أمام المتقين ...علي عليه السلام
(( فو الله ما أغضبتُها ولا أكرهتها على أمر حتى
قبضها الله عزّ وجل إليه, ولا أغضبتني ولاعصت
لي أمراً,
ولقد كنت أنظر إليها
فيكشف عني الهموم والأحزان.(٢)
(١ ); البحار, ج٤٣ ,ص٩٣ .
(٢ ) ;بيت الأحزان, ص ٦٢ - ٦٣.
وفي الختام نود أن نذكر أبياتاً في رثاء الأمام
علي عليه السلام زوجه الزهراء بعد إستشهادها ...
عليها صلوات الله وسلامه
في الديّوان المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب
أنه أنشد بعد وفاة فاطمة(ع)
ألا هــل إلى طــول الـحـيـاة ســبـيـــلٌ وأنـــى هـــذا الـــموت لـــيس يــحولُ
وإنـــي وإن أصــبحت بـالموت موقناً فـــلي أمــلٌ مـــن دون ذاك طـــويـــلٌ
وللــدهـر ألــــوانٌ تـــروح وتـغـــتدي وإنّ نفـــوســـاً بـــيـــنهـــن تـــسيـــلُ
ومــنــزل حــــقٍ لا مـــعــرّج دونـــــه لكلِّ امـــرئ مـــنـــهـــا إلـــيـــه سبيلُ
قــــطعـــت بـأيـــام الـــتــعـــزر ذكـره وكـــلُّ عـــزيـــز مـــــا هـــنـــاك ذلــيلُ
أرى عــلـــل الـــدنيـــا عـــليَّ كــثيرةً وصــــاحـبـــها حــتَّى الـــممات عليلُ
وإنـــي لمـــشتـــاق إلـــى من أحبـــه فـــهل لـــي إلى من قد هويت سبيل؟
وإنـــي وإن شطّـــت بــي الدّار نازحاً وقد مـــات قـــبلي بـــالفراق جـــمـيلُ
فقد قال في الأمثال في الـــبين قـــائلٌ أضــــرَّ بـــه يـــوم الـــفراق قـــليـــلُ
لـكلِّ اجـــتماعٍ مــن خـــليلين فرقـــة وكـــلُّ الـــذي دون الـــفـــراق رحـيلُ
وإن افـــتقـــادي فـــاطماً بـــعد أحـمدٍ دلــــيـــلٌ عـــلـــى أن لا يـــدوم خـليلُ
ٌوكـــيف هناك العيش من بـعد فقدهم لـــعـــمـــرك شـــيءٌ مـــا إليه سـبيلُ
سيُعرضُ عن ذكري وتُنســى مودتّي ويـــظهر بـــعدي للـــخلـــيل عـــديـــلُ
ولـيس خليلـــي بالـــملول ولا الـــذي إذا غـــبـــت يـــرضـــاه ســـواي بديلُ
ولكـــن خـــليلي مـــن يـــدوم وصاله ويحـــفظ ســـرّي قـــلـــبُهُ ودخـــيـــلُ
إذا انقطعت يوماً من الـعيش مدَّتـــي فـــإن بـــكـــاء الـــبـــاكـــيـــات قــليلُ
يريـــد الـــفتى أن لا يـــموت حـبـيـبه ولـــيـــس إلـــى مـــا يـــبتغيه ســـبيلُ
ولـــيس جـــلـــيلاً رزء مـــالٍ وفــقده ولـــكـــنَّ رزء الأكـــرمـــين جـــلـيلُ
لذلك جـــنـبي لا يـــؤاتـــيـــه مضـجعٌ وفي القـــلب من حرِّ الـــفراق غليلُ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ وَ هُوَ التَّوْحِيدُ
وَ لَمْ أَعْصِكَ فِي أَبْغَضِ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ
وَ هُوَ الْكُفْرُ
فَاغْفِرْ لِي مَا بَيْنَهُمَا يَا مَنْ إِلَيْهِ مَفَرِّي آمِنِّي
مِمَّا فَزِعْتُ مِنْهُ إِلَيْكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْكَثِيرَ مِنْ مَعَاصِيكَ
وَ اقْبَلْ مِنِّي الْيَسِيرَ مِنْ طَاعَتِكَ
يَا عُدَّتِي دُونَ الْعُدَدِ وَ يَا رَجَائِي وَ الْمُعْتَمَدَ
وَ يَا كَهْفِي وَ السَّنَدَ
وَ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ
وَ لَمْ يُوْلَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَسْأَلُكَ
بِحَقِّ مَنِ اصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ
وَ لَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً
أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى محَمَّدٍ وَ آلِهِ
وَ تَفْعَلَ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ
يارب آمين...يارب العالمين
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....