العدالة في حكم عليّ بن أبي طالب عليه السلام...
لولا علي لهلك عمر
وصف حكم أمير المؤمنين علي عليه السلام بأنه
يشابه حكم الأنبياء
وكلنا يعلم بما قاله عنه رسول الله (ص) ;
"أنت مني بمنزلة هارون من موسى،
إلا أنه لا نبي بعدي!!!!
ويتجسّد ذلك في القصة التالية;
عن معاوية بن وهب, عن أبي عبد الله (ع) قال;
أُتي عمر بن الخطاب بجارية قد شهدوا عليها...
إنّها بغتْ
وكان من قصّتها, إنّها كانت بنت يتيمة عند رجل,
وكان الرجل كثيراً مايغيب عن أهله, فشبْت اليتيمة
فتخوفّت إمرأة الرجل بأن زوجها سيتزوج
البنت اليتيمة,
فدعَتْ بنسوة حتى أمسكنها فغدرتها المرأة
وسلبتها عذريتها بآلة ما
فلّما قدم الرجل , زوج المرأة من غيبته ...
رمت المرأة ببهتان البنت اليتيمة وقالت لزوجها
بأن اليتيمة أرتكبت الفاحشة,
فأقامت البيّنة على قولها بمساعدة جاراتها اللآتي
ساعدنها على أرتكاب الظلم
فرفع القوم كل ذلك الأمر إلى عمر بن الخطاب
فلم يعرف أو يدري مايفعل ...
ونصح الرجل بأن يقصد في مسألته
عليّ بن أبي طالب عليه السلام ....
فأتوا علياً (ع) وقصّوا عليه القصة,
فسأل الأمام علي (ع) للمرأة...إمرأة الرجل;
ألك بينّة أو برهان؟
قالت المرأة ; لي شهود هم هؤلاء جاراتي
ويشهدون على البنت بما أقول, وأحضرتّهن,
فأخرج الأمام علي (ع) السيف من غمده وطرحه
بين يديه,
وأمر بكل واحدة منهّن, فأُدخلِتْ بيتاً....
ثم دعا الأمام بالمرأة , إمرأة الرجل ...فأدارها بكر وجه
فأبتْ.... ورفضت أن تتنازل عن قولها
فرّدها الأمام الى البيت الذي كانت فيه ,
ودعا أحدى الجارات , من الشهود .....
ثم جثا على ركبتيه, ثم قال;
أتعرفينني؟
أنا علي بن أبي طالب (عليك السلام , سيدي)
وهذا سيفي, وقد قالت أمرأة الرجل ما قالت ورجعت
إلى الحّق
وقد أعطيتها الأمان , وأن لم تصْدقينني لأمكنّن
السيف منكِ
فألتفت المرأة إلى عمر فقالت: ياأمير المؤمنين ...
الأمان على الصدق
فقال لها الأمام عليّ عليه السلام; فأصدقي,
فقالت;لا والله ...إنّها رأت جمالاً وهيئة من البنت
اليتيمة, فخافت على فساد زوجها , ف سَقتها خمراً,
ودعتنا فأمسكنا اليتيمة, ثم غدرتها
فقال الأمام أمير المؤمنين عليه السلام;
الله أكبر...أنا أول من فرّق بين الشهود ومثل مافعل
( وفي قصة مشابهة وبذات المعنى)
دانيال النبي (ع)
فألزمّهن الأمام عليه السلام بحدّ القاذف
وألزمّهن جميعاً العقر,
وجعل عقرها أربع مائة درهم, وأمر المرأة
أن تُنفى من الرجل
فطلّقها زوجها ...ثم زوجّ الرجل بالبنت اليتيمة
(الجارية) وساق عنه
الأمام عليه السلام.
هذا هو الأمام التقّي , إمام المتقين وأهل العدل
والصراط المستقيم
وهذا هو عدله ....ومابخل به وحاشى لله لمن مثله
بأن يعزف ويعتزل
من أنكروه حق ولايته وحق الوصاية والتي جاءت بأمر من السماء لا بأمر أهل الأرض.
وباعتباره النموذج الامثل الذي صنعه
الرسول صلى الله عليه وسلم
ومشيئة الله سبحانه وتعالى
التي ارادت لهذا العبد الصالح ان يقود الامة
بعد الرسول صلى الله عليه وسلم،
وبما يمتلكه الامام عليه السلام
من مقومات العلم والتقوى والشجاعة قضى في
دار القضاء بين المسلمين بما يتوافق
مع حكم الشريعة الالهية وساوى بين الشريف والوضيع،
وبين القوي والضعيف، وبين الغني والفقير،
وبين المراة والمراة، والرجل والرجل،
وبين الرجل والمراة، وحكم للطفل كما حكم للكبير،
وحكم لليهودي والنصراني كما
حكم للمسلم وعدل بين الحاكم والمحكوم
حتى غدا صيته في الحكم والقضاء
شمسا ساطعة تشهد على عدله ونزاهته وحكمته
وسلامة حكمه.
فما فعله ماكان لأن يريد به وجه أحد...
غير وجه الله عزّ وجل.
وهل جاد الزمان بحاكم أو وليّ عادل زاهد ,
تقي ونقي مثل أولياء الله وأهل خاصتّه!!!!!
السلام عليكم ياسادتي وأوليائي ....
سلاماً مباركاً مني مابقيت
وبقي الليل والنهار...