الموضوع
: بقلمي
" آيـة .. وقصة
عرض مشاركة واحدة
16-07-2010, 01:55 PM
#
10
نور القرآن
~¤ مشرفة سابقة ¤~
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: أرض الرح ــمن
المشاركات: 496
معدل تقييم المستوى:
116
رد: " آيـة [من سورة التوبة المباركة].. وقصة "[قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزاتي الفاطميات " نبدأ القصة الثانية على بركة الصلاة على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
وهي قصة " ثعلبة بن حاطب الأنصاري "
ونستعرض خلالها بإذن الله آيات كريمة من سورة التوبة المباركة ..
الجزء الأول
ثعلبة رجل من الأنصار انضم إلى المسلمين بعد قدوم رسول الله إلى المدينة مهاجراً وقد تظاهر بالطاعات وترك المحرمات ... كان يداوم على صلوات الجمعة والجماعة ولا ينقطع عنها أبداً إلا حين الضرورة كمرض أو سفر وبقي على هذه الطريقة يتبع النبي صلى الله عليه وآله ويستمع منه ولكن حالته المادية كانت سيئة جداً ... كان فقيراً معدماً قد طحنه الإفلاس طحن الرحى حبّ القمح ... والفقر لا يرحم ولا يجعل الإنسان موضع الراحة والإستقرار إذا ضرب بسهم أصاب وإذا أصاب قتل وكان سهم الفقر قد أصاب ثعلبة في الصميم وأخذ عليه تفكيره وملك عليه كل حواسه ... كان عندما يقوم يفكر في حاله السيئة وإذا قعد يفكر فيها , وإذا نام أيقظه حلم الفقر المزعج وإذا أفاق أفاق على صوت الفقر وهكذا تحوّل الفقر هاجسه الوحيد وكل شغله فهو يبحث باستمرار عما يعالج ماهو فيه من هذا المرض الشديد ...
وفي يوم أغر لم تطلع شمسه عن صبح أحسن منه إذا بثعلبة يضع يديه على مفاتيح الغنى والثروة .. إنه يوم تاريخي في دنيا ثعلبة حيث عثر على الكنز الذي لا يفتقر بعده أبداً ... إنها دعوة من رسول الله صلى الله عليه وآله تفتح لثعلبة مفاتيح الدنيا وتغلق عنه أبواب الفقر والفاقة .. في يوم من أيام ثعلبة التاريخية يتقدم الرجل من الرسول الأعظم ويطلب منه قائلاً : يا رسول الله ادعُ الله أن يرزقني مالاً ...
التفت رسول الله صلى الله عليه وآله إليه وهو يقرأ داخله ويستحضر مستقبله وما سيئول أمره إليه إذا اغتنى .. ثم يجيبه بجواب فيه مصلحته وسعادته :" ويحك يا ثعلبة .. قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه " ردّ نبوي فيه العناية بهذا الشخص ...
فأنت يا ثعلبة مع قصور ذات يدك وأنت تؤدي شكر ما أنت فيه من خير من كثرة المال إذا قصّرت في أداء ما عليك منه ... إذا اغتنيت وزادت ثروتك وتكدّس المال لديك فأنت مطالب بإخراج الحقوق منها زكاة وخمساً وصدقات وهذه قد تأتي على قسم منها وينقص الرقم قليلاً فهل تحتمل نزول رقم المال بدل تصاعده ... كان رسول الله صلى الله عليه وآله يلحظ هذه النفوس الجشعة التي تطلب زيادة الرقم في أموالها ولا تقبل نقصانه أبداً تحت أية ضرورة أو اضطرار أو واجب أو التزام .. كان يقرأ في مستقبل ثعلبة انحرافاً وسقوطاً إن هو اغتنى فلذا ردّه النفس والألم المحض يشع في نفسه ويتصوّر من خلاله الغنى .. ولكن للفقر أجراس تقرأ باستمرار ولا تنام أبداًً .. إن الحاجة تلح على فكر صاحبها وتدعوه لإعادة الكرة من جديد.. وإن ردَّه المسئول مرة وأخرى وثالثة فمع التكرار سيستجيب له ويفتح الأبواب ... وكأن ثعلبة كان يعرف القاعدة التي تقول : (( من قرع الباب ولجّ ولج )) لذا يريد أن يطبقها في حاجته فيصمم العودة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له : يا رسول الله طلب منه بالأمس وبالفعل تقدّم في يوم آخر من رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً فو الذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالاً لأعطين كل ذي حق حقه ..
وهنا أيضاً أراد الرسول مصلحة ثعلبة فأراد أن يقدّم له القدوة والمثل الأعلى لعله يفيق أو يتحرك فيه الحس الداخلي فيعود لنفسه ويفكّر بجدّية أن الرسول لم يكن عدم دعائه إلا لأجله وأجل سعادته ومصلحته , وهنا توجه إليه النبي صلى الله عليه وآله قائلاً : أما ترضى أن تكون مثل نبي الله ؟ فوالذي نفسه بيده لو شئت أن تسير الجبال معي ذهباً وفضة لسارت!
يا ثعلبة هذا نبي الله وأقرب الناس منه قد تخلى عن الدنيا ومافيها ورغب في الآخرة وما عند الله أفلا تكون مثله وعلى سيرته وسنّته ... ولكن ثعلبة تمثّل شبح الفقر مخيما فوق رأسه وأعاد إلى ذاكرته معاناته بل لا يزال يعيش مأساته وتعاسته فهل يقتنع بما قاله النبي صلى الله عليه وآله وهل يرضيه ذلك .. ؟! ... لا .. لم يقتنع ولن يرضى بل أعاد طلبه من النبي صلى الله عليه وآله أن يدعو له بالرزق على أن يلتزم بإيفاء الحقوق لأصحابها ...
إنتظرن الجزء الثاني ومعرفة ما سيحدث لثعلبة ..
هل سيبقى في فقره أم يكون من ذي المال والغنى ...
دمتن بحفظ المولى
__________________
أَكْـرِمْ بقـومٍ أَكْرَمُـوا
القُرآنـا
وَهَبُـوا لَـهُ
الأرواحَ
والأَبْـدَانـا
قومٌ.. قد اختـارَ الإلـهُ
قلوبَهُـمْ
لِتَصِيرَ مِنْ غَرْسِ الهُـدى بُسْتَانـا
زُرِعَتْ
حُروفُ النورِ
.. بينَ شِفَاهِهِمْ
فَتَضَوَّعَتْ مِسْكـاً يَفِيـضُ بَيَانَـا
رَفَعُوا
كِتابَ الل
هِ فـوقَ رُؤوسِهِـمْ
لِيَكُونَ نُوراً في الظـلامِ
...
فَكَانـا
سُبحانَ
مَنْ وَهَبَ الأُجورَ لأهْلِهَـا
وَهَدى
القُلُوبَ
وَعَلَّـمَ الإنسانـا
* * *
يا ختمةَ
القـرآنِ
جئـتِ عظيمـةً
بِجُهُـودِ قَـوْمٍ ثَبَّتُـوا الأركانـا
بَدْءاً مِـنَ (
الكُتَّـابِ
)، أَوَّلِ نَبْتَـةٍ
غُرِسَتْ، فأَثْمَرَ عُوْدُهَـا فُرْسَانـا
حَمَلُوا على أكتافِهِـمْ
أحلامَهُـمْ
يَبْنُـونَ صَرْحـاً
بِالتُّقَـى
مُزْدَانـا
لَبِنَاتُهُ اكتملـت
بحفـظِ كتابِهـم
كَالنُّورِ
حِينَ يُتِـمُّ بَـدْرَ سَمَانـا
يا ختمة
القرآن
أهـلاً.. مَرْحَبـاً
آنَ الأوَانُ لِتُكْمِـلـي البُنْيَـانـا
* * *
جُهْدٌ
تَنُوءُ بِـهِ الجبـالُ تَصَدُّعـاً
وَتَفيـضُ مِنْـهُ
قُلُوبُنَـا
عِرْفَانـا
مِنْ كُلِّ صَوْبٍ جاءَ قَلْـبٌ
خَافِـقٌ
يَسْتَعْـذِبُ
التَّرْتيـلَ
والإتقـانـا
غُرَبَاءُ
مِنْ
كُلِّ البِقَـاعِ تَجَمَّعُـوا
هَجَرُوا الدِّيَارَ وَوَدَّعُـوا
الأَوْطَانـا
غُرَبَاءُ لَكِنْ قَـدْ
تآلَـفَ
جَمْعُهُـمْ
صَـارُوا بِنِعْمَـةِ رَبِّهِـمْ
إِخْوَانـا
* * *
يَا رَبِّ
أَكْرِمْ مَـنْ يَعيـشُ حَيَاتَـهُ
لِكِتَابِـكَ الوَضَّـاءِ
لا يَتَـوَانـى
يَا مُنْزِلَ الوَحْـيِ الْمُبِيـنِ
تَفَضُّـلاً
نَدْعُوكَ
فَاقْبَلْ يَـا كَرِيـمُ دُعَانـا
اجْعِلْ
كِتَابَـكَ
بَيْنَنَـا
نُـوراً
لنـا
أَصْلِحْ
بِهِ مَـا سَـاءَ مِـنْ دُنْيَانـا
واحْفَظْ بِهِ
الأوطانَ
، واجمعْ شملَنـا
فَالشَّمْلُ مُـزِّقَ، وَالْهَـوَى
أَعْيَانـا
~
نور القرآن
}
}
. .
♥
نور القرآن
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نور القرآن
البحث عن المشاركات التي كتبها نور القرآن