والغفور قد يغفر لك ولا يرضى عنك،
أما العفو فراضٍ بالتأكيدمثال للفرق بين العفو والغفور يوم القيامة حديث:
( يأتي العبد يوم القيامة فيقول له الله تبارك وتعالى ادنُ عبدي، فيقترب العبد، فيرخي الله تعالى عليه ستره، فيقول له الله:
أتذكر ذنب كذا؟
لاحظوا أن الذنوب موجودة في الصحيفة - فيقول:
نعم يا رب، فيظن العبد أنه هالك، فيقول له الله:
سترتها عليك في الدنيا وها أنا أغفرها لك اليوم)
هذه مغفرة، لكن العفُوّ ماذا يقول لك يوم القيامة؟
( يا فلان،
إني راضٍ عنك لما فعلت في الدنيا،
قد رضيت عنك وعفوت عنك، اذهب فادخل جنتي)
أرأيت الفرق بين هذه وتلك؟ فأي منزلة تريد أنت؟
والعفُوّ تلقاه يوم القيامة فيقول لك:
( تمنَّ يا عبدي واشتهي، فإني قد عفوت عنك،
فلن تتمنى اليوم شيئاً إلا أعطيتك إياه)
كيف يمحو ويعفو؟
ينسيك الذنب، وينسيه للملائكة وملَك الشمال،
ويُمحَى من صحيفة السيئات، وتأتي يوم القيامة
لا يذكّرك به ولا يسألك عنه.. أنت لم تخطئ..
" وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ "
(ق:21)، فحتى الملَك
لا يذكر هذا الذنب، وإن كان كبيراً وفاضحاً..
مادام الله عفاه عنك بليلة القدر فالكل سينساه
" اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً "
(الإسراء:14) فتجد ذنوباً موجودة في كتابك
وقد غُفرت،
لكن هذا الذنب غير موجود
لأنه عُفي أرأيت إن عفا كل ما مضى؟!
كانت صفحة بيضاء وكأن صاحبها نقيّ منذ وُلِد
إلى أن مات
" الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (يس:65)
يشهدون على ذنب قبله وذنب بعده،
ولا ينطقون بهذا الذنب لأنه عُفي عنهم
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي


