رد: ( نساء) تحت الضوء
لم يتبقى لزينب من تلك الشجره الكبيره غير الغصنان الحسن والحسين تلوذ بهما إذا داهم قلبها الحزن والأسى فتجد العطف والحنان يحوطها من فيض عطائهما ..
ولكن سهام القدر المشؤوم تترصد والرياح السوداء تعود تعصف بعقيلة الطالبين
فترى نعش اخيها الحسن والسهام قد لامست جسده الشريف منعوه من جوار جده ليدفن بعيداً وهو الاحق بالدار من غيره
يالي ألم زينب وعذاباتها التي لاتنتهي ..
الحسين هو أمل زينب ..نعيمها وجنتها ..محرابها وكعبتها التي تطوف حولها في كل حين ..
توالت الأيام والليالي .وفي ظهر ذلك اليوم العاشر من المحرم عام 61هـ تودع زينب أملها الوحيد ..ماذا صنعت كربلاء في قلب زينب
كربلاء سحقت كل أمال زينب
حينما هوى غصنها الأخير في بوغاء كربلاء مجدلاً مع الطيبين من أهل بيته وذويه
ليت السماء أطبقت على الأرض ولاترى زينب مايصنع بالحسين يستغيث فلا يغاث ويستجير فلا يجار ..
أخذت تأن من قلب موجوع ..اليوم مات جدي محمد المصطفى اليوم مات ابي علي المرتضى اليوم ماتت امي فاطمة الزهراء اليوم مات اخي الحسن اليوم قتل اخي الحسين
توسطت الميدان مدت يديها الكريمتان إلى السماء رافعة جسد أخيها المقطع قائلة:
اللهم تقبل منا هذا القربان
أصبحت زينب غريبة وحيدة لاتملك سوى الدموع والأحزان..
تركت نعيمها على تراب الطف وغادرت بالهم والحسرات تبكي ولا تجد من يهون عليها مصائبها ويمسح دموعها ..كيف لها أن تعيش دون الحسين
رحلت اسيرة مع ال الرسول بيد الاعداء
ورحل الحسين عن عالم زينب ولكن ذكراه لم يفارقها تذكره كل حين حتى في لحظات عمرها الأخير وهي على فراش الموت تذكره وتذكر ماجرى عليه في كربلاء
إلى أن اغمضت عيناها والدموع ترسم على صفحات وجهها الكريم اسم الحسين
فرحلت زينب عن الدنيا بعد فراق الحسين بعام او اقل لتخلد للعالم صفحة مشرقه عنوانها زينب الصبر زينب التضحية زينب الوفاء زينب العفة والكرامة والبطولة
وأصبح قبرها قبة تظاهي سماء الشام
فسلاماً على زينب بنت علي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
|