♣ مراقبة سابقة ♣ ●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •●
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067
|
رد: بقلمي...روح وريحان على درب الرحمن في بلاد الكفر والعصيان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقل ربي اغفر وارحم وانت خير الراحمين الحمد لله الكريم المنّان والصلاة والسلام على خير الأنام
الرسول الأمين والمُرسل رحمةً للعالمين محمد وآله الطيبين
الطاهرين
 
السلام عليكم...أخواتي الفاطميات الطيبات وعسى أن تكونوا بخير ورحمة بفضل وبنعمة من هو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
وننتهز الفرصة وأن فاتتنا في المرة السابقة ,
أن نبارك لكم ميلاد الأمامين الهاشميين العلويين المطهرين, الأمام الجواد والأمام علي ,عليهما أفضل الصلاة والسلام
بسم الله وعلى بركته نكمل ونواصل في هذه المرة وبالتعليق وربط الأحداث على بعض مما ورد ذكره في المرة أو المرات السابقة وماسارت عليه الأحداث تباعاً.
وقد أرتأينا أن نطرح في هذه المرة بعض الأحداث والقصص وبصورة منفصلة,
وذلك من باب التغيير والأبتعاد عن طريقة السرد والذي تصعب فيه أحياناً عملية الربط. وكذلك لأختلاف طبيعة الأحداث والأمور والتي قد تتباين فيما بينها,
وفي زمان حصولها وتكرارها أحياناً. وسنحاول وببركة من الله التفكير والتقدير , وحسب الظرف في كتابة الطرح كل حسب حاجته .
ونرجو من الله أن يوفقنا وينال حسن أعجابكم ورضاكم .
ومما نود الأشارة إليه قبل البدء بسرد ألأحداث , أن حب الله والتقرب ألى الله وحسن الخلق والدين هي ألتزامات وتعاليم مسرحها الحياة,
وبمعنى أدق هي هدف يوضع نصب العين وفي كل أمور المعيشة والتصرف.
ولذا فأن عبادة التفكر في عظمة الله الخالق وكينوته وخلقه
تعد وبرأي من أعظم العبادات وأسرعها تثبيتاً في النفس وماتحمله من خير وأجر بأذن الله.
من هو الله؟ كانت والدة روح وريحان ولازالت تمارس عبادة المناجاة مع الله , أحياناً في الليل لوحدها مع خالقها
وأحياناً كثيرة وفي وضح النهار وفي أي زمان ومكان وعلى مسمع ومرأى روح وريحان أخواتها.
كانت الطفلة روح وريحان( قبل حجابها ومازالت كذلك وحتى أخواتها بعد حين), دائمة السؤال لأمها عن الله عزّ وعلا وهو الدائم الحاضر ,من هوالله؟
ونسرد بعض من الحوار الذي دار بين الطفلة وأمها عن الله عندما كانوا يتسوقون . وشاهدوا الناس و كل حسب لونه ولغته والطبيعة المحيطة فكان الحوار التالي; (عمر روح وريحان ٥ سنوات ونصف)
الأم- يالله ياربي شنو عظمتك...شكد عظيم يالله ... ياربي صدك أنت تخرّع ... الله يساعدك يالعظيم علينا, كل هذا خلقك ونعمك وفضلك والبشر لاتستحي منك ولاتخجل وتتطول عليك بالكفروالمعاصي.. وأن صلى أو صام ....حسب روحه من المؤمنين
روح وريحان -ماما, ليش تقولين كذلك؟
الأم- لأن ياماما , شكد مايقدم الأنسان لله لايوفيه حقه, شوفي يا حبيبتي
الناس , الأكل , الأغراض, البناء , شوفي السوق كلش حلو كل هذا الله اللي خلقه,
شوفي الزرع ألوانه ,شوفي الفواكه , شوفيها وشوفي ألوانها, الحيوانات كل هذا الله ,
حبيبتي , أي شئ في الحياة , في الأرض تشوفيه هو من الله
الله الذي سواه. ولابد للعين أن تدمع....فرأت الطفلة صوت الأم وقد أغرورقت عيونها؟ ولكن واصلت الأم حديثهاالله اللي خالق كل شيئ فينا , العيون ,الأيدي, الرأس, الرجل وكل شئ
روح وريحان-ماما أنت تخافين من الله؟
-كلش أخاف, الله كلش يخوف , كلش
روح- ماما شنو الله؟ هو مثلنا؟ (أستغفر الله ربي وأتوب إليه)
- أستغفرالله يابنتي, الله مو مثلنا, لاأحد يعرف الله ألا هو يقول الله في القرآن أن هو مثل النور.... والنورهو ليس الضوء الذي نراه في الشارع أو في بيتنا, وستعرفين أكثر عندما تكبرين أكثر, لكنه ليس نور, فقط الله يعلم ما هو
وأكملت الوالدة حديثها عن الله, شفتي ماما الناس كل واحد طولهوشكله, بنت لو ولد, لونه.
الطفلة-ماما.. هل يعرف الله كل شئ, يعني يعرف أنه أنا وأنت بالسوق؟
طبعاً, يعرف كل شئ كل شئ ,
الله ياأبنتي يعرف أن أنا متى أولد وماأسمي وأي أهل سيكونون أهلي ومن ساأتزوج, وحتى يعرف أنه أنت ستكونين أبنتي. ويعرف مانقول أنا وأنت الآن.
الطفلة- أصدقاً ياماما؟ بالطبع ياأبنتي , فأنا قلت لك أن هناك ملكين على الأكتاف
وكررت الوالدة الدرس عن
(كرام كاتبين, يعلمون ماتفعلون)
.ثم أعقبت بقولها;
الله ياحبيبتي يعرف مانفعل أنا وأنت ويعرف مايفعل خالو (الذي كان في ذلك الوقت في أبوظبي), ويعرف خالة وبيبي (في دول مختلفة)
وعمتك وعمك وأهل جدو (أبي)في النجف مايفعلون
ويعرف كل واحد بالسوق والشارع ما سيفعل . يعرف كل واحد مافعل وماسيفعل وماسيقول وماسيشتري, شنو أسمه ومن أهله ومتى سيسافر أو يصير عنده طفل (لولا) ومتى سيموت.
شفتي ياأبنتي ....أن كل واحد يتكلم لغة مختلفة, ناس عربي وناسسويدي وناس هندي وناس صومالي, كل هذول الناس هو الله الذي خلقهم وقرر مثلاً, أن هذا يولد بالصومال, وأنا بالعراق وأنت بالسويد. ولذلك ياأبنتي ,
الواحد لمن يفكر بالطريقة هذه, لازم يخاف ويرجف من الله. 
وعندما كبرت الطفلة وكبرت معها أختها تبارك , أخذت الأسئلة طابعاً آخراً في المعرفة بالله ,
وخصوصُا بعد سرد الأم وتعليم البنات قصة الأسراء والمعراج.
والتي كان أثرها كبيراً في نفوس البنات عن رب العزة والعرش
فكان الحوار متشعباً وبأسئلة منوعّة عن الموت والجنة والنار
ونقتطف بعض هذه الأسطر من السؤال عن الله.
روح وريحان- ماما ..هل نرى الله؟
- أن شاء الله ياأبنتي , فقط المؤمنون الصادقون الذين يحبون الله ,هم الذين يرون الله وفي الآخرة,
وربما يراه, فقط المؤمنون جداً في أحلامهم . لذا ياأبنتي كلما أحب الأنسان الله وبصدق, يعني يحبه بكلامه وفعاله ,أحبه الله
وأذا أحبه الله ,
أدخله الله الجنّة, وعندها قد يشوف الله , أن أراد الله.
تبارك- لماذا لانستطيع أن نرى الله؟
- حبيبتي, الله عظيم وعظيم جداً. وفي القرآن مكتوب أنه نبي الله موسى(ع) سأل الله أنه يريد أن يراه؟ فقال له الله سأظهر ولكن أنظر للجبل ,.... وأكملت القصة , بأن الجبل خرّ ولم يتحمل الرهبة والخشوع من عظمة الله
(سبحانك ماأعظمك وأجلّك)
وأن نبي الله موسى وهو نبي والله يحبه وهو الوحيد الذي كلّم الله ونسميه ,وقلت لكم في قصته.... كليم الله
لم يستطع أن ينظر إلى الله, وفقد الوعي وطاح على الأرض مغمي عليه , وهو المؤمن
فكيف يظهر الله للناس أذا كانت الأنبياء لم تقدر أن تراه!!!!!
(للتنويه: هذه الاسئلة حدثت في المدينة القديمة)
وهناك أسئلة لأحداث أخرى قد يورد ذكرها لاحقاً لما يحمله السؤال من معنى بخصوصها.
 
لقد كان لمعنى التفكر بالله وعظمته الفعل ألأكبر في خلق حجاب للنفس
وتقويمها وتوثيق خطواتها على دربه النّير والمبارك.
أذ أن حجاب الجسد لايمكن تعزيزه والأفتخار به قبل تعزيز حجاب النفس وتهذيبها.
وحتى نتعلم ونتعرف ونعززّ حجاب النفس كان لابد من تعليم الأخلاق والآداب العامة وضمن سلسلة الحياة اليومية العادية بمختلف أحداثها
وقصصهها التي لاتنتهي, ومنها التالي: قصة .....في مفهوم وعظموّا أنفسكم بالتغافل كانت روح وريحان(قبل حجابها) وعائلتها وفي يوم ما في باص بقصد الذهاب لوجهة معينة. وفي الباص توجد مقاعد منها مايقابل الأشخاص بعضهم البعض ,عند جلوسهم.
وهناك أيضاً مكان تركن فيه العائلة أن كان لديها طفل صغير,عربة الطفل الصغير. فركنت الأم عربة الأخت الثالثة , الصغيرة والأخيرة
لها وجلست بجانبها.
وفجأة ودون سابق أنذار تهجمت أمرأة أجنبية ومن أهل البلد, لاتعرفها العائلة ولو حتى بالشكل بالكلام السيء.
ومما يُحمد الله عليه أن المرأة كانت تجلس خلف الأم وروح وريحان.
فلم تنبس الأم بشفة. مما زاد غضب المرأة التي بدأت تنقر على أكتاف الأم ومن الخلف. فألتفت الأم أليها فقط برأسها لترى من هذه وماشكلها؟ فوجدتها أمرأة ذات لباس مبهذل وقد تجاوز عمرها الخمسين حسب تقديرها وتحمل بيدها زجاجة المنكر, والعفو لله.
فأدركت الأم ماتعانيه المرأة ومن أمثالها,
وكانت الأم قد عرفت للبنات أن المنكر أسمه المخبّل ( المجنون) ولا يشربه ألا المخابيل (المجانين). وأنهم مجانين لأن ليس لديه عقل ولو كان لهم عقل لما...عصوا الله.
وأستمرت المرأة في غيّها ولم تكف وكل من في الباص ينظر.
فأطرقت الأم برأسها , فلاحظت روح وريحان حرج أمها فدار بينهما هذا الحوار;
الطفلة- ماما, هاي شبيها ؟ ماما, لماذا لاتردي عليها؟
الأم- حبيبتي, الأكرم لنا أن نعتبر نفسنا وكأننا لم نسمع شيئاً.
الطفلة- لماذا ياأمي؟
الأم- بس نرّد عليها بكلمة فقد نكون قد رخصّنا أنفسنا ونزلنا ألى مستواها. وتذكرّي أنني علمّتك أن هؤلاء مجانين ولايخافون الله.
ولايصح لمثلنا أن نرّد عليهم.
فسكتت الطفلة ,وسمعت المرأة الحوار الذي لم تفهم منه حرفاً, لأنه كان باللغة العربية, فزاد جنونها وبدأ يعلوا صوتها.
فبدأ الناس يحرجون المرأة بنظراتهم وأستهجانهم لها, فقطعت حديثها ونزلت عند أول محطة نزول قادمة وتهذو بكلام,غاضبة
فأستحمدت الأم ربّها و أستغلت الفرصة للشرح وتعليم الطفلة أن بسكوتهم قد أثابهم الله بأن جعلها هذه المرأة هي من تنزل وغاضبة. وأستمرت الأم دائماً بتذكير الطفلة وأخواتها بعبادة السكوت وكتم الغيض, وأن لازالت من العبادات الصعبة ولكن ماقالته لها دوماً
أن من يحب الله فسيدافع عنه الله
كان هو المسكن والشافع في تحملها.
هذا ما سردناه لكم من حصة هذه المرة, وسنكمل بعون الله باقي القصص في المرة والمرات القادمة
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي ودعواتي للجميع بالموفقية لأن يحبنا
الله ويرضا عنّا.
ودمتم بألف خير ورضوان من الله ربّ العزة والأكرام
 
اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانه .
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
 
نسألكم الدعاء
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا فقل للشامتين بنا افيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا إذا ما الموت رفع عن أناس * بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها. يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر، وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....
|