قال أمير المؤمنين (ع) لاتكن ممن .................
ويرجو التوبة ..........
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
جاء رجل وقال لامير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه ياامير المؤمنين عظني((انصحني))
فقال أمير المؤمنين (ع) : لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير العمل ، ويرجئ التوبة بطول الأمل ، يقول في الدنيا بقول الزاهدين ، ويعمل فيها بعمل الراغبين ، إن أُعطي منها لم يشبع ، وإن مُنع منها لم يقنع ، يعجز عن شكر ما أوتي ، ويبتغي الزيادة فيما بقي ، ينهى ولا ينتهي ، ويأمر بما لا يأتي ، يحب الصالحين ولا يعمل عملهم ، ويبغض المذنبين وهو أحدهم ، يكره الموت لكثرة ذنوبه ، ويقيم على ما يكره الموت له.
إن سقم ظلّ نادماً ، وإن صحّ أمن لاهياً ، يعجب بنفسه إذا عوفي ، ويقنط إذا ابتلي ، إن أصابه بلاء دعا مضطراً ، وإن ناله رخاء أعرض مغترّاً ، تغلبه نفسه على ما يظنّ ولا يغلبها على ما يستيقن ، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ، ويرجو لنفسه بأكثر من عمله ، إن استغنى بطر وفتن ، وإن افتقر قنط ووهن ، يقصّر إذا عمل ، ويبالغ إذا سأل ، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية ، وسوّف التوبة ، وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة ، يصف العبرة ولا يعتبر ، ويبالغ في المواعظ ولا يتّعظ ، فهو بالقول مدلٌّ ، ومن العمل مقلٌّ ، ينافس فيما يفنى ، ويسامح فيما يبقى ، يرى الغنم مغرماً ، والغرْم مغنماً.
يخشى الموت ، ولا يبادر الفوت ، يستعظم من معصية غيره ما يستقلّ أكثر منه من نفسه ، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره ، فهو على الناس طاعن ، ولنفسه مداهن ، اللغو مع الأغنياء أحبّ إليه من الذكر مع الفقراء ، يحكم على غيره لنفسه ، ولا يحكم عليها لغيره ، يرشد غيره ويغوي نفسه ، فهو يطاع ويعصِي ، ويستوفي ولا يوفّي ، ويخشى الخلق في غير ربّه ، ولا يخشى ربّه في خلقه