بكت عند الوفاة حزناً على زوجها
وعن جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال: ماتت " فاطمة " ( عليها السلام ) مابين المغرب
والعشاء . وعنه ( عليه السلام ) : لما حضرت " فاطمة " الوفاة بكت ، فقال لها أمير المؤمنين :
ياسيدتي مايبكيك ؟ قالت : أبكي لما تلقى بعدي . قال لها : لاتبكي فوالله إن ذلك لصغير عندي في ذات
الله . قال : وأوصته أن لايؤذن بها الشيخين ففعل .
10- مارأته في منامها قبل موتها :
عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام )قال : لما قبض رسول الله (ص) ما ترك إلا الثقلين :
" كتاب الله وعترته أهل بيته "
وكان قد أسر إلى " فاطمة " ( صلوات الله عليها )أنها لاحقة به ، وأنها أول أهل بيته لحوقاً .
قالت : بينا أني بين النائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيام ، إذ رأيتكأن أبي قد أشرف " علي " فلما
رأيته لم أملك نفسي أن ناديت : يا أبتاه ، انقطع عنا خبر السماء ، فبينما أنا كذلك إذ أتتني الملائكة
صفوفاً يقدمها ملكان حتى أخذاني فصعدا بي إلى السماء ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بقصور مشيدة
وبساتين وأنهار تطرد ، وقصر بعد قصر ، وبستان بعد بستان ، وإذا قد اطلع علي من تلك القصور
جواري ، كأنهن اللعب ، فهن يتباشرون ويضحكن إلي ويقلن : مرحباً بمن خلقت الجنة وخلقنا من
أجل أبيها . فلم تزل الملائكة تصعد بي حتى أدخلوني إلى دار فيها قصور ، في كل قصر من البيوت
مالا عين رأت ، وفيها من السندس والإستبرق على الأسرة الكثير .، وعليها ألحاف من ألوان
الحرير والديباج ، وآنية الذهب والفضة .، وفيها موائد عليها من ألوان الطعام ، وفي تلك الجنان
نهر مطرد أشد بياضاً من اللبن ، وأطيب رائحة من المسك الأذفر . فقلت : لمن هذه الدار ؟ وما هذا
النهر ؟ فقالوا : هذه الدار الفردوس الأعلى الذي ليس بعده جنة ، وهي دار أبيك ومن معه من
النبيين ، ومن أحب الله . قلت : فما هذا النهر ؟ قالوا: هذا الكوثر الذي وعده أن يعطيه إياه .
فقلت : فأين أبي ؟ قالوا : الساعة يدخل عليك . فبينما أنا كذلك إذ برزت لي قصور هي أشد بياضاً
وأنور من تلك ، وفرش هي أحسن من تلك الفرش ، وإذا أنا بفرش مرتفعة على أسرة ، وإذا أبي
جالس على تلك الفرش ، ومعه جماعة ، فلما رآني أخذني فضمني ، وقبل مابين عيني ، وقال :
مرحباً بابنتي ، وأخذني وأقعدني في حجره ثم قال لي : ياحبيبتي ، أما ترين ما أعد الله لك وما تقدمين
عليه ؟ فأراني قصوراً مشرقات ، فيها ألوان الطرائف والحلي والحلل . وقال : هذه مسكنك ومسكن
زوجك وولديك ، ومن أحبك وأحبهما ، فطيبي نفساً ، فإنك قادمة علي إلى أيام . قالت : فطار قلبي
واشتد شوقي ، وانتبهت من رقدتي مرعوبة .
قال أبو عبدالله : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فلما انتبهت من مرقدها صاحت بي ، فأتيتها
فقلت لها : ماتشتكين ؟ فخبرتني بخبر الرؤيا ، ثم أخذت علي عهداً لله ورسوله : أنها إذا توفيت لا
أُعلم أحداً إلا أُم سلمة زوجة رسول الله (ص) وأُم أيمن وفضة ، ومن الرجال : إبنيها وعبدالله بن
عباس وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد وأبو ذر وحذيفة . وقالت : إني أحللتك من أن
تراني بعد موتي ، فكن مع النسوة فيمن يغسلني ، ولا تدفني إلا ليلاً ، ولا تعلم أحداً قبري .
فلما كانت الليلة التي أراد الله أن يكرمها ويقبضها إليه ، أقبلت تقول : وعليكم السلام ، وهي تقول
لي : يابن عم ، قد أتاني جبرائيل مسلماً وقال لي : السلام يقرأ عليك السلام ياحبيبة حبيب الله ،
وثمرة فؤاده ، اليوم تلحقين به في الرفيع الأعلى وجنة المأوى . ثم انصرف عني ، ثم سمعناها
ثانية تقول : وعليكم السلام ، فقالت : يابن عم ، هذا - والله - ميكائيل وقال لي كقول صاحبه .
ثم تقول : وعليكم السلام ، ورأيناها قد فتحت عينيها فتحاً شديداً .، ثم قالت : يابن عم ، هذا - والله -
الحق ، هذا عزرائيل ، قد نشر جناحه بالمشرق والمغرب ، وقد وصفه لي أبي وهذه صفته ، فسمعناها
تقول : وعليك السلام يا قابض الأرواح ، عجل بي ولا تعذبني . ثم سمعناها تقول : إليك ربي لا
إلى النار .، ثم غمضت عينيها ، ومدت يديها ورجليها كأنها لم تكن حية قط .
11- عن ابن عباس ، قال : رأت " فاطمة " في منامها النبي (ص) قالت :
فشكوت إليه مانالنا من بعده . قالت : فقال لي رسول الله (ص) : لكم الآخرة التي أُعدت للمتقين ،
وإنك قادمة علي عن قريب .
12- سلامها على جبرائيل عند احتضارها :
عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) : أن " فاطمة " بنت رسول الله (ص)
لما احتضرت نظرت نظراً حاداً ثم قالت : السلام على جبرائيل ، السلام على رسول الله .،
اللهم مع رسولك ، اللهم في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام . ثم قالت : أترون ما أرى ؟
فقيل لها : ما ترين ؟ قالت : هذه مواكب أهل السماوات ، وهذا جبرائيل ، وهذا رسول الله ، ويقول :
يا بنية أقدمي ، فما أمامك خير لك .