عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-2010, 10:40 PM   #6
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم


هناك مجموعة أهداف مهمة كانت وراء طلب الزهراء لحقها :

أولاً : أرادت الزهراء استرجاع حقها المغصوب ، وهذا أمر طبيعي لكل إنسان غصب حقه أن يطالب

به بالطريق المشروعة .

ثانياً : كان الحاكم قد استولى على جميع الحقوق السياسية والاقتصادية لبني هاشم ، وألغى جميع

امتيازاتهم المادية والمعنوية ، فهذا عمربن الخطاب يقول لابن عباس : أتدري مامنع قومكم ( أي

قريش ) منكم بعد محمد (ص) ؟ كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحا

بجحا ، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت هذا بالنسبة للخلافة . وبالنسبة للأموال فقد منعوا

بني هاشم فدك والميراث والخمس . أي سهم ذوي القربى . واعتبروهم كسائر الناس .

وجعلت الزهراء من نفسها مطالبة بحق بني هاشم وحقها ، ومدافعة عنهم اعتمادا على فضلها

وشرفها وقربها من رسول الله (ص) .

ثالثاً : استهدفت الزهراء من مطالبتها الحثيثة بفدك فسح المجال أمامها للمطالبة بحق زوجها

والواقع أن فدك صارت تتمشى مع الخلافة جنبا الى جنب ، كما صا لها عنوان كبير وسعة في المعنى

فلم تبق فدك قرية زراعية محدودة بحدودها في عصر الرسول ، بل صار معناها الخلافة والرقعة

الاسلامية بكاملها . ومما يدل على هذا تحديد الائمة لفدك فقد حدها " علي " ( عليه السلام ) في

زمانه بقوله : حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة

الجندل . وهذه الحدود التقريبية للعالم الاسلامي آنذاك . أما الإمام الكاظم فقد حدها للرشيد بعد أن

ألح عليه الرشيد أن يأخذ فدكا ، فقال له الإمام : ما آخذها إلا بحدودها ، قال الرشيد : وما حدودها ؟

قال: الحد الأول عدن ، والحد الثاني سمرقند ، والحد الثالث أفريقية ، والحد الرابع سيف البحر

مما يلي الخزر وأرمينية ، فقال له الرشيد : فلم يبق لنا شيء فتحول في مجلسي ( أي أنك طالبت

بالرقعة الإسلامية في العصر العباسي بكاملها ) . فقال الإمام : قد أعلمتك أني إن حددتها لم تردها .

ففدك تعبير ثان عن الخلافة الإسلامية ، والزهراء جعلت فدكا مقدمة للوصول إلى الخلافة ،

فأرادت استرداد الخلافة عن طريق استرداد فدك . ومما يدل على هذا تصريحات الزهراء في خطبتها

بحق " علي " وكفاءته وجهاده ، فهي القائلة في خطبتها الكبيرة التي ألقتها في مسجد رسول الله

" فأنقذكم الله بأبي محمد بعد اللتيا والتي وبعد ان مني ببهم الرجال ،وذؤبان العرب ، ومردة اهل

الكتاب ، كلما اوقدوا ناراً للحرب اطفأها الله ، اونجم قرن للشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين

قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصة ، ويخد لهبها بسيفه ، مكدوداً في

ذات الله ، ومجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله (ص) ، سيداً في أولياء الله ، مشمراً ناصحاً ،

مجداً كادحاً ....

رابعاً : أرادت الزهراء ( عليها السلام ) بمنازعة أبي بكر اظهار حاله وحال اصحابه للناس ،

وكشفهم على حقيقتهم ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيي من حي عن بينة ، وإلا فبضعة الرسول

أجل قدرا وأعلى شأنا من أن تقلب الدنيا على أبي بكر حرصا على الدنيا ، ولا سيما أن النبي (ص)

اخبرها بقرب موتها وسرعة لحاقها به ولذا لم ينهها " علي " ( عليه السلام ) عن منازعة أبي

بكر في فدك وهو القائل : " وما اصنع بفدك وغير فدك ، والنفس مكانها في غد جدث "

قال ابن أبي الحديد : قلت لمتكلم من متكلمي الإمامية يعرف بعلي ابن تقي من بلدة النيل : وهل

كانت فدك إلا نخلا يسيرا وعقارا ليس بذلك الخطير ؟ فقال لي : ليس الأمر كذلك ، بل كانت جليلة جدا

وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة الآن . ( أي في القرن السادس الهجري ) وما قصد أبو بكر

وعمر بمنع " فاطمة " عنها إلا ألا يتقوى بحاصلها وغلتها على المنازعة في الخلافة ، ولهذا اتبعا

ذلك بمنع " فاطمة " و " علي " وسائر بني هاشم وبني المطلب حقهم في الخمس ، فإن الفقير

الذي لامال له تضعف همته ، ويتصاغر عند نفسه ، ويكون مشغولاً بالاحتراف والاكتساب عن طلب

الملك والرئاسة .

وقال الإمام الصادق للمفضل بن عمر : " لما بويع أبو بكر أشار عليه عمر أن يمنع " علياً "

وأهل بيته الخمس والفيء وفدكا ، فإن شيعته إذا علموا ذلك تركوه وأقبلوا إليك رغبة في الدنيا ،

فصرفهم أبو بكر عن جميع ماهو لهم " . قال المحقق الفاضل الألمعي عبد الزهراء عثمان محمد:

ربما يعترض البعض على موقف " فاطمة " فيقول: لماذا إذن تقف " فاطمة " هذا الموقف الصلب

في مطالبتها بفدك ، فلولم يكن هناك هدف آخر تبتغيه من ورائه ، لما طالبت هذه المطالبة الحقيقية

به . ولأجل أن نبرز الحقائق التي دفعت الصديقة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) للمطالبة

بفدك نضع أمامنا النقاط الآتية :

1- انها ( عليها السلام ) رأت أن تأميم فدك قد هيأ لها فرصة ذهبية في الادلاء برأيها حول الحكومة

القائمة ، وكان لابد أن تدلي بتصريحاتها أما الجماهير ، وقد هيأت لها قضية فدك هذه الملابسات

المناسبة ، فحضرت دار الحكومة في المسجد النبوي وألقت بتصريحاتها التي لا تنطوي على أي

لبس أو غموض .

2- تبيان أحقية " علي " في قيادة الأمة بعد رسول الله (ص) وقد تجلى ذلك في خطبتها التي ألقتها

في مسجد أبيها (ص) على مسمع ومرأى من المسلمين وبضمنهم الحكومة الجديدة ، فكان من بعض

أقوالها : " أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ " وقولها : " وأبعدتم

من هو أحق بالبسط والقبض " . حيث أوضحت أن " علياً " ( عليه السلام ) أعلم الناس بعد محمد

(ص) بمعرفة الرسالة وأحكامها وقوانينها ، وهو لذلك أحق برعاية شؤون الأمة التي صنعها الوحي

المقدس .

3- كشف ألاعيب الحكومة الجديدة على الشرع المقدس ، واجتهاداتهم التي لاعلاقة لها بأهداف

الرسالة ... وهذه: النقاط الثلاث هي التي استهدفتها " فاطمة " ( عليها السلام ) في مطالبتها

الحثيثة بفدك ، ليس غير ، وليس لها وراء ذلك هدف مادي رخيص ، كما يعتقد البعض من مؤرخي

حياتها ، فهي - لعمر الحق - قد تصرفت مامن شأنه أن يحفظ الرسالة من شبح الانحراف الذي تبأت

بوقوعه بعد إنتخاب الحكومة الجديدة ، فاتخذت من فدك خير فرصة لخدمة المبدأ ، وإلقاء الحجة

على الأمة تأدية للمسؤلية ، ونصرا للرسالة ، وحفظا لبيضة الإسلام .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس