بسم الله الرحمن الرحيم
" عدد المرات التي ضربها عمر "
إن عمر الذي لم يحدثنا التاريخ ، ولا في رواية واحدة أنه قد قتل كافراً أو مشركاً طيلة غزوات
المسلمين في صدر الإسلام ، أو في خلافته ، سوى الأسير الذي أسره المسلمون - وليس هو - فقتله .
ويشهد لذلك مخاطبة خالد بن سعيد بن العاص له ، وهو من المنكرين على أبي بكر بيعته عندما تكلم
بكلام يوم الجمعة ، فقال عمر : أسكت ، فلست من أهل المشورة . فقال - خالد بن سعيد - : بل
أسكت أنت يابن الخطاب ، فإنك تنطق بغير لسانك ؟! وتفوه بغير قول ، وإنك لجبان في الحرب ،
ما وجدنا لك في قريش فخراً .
ولم يعرفنا التاريخ من شجاعة ابن صهاك سوى اقتراحات جبانة في يوم بدر أعرض النبي (ص)
عنه بسببها وفرار يوم اُحد ، وجبن ذريع وخوف حينما عبر ابن عبدود الخندق ، وانهزم وفشل حين
أخذ الراية يوم خيبر حيث رجع يجبن أصحابه ويجبنونه وكل ذلك مذكور في الكتب المعتبرة عند
المسلمين . فمتى كان عمر فارساً مقداماً ؟! أظهر قوته يوم هتك حريم دار " فاطمة " ( صلوات الله
عليها ) ، وفعل ما فعل حتى سطرها على عينها الشريفة فاحمرت وازدادت احمراراً .
ومما استفاضت به الروايات أن عمر لم يعتد على الزهراء الحوراء ( عليها السلام ) مرة واحدة
فقط ، بل إنما تلتها اعتداءات ، ومن تلك التجاوزات والاعتداءات :
1- يوم هجم مع مجموعة من المنافقين على دار الرسالة والوحي لأخذ البيعة من الإمام أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) حيث ضرب عمر برجله الباب فعصر " فاطمة " ( عليها السلام ) ،
خلفها ، ورفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها ، ورفع السوط فضرب به ذراعها و .....
2- يوم مطالبتها ( عليها السلام ) بفدك : فلقيها عمر فقال: يابنت محمد ؟!
ماهذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت:كتاب كتبه لي أبو بكر برد فدك ، فقال: هلميه إلي ، فأبت أن تدفعه
إليه . فرفسها برجله وكانت حاملة .. ثم لطمها ..... ثم أخذ الكتاب فخرقه . وإليك الفصيل
الهجوم على بيت الزهراء :
تفسير العياشي : عن عمرو بن أبي المقداد ، عن أبيه ، عن جده : ما ـى علي يوم قط أعظم من
يومين أتيا علي : فأما اليوم الأول : فيوم قبض رسول الله (ص)
وأما اليوم الثاني : فوالله إني لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر والناس يبايعونه ،
إذ قال له عمر: ياهذا ، ليس في يديك شيء مهما لم يبايعك " علي " .
فابعث إليه حتى يأتيك يبايعك ، فإنما هؤلاء رعاع . فبعث إليه قنفذ ، فقال له : اذهب فقل " لعلي " :
أجب خليفة رسول الله (ص) . فذهب قنفذ فما لبث أن رجع ، فقال لأبي بكر: قال لك : ماخلف رسول
الله ( ص)أحداً غيري ، قال: ارجع إليه فقل: أجب فإن الناس قد أجمعوا على بيعتهم إياه ، وهؤلاء
المهاجرين والأنصار يبايعونه وقريش ، وإنما أنت رجل من المسلمين ، لك مالهم ، وعليك ما عليهم .
فذهب إليه قنفذ فما لبث أن رجع ، فقال: قال لك : إن رسول الله (ص) قال لي وأوصاني أن - إذا
واريته في حفرته - لا أخرج من بيتي حتى أُؤلف كتاب الله ،فإنه في جرائد النخل ، وفي أكتاف الإبل
قال عمر: قوموا بنا إليه . فقام أبوبكر ، وعمر ، وعثمان ، وخالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ،
وأبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وقنفذ ، وقمت معهم . فلما انتهينا إلى الباب
فرأتهم " فاطمة " ( عليها السلام ) أغلقت الباب في وجوههم وهي لاتشك أن لا يدخل عليها إلا
بإذنها ، فضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف -ثم دخلوا فأخرجوا " علياً " ( عليه
السلام ) ملبباً . فخرجت " فاطمة " ( عليها السلام ) فقالت: يا أبابكر ، أتريد أن ترملني من زوجي
- والله - لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولاشقن جيبي ، ولاتين قبرأبي ، وأصيحن إلى ربي .
فأخذت بيد " الحسن والحسين " ( عليهما السلام ) ، وخرجت تريد قبر النبي (ص) . فقال " علي "
( عليه السلام ) لسلمان: إدرك إبنة محمد (ص) فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان .
والله إن نشرت شعرها ، وشقت جيبها ، واتت قبر أبيها ، وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن
تخسف بها ( وبمن فيها ) ، فأدركها سلمان رضي الله عنه ، فقال: يابنت محمد ، إن الله إنما بعث
أباك رحمة ، فارجعي . فقالت: ياسلمان ، يردون قتل " علي " ما على " علي " صبر ، فدعني
حتى آتي قبر أبي فأنشر شعري ، وأشق جيبي ، وأصيح إلىربي ، فقال سلمان: إني أخاف أن تخسف
بالمدينة ، و " علي " ( عليه السلام ) بعثني إليك ، ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك ، وتنصرفي .
فقالت: إذاً أرجع ، وأصبر ، وأسمع له ، وأُطيع . قال: فأخرجوه من منزله ملبباً ، ومروا به على
قبر النبي (ص) قال: فسمعته يقول: يـ ( ابن أم إن القوم استضعفوني ) إلى آخر الآية .
وجلس أبو بكر في سقيفة بني ساعدة ، وقدم " علي " فقال له عمر: بايع . فقال له " علي "
( عليه السلام ): فإن أنا لم أفعل ، فمه ؟ فقال له عمر: إذاً أضرب والله عنقك . فقال له " علي "
( عليه السلام ) : إذاً - والله - أكون عبد الله المقتول ، وأخا رسول الله . فقال عمر: أما عبد الله
المقتول فنعم ، وأما أخورسول الله فلا - حتى قالها ثلاثاً - فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل
مسرعاً يهرول ، فسمعته يقول: ارفقوا بابن أخي ، ولكم علي أن يبايعكم ، فأقبل العباس وأخذ بيد
" علي " ، فمسحها على يد أبي بكر ، ثم خلوه مغصباً ، فسمعته يقول - ورفع رأسه إلى السماء :
اللهم إنك تعلم أن النبي (ص) قد قال لي : إن تموا عشرين فجاهدهم ، وهو قولك في كتابك ( إن يكن
منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) . قال: وسمعته يقول: اللهم وإنهم لم يتموا عشرين - حتى
قالها ثلاثاً - ثم انصرف .