بسم الله الرحمن الرحيم
أسئلة مهمة
س1 : ما المانع من البيعة اذا كانت تقية لحفظ الدين وحقن الدماء وقد تعرض أمير المؤمنين إلى
ضغوط وتهديدات بالقتل ؟
ج1 : ان اغتصاب الخلافة بالطابع الاقتحامي وذلك دون كفاءة تؤهلهم لهذا المنصب كان أكبر إنحراف
أصاب الأمة وليس هناك ماهو أقبح منه إلا جرى على " علي " و " فاطمة " ( عليهما السلام )
لإخضاع الإمام ( عليه السلام ) وتركيعه أمام الأمر الواقع ، بايع أمير المؤمنين أو لم يبايع فان
القوم تأمروا على الناس فبيعته ( عليه السلام ) لاتغير شيء ، واذا كانت كذلك فلماذا يبايعهم إذن ؟
فعدم البيعة هو الأقرب إلى سلوك الامام " علي " ( عليه السلام ) وإن قلتم أنه بايع خوفاً من القتل
نقول: كلا لم يعُرف عن الامام " علي " الخوف أبداً وكيف يخاف وهوالذي ماقام الاسلام إلا بسيفه
وهو القائل ( وان اسكت يقولوا جزع من الموت هيهات هيهات ... والله لابن أبي طالب آنس بالموت
من الطفل لثدي أمه ) . بل نقول انهم لا يجازفون في قتل أمير المؤمنين . والسبب في ذلك :
لأنهم في بداية حكمهم ماكانوا يريدون التورط في إراقة دم طاهر ثقيل الوزن عند الله وعند الناس
ألا وهودم " علي " ( عليه السلام ) لأن في ذلك كان تمام المواجهة مع بني هاشم وهذا يعني
انتهاءهم ، ولذلك نرى عمر يعترض على خالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة وقال لأبي بكر :
ان خالداً قتل رجلاً مسلماً . فقد كانوا في أمس الحاجة إلى كسب الناس واستتاب الأمن . ثم انهم
يعلمون أنهم لو قتلوا " علياً " يكونون قد قطعوا رأس الأمة ولصارت جسداً بلا روح فعادت إلى
الجاهلية مع أنهم يريدون أن يحكموا بإسم الاسلام أولاً وحاجتهم إلى علم " علي " ثانياً .
س2 : كيف تفسر النصوص اللفظية التي نُقلت عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ظاهرها صريح
بالبيعة ؟
ج2 : والجواب على ذلك : على فرض صحة تلك النصوص نقول أنها كانت من باب التورية ،
فالرجل الحكيم يصح له أن يضمر شيئاً في قلبه ويصرح بظاهرٍ مخالف من أجل مصلحة وباب التورية
باب مفتوح للموارد الهامة كما ورد في قوله تعالى في قصة ابراهيم الخليل ( عليه السلام )
( قالوا من فعل هذا بآلهتنا ... إلى قوله أأنت فعلت هذا قال بل فعله كبيرهم فسالوهم ان كانوا
ينطقون ) وفي قصة يوسف ( عليه السلام ) ( أيتها العير انكم لسارقون ) قال الامام الصادق ( عليه
السلام ) : " ما سرقوا وما كذب يوسف فإنما عني سرقتم يوسف من أبيه من قبل " . وهكذا
ألامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لعله مارس التورية في بعض أقواله ان كانت قطعية الصدور
فان قيل: كونها تورية في مجالس محدودة لا يغير من الأمر شيئاً فهو قد قال مافي صالح مخالفيه ،
لأن السامع له إما من أوليائه فلا توريه ، وإما من المخالفين فهو يكون قد أعطاهم المبرر ليقولوا
عنه بأنه قد بايع !
قلنا : لاشك أن التورية تكون مع المخالفين ، ولكنهم ماكانوا يؤثرون في الواقع الاجتماعي والسياسي
شيئاً اذا مانقلوا عن الامام قوله بالبيعة ، ذلك لأن الذين كانوا يعرفون الامام كانوا يعرفون موقفه
المبدئي وأن التورية جائزة لابتغاء المصالح الكبرى . كما حصل مثل ذلك أيام الامام الصادق
( عليه السلام ) عندما دخل عليه رجل وسأله عن رؤيا ، فطلب الامام من أبي حنيفة أن يفسر له
رؤياه فلما فسرها قال له الامام ( عليه السلام ) : أصبت ! ولما خرج أبو حنيفة سأله بعض أصحابه
عن ذلك فقال الامام ( عليه السلام ) : عنيتُ أنه أصاب الباطل !
فهذه التورية لم تؤثر في رصيد الامام ولم ترفع من رصيد أبي حنيفة وكذلك القول في تورية أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) وغيرها في حياة الأئمة .
س3- : قولكم أن " علياً " عمل بالتورية يصادر ما أراد تثبيته ( عليه السلام ) من الموقف الصلب
وإظهار إبائه وعدم موافقته لأبي بكر وعمر ، لأن ظاهر التورية يتفق مع البيعة .
ج3- : انه لم يصرح بالبيعة - التورية - من على المنبر أو في مجلس عام مما يستدعي مصادرة
هدفه وإنما الشواهد التاريخية - على تقدير صحتها - تذكر بعض الموارد التي تكلم أو صرح فيها
بالبيعة في مواضع خاصة ومع أناس محدودين ولعل الداعي لمثل هذه التصريحات - التورية - وغاية
مايمكن قوله هو أن الامام ( عليه السلام ) اذا كان قد صدر منه تصريح بالبيعة فانما في أماكن كان
يريد فيها حقن الدماء والحيلولة دون حصول فتنة أكبر مما وقعت الأمة فيها وللمحافظة على وحدة
الأمة .