بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تكون شورى وقد إختار عمر ستة أفراد ؟
حتى إذا مضى عمر إلى سبيله جعلها في جماعة ، أ حدهم " علي بن أبي طالب" ( عليه السلام )
فكيف تكون شورى بين المسلمين وهم جماعة قليلة معدودة مكونة من ستة أفراد ، وكيف يقارن
أفضل الخلق بعد رسول الله (ص) هم وهو أعلمهم وأفقههم وأقربهم من رسول الله (ص) بهم
وهو أعلمهم وأفقههم وأقربهم من رسول الله (ص) .
ومهما يكن من شيء فقد استدعى عمر بن الخطاب قبيل وفاته " علي بن أبي طالب " وعثمان بن
عفان وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام وقال لهم : اذا مت
تشاوروا ثلاثة أيام ، وليصل بالناس صهيب ، ولا يأتين اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم ، وليحضر
عبدالله بن عمر مشيراً ... وطلحة بن عبدالله شريككم في الأمر ، فإن قدم الثلاثة فأحضروه أمركم .
وقال لأبي طلحة الأنصاري : إختر خمسين رجلاً من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا
رجلاً منهم . وقال للمقداد بن الاسود : إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط في بيت
حتى يختاروا رجلاً منهم .. فإن اجتمع خمسة وأبى واحد فأشرخ رأسه بالسيف . وإن اتفق أربعة
وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما . وإن رضى ثلاثة رجلاً وثلاثة رجلاً ، فحكموا عبدالله بن عمر ،
فإن لم يرضوا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف . واقتلوا الباقين إن رغبوا عما
اجتمع عليه الناس . فلما مات عمر وأخرجت جنازته صلى عليه صهيب ، فلما دفن جمع المقداد
أصحاب الشورى ... وطلحة غائب ... فقال عبدالرحمن: أيكم يخرج منها نفسه .. على أن يوليها
أفضلكم ؟ فلم يجبه أحد ، فقال: فأنا أنخلع منها ، فقال عثمان : أنا أول من رضي ، وقال القوم:
قد رضينا ، و " علي " ساكت ، فقال: ما تقول يا أبا الحسن ؟ قال: أعطني موثقاً لتؤثرن الحق
ولاتتبع الهوى ، ولا تخص ذا رحم ، ولا تألوا الأمة نصحاً . فأعطاه الموثق المطلوب .
وبعد نقاش طويل بين الحاضرين نظر ابن عوف إلى " علي بن أبي طالب " وقال: أبايعك على كتاب
الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر ، فقال " علي " بل على كتاب الله وسنة رسوله
واجتهاد رأيي . فعدل عنه إلى عثمان ، فعرض عليه ذلك ، فقال ، نعم ، فعاد على " علي " ، فأعاد
قوله .. فعل ذلك عبدالرحمن ثلاثاً . فلما رأى " علياً" غير راجع عما قاله ، وأن عثمان ينعم
بالاجابة ، صفق على يد عثمان وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين .. ويقال: إن " علياً " قال:
والله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه . فهل فعل ذلك عبدالرحمن عفواً
أم انه أمر مبيت قبل الاجتماع ؟ !
أليس القصد من وضعه شرط اتباع سيرة الشيخين يتضمن سلماً إخراج " علي " من الموضوع
مع أم موضوع الشورى مع هذا يحتاج مناقشة وتدقيق . ومع قناعة المخالفين لأمر رسول الله (ص)
بأن ما فعلوه كان لمصلحتهم وفائدتهم إلا أنهم كانوا يعلمون أنهم ليسوا أهلاً للخلافة والتي لا تكون
إلا بأمر من الله عزوجل لأنه أعلم بأمور عباده ، فاختيار الأنبياء وأوصياءهم منه عزوجل لأن
أمر الدين والأحكام الالهية بيده تعالى ، فهو يعين من البشر مايشاء لأنه أعلم بهم . فهذا عمر بن
الخطاب يقول في بيعة أبي بكر أنها كانت فلتة وقي الله شرها .
هل بايع الإمام علي ( عليه السلام ) ؟
يقول أحد المفكرين : نريد أن نقف مع القارئ على حقيقة تاريخية قد غفل عنها أغلب المسلمون
ولا أدري لماذا أهملها المؤرخون والمحققون ، بل قد تسالمها الكتاب تسالماً طبيعياً ألا وهي قضية
بيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأبي بكر !!
فالأعم الأغلب من كتب المسلمين تذكر أنه بايع تحت ضغوط شديدة وتهديدات بالقتل من قبل أبي
بكر وعمر ، ونؤكد أننا سوف نصل حقيقة ، وهي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم يبايع أبا
بكر بأي شكل من أشكال البيعة لا عن إكراه ولا عن تقية ، ولم ترهبه سيوفهم ولا ضغوطهم أبداً ،
فمن خلال رصيد لا بأس به من القرائن والشواهد نصل إلى القول إلى أنه ( عليه السلام ) لم يبايع
أبداً بل صبر وكف عن القوم .