29-05-2010, 03:21 PM
|
#9
|
~¤ مراقبة سابقة ¤~
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
|
رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وبعد أن أدى رسول الله (ص) واجبه اتجاه هذه الأمة ، جاءت ساعة رحيله من الدنيا ، فمرض
مرضاً شديداً ، وزاد مرضه وعلته ، مارآه من بعض أصحابه حين بدأوا بالتمرد على أوامره ، وعلمه
بأنهم يتحينون الفرصة من أجل الاستيلاء على الأمور بعده ، فذلك يقول له حين طلب من الجالسين
حوله ورقة وقلم كي يكتب لهم كتاب لم يضلوا بعده أبداً ، قال: إنه ليهجر ( أي يهذي ولا يعي مايقول)
وكان (ص) يريد أن يؤكد للناس أن لهذه الأمة خليفة قدعينه في غدير خم وأشار إليه في مواقف
كثيرة وعديدة ، فلا يمكن أن يعُقل أن الرسول الأكرم الذي بين للناس جميع أمور حياتهم حتى ما
يتعلق بملابسهم وأكلهم وشربهم ودخولهم إلى الحمام ، أن يترك أمته العظيمة وهي حديثة عهد
بالإسلام ، تتخبط في اختيار خليفة له ، ولكنهم كانوا يعلمون بما سيكتبه رسول الله (ص) فلذلك
قالوا أنه ليهجر ، أي يهذي ولا يعي مايقول ، وهوالذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
وآخرون يطلب منهم أن يلتحقوا بجيش أسامة بن زيد ( الذي كان يبلغ من العمر 18سنة ) فلم
يلتحقوا بذلك الجيش حتى قال (ص) : لعن الله من تخلف عن جيش أسامة ، حيث كان (ص) يريد
أن يخلي المدينة من الكثير ممن كان يُخشى منهم مخالفة أوامره بعد وفاته ، ولكنهم لم يخرجوا
وبعثوا العيون لكي يتحسسوا حالة الرسول (ص) الصحية . وحين انتقل رسول الله (ص) إلى
رحمة الله الواسعة ، انشغل الإمام " علي " وبني هاشم والناس بتغسيله وتكفينه والحزن عليه ،
وانشغل بعضهم في الاجتماع وبسرعة لتعيين خليفة من بعد رسول الله مخالفةً لأمره في أن يكون
الإمام علي خليفة من بعده . وقد قيل الكثير في هذا الشأن ، ومما نقله التاريخ لنا أن المجتمعين
احتجوا بأنهم فعلوا ذلك بالشورى ، ولكن كيف تكون شورى بين المسلمين وأكثرهم كان غائباً
وكيف تكون شورى وقد عين أبوبكر من بعده عمر خليفة خوفاً من اختلاف المسلمين من بعده ،
فهل يعقل أن يخاف هو من اختلاف المسلمين أكثر من خاتم الأنبياء محمد (ص) ، وكيف تكون
شورى وقد عين عمر قبل وفاته مجموعة قليلة يختار منهم المسلمون واحداً فقط وبشروط معينة .
وأمر مهم آخر!! نقول كيف قامت صيغة القيادة في الشرائع المتقدمة ؟ بعث الله للبشر مائة وأربع
وعشرون نبي ، وصل إلينا معلومات عن مجموعة من الأنبياء ، ولكن لم نجد في التاريخ الانسانية
ولونمودج واحد وفي الوف الأعوام ، تجربة واحدة للشورىفي القيادة بعد النبي ، لم نجد أن أحد
الأنبياء قال: أيها الناس انتخبوا النبي أو الوصي بعدي !!
ولكننا وجدنا في التاريخ الانساني أن تعيين النبي وصي النبي كان يتم من عند الله عزوجل ، هذا
النبي موسى ( عليه السلام ) يقول: ( واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري )
فقال له الله عزوجل: قد أجيب سؤالك ياموسى . فالله عز وجل عين هارون . وفي مكان أخر من
القرأن الكريم وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. وقال
موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح... .
فنجد أن النبي موسى ترك قومه أربعين ليلة وتم يتركهم بدون وصي وخليفة فجعل عليهم أخيه هارون
وهذا التاريخ الاسلامي في زمن الرسول الأكرم (ص) لم يذكر لنا ولا حادثة واحدة كان الرسول يشاور
فيها أصحابه في الأمور المتعلقة بالقيادة, خرج من المدينة عشرات المرات ولم يجمع أصحابه
ويشاورهم فيمن يكون خليفته في المدينة بل كان يعين بنفسه, فلان أنت خليفتي على ذلك الأمر أنت امام
الجماعة , أنت قائد الجيش, فإن قتلت ففلان وإن قتل ففلان.
وكل مخلص ومحق لو تابع حياة الرسول (ص) لعلم أنه (ص) كان يريد أن يكون بعده "علي" خليفة
على المسلمين.
|
|
|