رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
حالها عند مرض أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
عن عبد الله بن عباس قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو يقول: لما أن مرض النبي
المرضة التي قبضه الله فيها دخلت فجلست بين يديه ، ودخلت عليه " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام)
فلما رأت مابه خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على خديها ، فلما أن رآها رسول الله (ص) قال:
مايبكيك يابنية ؟ قالت: وكيف لاأبكي وأنا أرى مابك من الضعف ، فمن لنا بعدك يارسول الله ؟
قال لها (ص): لكم الله ، فتوكلي عليه واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء ، وأمها تك من أزواجهم
يا " فاطمة " أو علمت أن الله تعالى اختار أباك فجعله نبياً ، وبعثه رسولا ، ثم " علياً " فزوجتك
إياه وجعله وصياً ، فهوأعظم الناس حقا على المسلمين بعد أبيك ، وأقدمهم سلماً ، وأعزهم خطراً
وأجملهم خلقا ، وأشدهم في الله وفيّ غضباً ، وأشجعهم قلباً ، وأثبتهم وأربطهم جأشاً ، وأسخاهم
كفاً ، ففرحت بذلك الزهراء ( عليها السلام ) فرحاً شديداً ، فقال رسول الله : هل سررت يابنية ؟!
قالت: نعم يارسول الله ، لقد سررتني وأحزنتني ، قال: كذلك أمور الدنيا يشوب سرورها بحزنها .
قال: أفلا أزيدك في زوجك من مزيد الخير كله ؟ قالت بلى يارسول الله قال: إن " علياً " أول من
آمن بالله ، وهو ابن عم رسول الله ، وأخ الرسول ، ووصي رسول الله ، وزوج بنت رسول الله ،
وابناه سبطا رسول الله ، وعمه سيد الشهداء عم رسول الله ، وأخوه جعفر الطيار في الجنة ابن عم
رسول الله ، والمهدي الذي يصلي عيسى خلفه منك ومنه .
فهذه يا بنية خصال لم يعطها أحد قبله ، ولاأحد بعده ، يابنية هل سررتك ؟!
قالت: نعم يارسول الله
أولا أزيدك مزيد الخير كله ؟ قالت بلى . قال: ان الله تعالى خلق الخلق قسمين ، فجعلني وزوجك
في أخيرهما قسماً ، وذلك قوله عزوجل : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) . ثم جعل الإثنين
ثلاثاً فجعلني وزوجك في أخيرها ثلثا وذلك قوله : ( والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات
النعيم ) .
وقال أبا ذر: دخلت على رسول الله (ص) في مرضه الذي توفي فيه فقال: ياأبا ذر إيتني بإبنتي
" فاطمة " ، قال: فقمتُ ودخلت عليها وقلت: يا سيدة النسوان أجيبي أباك !! ( قديكون طلب من
أحدهم إبلاغها أو كلمها مع المراعاة الكاملة لشروط الحجاب وآداب الإسلام ) .
قال: فلبست جلبابها واتزرت وخرجت حتى دخلت على رسول الله (ص) فلمارأت رسول الله (ص) إنكبت عليه وبكت وبكى رسول الله (ص) لبكائها وضمها إليه ثم قال : يا " فاطمة " لاتبكين فداك أبوك فأنت
أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة وسوف تظهر بعدي حسيكة النفاق ويسمل جلباب الدين وأنت
أول من يرد عليّ الحوض !! . قالت: " يا أبه أين ألقاك ؟ " قال(ص): تلقيني عند الحوض وأنا
أسقي شيعتك ومحبيك وأطرد أعداءك ومبغضيك . قالت : " يارسول اللهُ فإن لم ألقاك عند الحوض؟
قال (ص): تلقيني عند الميزان . قالت: يا أبه وإن لم ألقاك عند الميزان ؟ قال (ص): تلقيني عند
الصراط وأنا أقول سلّم ، سلّم ، شيعة " علي " . قال أبوذر: فسكن قلبها ..
وعن عبدالله بن العباس قال: لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته ،
فقيل له : يارسول الله ، مايبكيك ؟ فقال: أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرارأمتي من بعدي ، كأني
" بفاطمة " بنتي وقد ظلمت بعدي ، وهي تنادي: يا أبتاه ، فلا يعينها أحد من أمتي ، فسمعت ذلك
" فاطمة " ( عليها السلام ) فبكت ، فقال رسول الله (ص) : لاتبكي يابنية فقالت: لست أبكي لما
يصنع بي من بعدك ولكني أبكي لفراقك يارسول الله ، فقال لها : أبشري يابنت محمد بسرعة اللحاق
بي ، فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي .
وروى جابر بن عبدالله الانصاري قال: دخلت " فاطمة " ( عليها السلام ) على رسول الله (ص) وهو
في سكرات الموت ، فانكبت عليه تبكي ففتح عينه وأفاق ، ثم قال(ص): يا بنية ، أنت المظلومة
بعدي ، وأنت المستضعفة بعدي ، فمن آذاك فقد آذاني ، ومن غاظك فقد غاظني ، ومن سرك فقد
سرني ، ومن برك فقد برني ، ومن جفاك فقد جفاني ، ومن وصلك فقد وصلني ، ومن قطعك فقد
قطعني ، ومن أنصفك فقد انصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لانك مني وأنا منك ، وأنت بضعة مني
وروحي التي بين جنبي . ثم قال (ص) إلى الله أشكو ظالميك من أمتي .
عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) قال ، قلت لأبي : فما كان بعد خروج الملائكة من عند رسول الله
(ص) قال: فقال لما كان اليوم الذي ثقل فيه وجع النبي (ص) وخيف عليه الموت ، دعا " عليا "
و " فاطمة " و " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) وقال لمن في بيته : أخرجوا عني ،
فقال لأم سلمة : كوني على الباب فلا يقربه أحد ، ففعلت أمُ سلمة ، فقال:يا " علي " فدنا منه
فأخذ بيد " فاطمة " ( عليها السلام ) فوضعها على صدره طويلاً ، وأخذ بيد " علي " بيده الأخرى
فلما أراد رسول الله (ص) الكلام غلبته عبرته فلم يقدر على الكلام ، فبكت " فاطمة "
( عليها السلام) بكاء شديد " وبكي " " علي والحسن والحسين " ( عليهما السلام ) لبكاء رسول
الله (ص) . فقالت " فاطمة " يارسول الله ، قد قطعت قلبي ، وأحرقت كبدي لبكائك ياسيد النبيين من
الأولين والآخرين ، ويا أمين ربه ورسوله ،وياحبيبه ونبيه ، من لولدي بعدك ؟ ولذل أهل بيتك بعدك؟
من ل" علي " أخيك وناصر الدين ؟ من لوحي الله ؟ ثم بكت ، وأكبت على وجهه فقبلته ، وأكب
عليه " علي والحسن والحسين " ( عليهم السلام ) فرفع رأسه إليهم ويدها في يده فوضعها في
يد " علي " وقال له : يا أبا الحسن هذه وديعة الله ، ووديعة رسوله محمد (ص) عندك ، فاحفظ
الله واحفظني فيها وإنك لفاعل ، هذه - والله - سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين هذه -
مريم الكبرى ، أما - والله - ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم فأعطاني ماسألته .
يا " علي " ، أنفذ لما أمرتك به " فاطمة " فقد أمرتها بأشياء أمرني بها جبرئيل ( عليه السلام )
واعلم يا " علي " ، أني راض عمن رضيت عنه ابنتي " فاطمة " ، وكذلك ربي والملائكة
يا " علي " ، ويل لمن ظلمها ، وويل لمن ابتزها حقها ، وويل لمن انتهك حرمتها ، وويل لمن
أحرق بابها ، وويل لمن آذى حليلها ، وويل لمن شاقها وبارزها .
اللهم إني منهم بريء ، وهم مني براء . ثم سماهم رسول الله (ص) وضم " فاطمة " إليه
و " عليا والحسن والحسين " ( عليهم السلام ) وقال: اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم ، وزعيم
" بأنهم " يدخلون الجنة وحرب وعدولمن عاداهم وظلمهم وتقدمهم أو تأخر عنهم وعن شيعتهم
زعيم " بأنهم " يدخلون النار .
ثم - والله - يا " فاطمة " لا أرضى حتى ترضي ، ثم لا أرضى حتى ترضي .
|