بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في آية المباهلة وأدلة عصتمها
قال الله تعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ماجاءكم من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ، ونساءنا
ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) .
تعتبرهذه الواقعة من الوقائع المشهورة ، والحوادث المعروفة عند المسلمين من يوم وقوعها الى
يومنا هذا ، ويكفي ان نقول في هذا الشأن : إن جميع المفسرين والمحدثين " إلا من شذ وندر "
قد اتفقت كلمتهم على نزول هذه الآية على رسول الله (ص) حينما جرى الحوار بينه وبين النصارى
حول عيسى بن مريم ( عليه السلام ) وإليك الواقعة بصورة موجزة مروية عن أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . قدم على النبي (ص) وفد من نصارى نجران ، ويتقدمهم
ثلا ثة من كبارهم : العاقب ، ومحسن ، والاسقف ، ورافقهم رجلان من مشاهير اليهود ، جاؤوا
ليمتحنوا رسول الله (ص) فقال له الأسقف: يا أبا القاسم فذاك موسى من أبوه ؟ فقال النبي (ص):
عمران . فقال الأسقف : فيوسف من أبوه ؟ فقال النبي (ص): يعقوب . فقال ألأسقف: فداك أبي
وأمي : فأنت من أبوك ؟ فقال النبي (ص): عبدالله بن عبدالمطلب . فقال ألأسقف: فعيسى منأبوه ؟
فسكت النبي (ص) ، فنزل جبرئيل فقال: هوروح الله وكلمته . فقال ألأسقف: يكون روح بلا جسد؟
فسكت النبي (ص) فأوحى الله إليه : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له
كن فيكون ) فوثب الأسقف وثبة إعظام لعيسى أن يقال له من تراب ثم قال: مانجد هذا- يامحمد -
في التوراة ولا في الانجيل ولافي الزبور ، ولا نجد هذا إلا عندك فأوحى الله إليه : " فقل تعالوا
ندع ... الخ " فقالوا : أنصفتنا يا أبا القاسم فمتى موعدك ؟ قال: بالغداة إنشاء الله ، فلما صلى
النبي (ص) الصبح أخذ بيد علي وجعله بين يديه ، وقال: وأخذ فاطمة ( عليها السلام ) فجعلها
خلف ظهره ، وأخذ الحسن والحسين عن يمينه وشماله ، وقال لهما : إذا دعوت فأمنوا .
وذكر الرازي في تفسيره : قال أسقف نجران : يامعشر النصارى ! إني لأرى وجوها لو سألوا
الله أن يزيل جبلاً لأزاله بها ، فلا تباهلوهم فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني الى
يوم القيامة . فأقبلوا حتى جلسوا بين يديه ثم قالوا: يا أبا القاسم أقلنا ، قال: نعم قد أقلتكم: أما
والذي بعثني بالحق لو باهلتكم ماترك الله على ظهر الأرض نصرانيا إلا أهلكه .
وقد أجمع المسلمون أن رسول الله (ص) لم يأخذ معه من الرجال إلا عليا ، ومن الأبناء إلا الحسن
والحسين ، ومن النساء إلا ابنته فاطمة الزهراء ، ولوكانت في نساء المسلمين امرأة كفاطمة
الزهراء في الجلالة والعظمة والقداسة والنزاهة لدعاها رسول الله (ص) لترافقه للمباهلة ،
مع العلم ان الله تعالى أمر نبيه أن يدعو نساءه بقوله تعالى : ( ونساءنا ) ولكنه (ص) لم يجد
امرأة تليق بالمباهلة سوى ابنته .