بسم الله الرحمن الرحيم
ميلاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) ..
حملت السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام بطفلها الثاني ، ومضت ستة أشهر على الحمل ، وإذا بها تشعر بعلائم الولادة ، وكان الرسول (ص) قد بشّر بولادة ( الحسين ) كما أشار الإمام ( الصادق) عليه السلام حين قال : أقبل جيران أم أيمن إلى رسول الله (ص) فقالوا : يا رسول الله إن أم أيمن لم تنم البارحة من البكاء ،لم تزل تبكي حتى أصبحت ، فبعث رسول الله إلى أم أيمن فجاءته فقال لها : يا أم أيمن ! لا أبكى الله عينيك ! إن جيرانك أتوني وأخبروني أنك لم ( تزالي تبكين الليل أجمع) فلا أبكى الله عينيك ما الذي أبكاك ؟ قالت : يارسول الله ، رأيت رؤيا عظيمة شديدة ، فلم أزل أبكي الليل أجمع ، فقال لها رسول الله (ص) : فقصّيها على رسول الله ، فإن الله ورسوله أعلم ، فقالت :تعظم عليّ أن أتكلم بها . فقال لها : إن الرؤيا ليست على ما تُرى ، فقصّيها على رسول الله .
فقالت : رأيت ليلتي هذه كأن بعض أعضائك ملقىً في بيتي ! فقال لها رسول الله (ص) : نامت عينك ورأيت خيراً ، يا أم أيمن تلد ( فاطمة ) ( الحسين ) فتربينه وتلبّينه فيكون بعض أعضائي في بيتك .فلما ولدت ( فاطمة ) عليها السلام أقبلت به أم أيمن إلى رسول الله (ص) فقال : مرحباً بالحامل والمحمول ، يا أم أيمن هذا تأويل رؤياك .
ورأت أم الفضل زوجة العباس عم النبي رؤيا شبيهة برؤيا أم أيمن . وحضرت النسوة وقت الولادة منهن : صفيّة بنت عبد المطلب عمة النبي وأسماء بنت عميس وأم سلمة ، فلما وُلد ( الحسين ) قال النبي (ص) : يا عمة ، هلمّي إليّ إبني ، فقالت : يارسوالله إنا لم ننظفه بعد . فقال : ياعمة أنت تنظّفيه ؟ إن الله تبارك وتعالى قد نظفه وطهرة . وهبط جبرئيل على رسول الله (ص) وأمره أن يسميه ( الحسين ) باسم ابن هارون ، وكان اسمه بالعبرية ( شبير ) ومعناها بالعربية ( حسين ) وهبط على النبي (ص) أفواج من الملائكة لتهنّئه بولادة ( الحسين ) وتعزيه بشهادته ، وفي اليوم السابع من ولادته أمر رسول الله (ص) فحُلق شعر رأس ( الحسين ) ، وتصدق بوزن شعره فضة ، وعق عنه .
يتبع ..