رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) والهجرة ..
ولما أصيب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بوفاة السيدة ( خديجة )وعمه ( أبي طالب ) عزم على الهجرة من مكة ،وأمر علياً أن يبيت على فراشه تلك الليلة ، وسميت تلك الليلة ( ليلة المبيت ) وهي الليلة التي اجتمع فيها حوالي أربعين رجلاً من المشركين ، وطوّ قوا بيت الرسول ، وهم يريدون الهجوم على النبي ليقتلوه في بيته ، فخرج النبي الى الغار ، وبقيت السيدة ( فاطمة ) في البيت ، وهي
تتوقع هجوم الأعداء على دارها في كل ساعة وتستمع إلى هتافات الكفر والإلحاد ضد الرسول ، ويعلم الله مدى الخوف والقلق المسيطر عليها طيلة تلك الليلة ، وهي تعلم خشونة طباع المشركين وقساوة قلوبهم ، وإلى أن أصبح الصباح من تلك الليلة ، وهجم القوم على الدار شاهرين سيوفهم كأنهم ذئاب ضارية أو كلاب مستسبعة تطلب فريستها ، وقصدوا نحو فراش النبي فلم يجدوه بل وجدوا علياً ( عليه السلام ) راقداً في فراش النبي ، ملتحفاً بردة رسول الله (ص) فخابت ظنونهم ، وخرجوا من الدار فاشلين ، وكادوا أن يتفجروا حقداً وغيظاً وغضباً . فكانت تلك الساعات من أحرج الساعات وأكثرها خوفاً وفزعاً على قلب السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام .
وياليت الأمر كان ينتهي هنا ، ولكن أحقاد الكفر كانت كامنة في الصدور كأنها جمرة تحت رماد ، ولما خرج أمير المؤمين بالفواطم من مكة وهُن : فاطمة بنت أسد ( أم أمير المؤمنين ) وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب ، وفاطمة الزهراء بنت النبي ، فلحقهم العدو واعترضهم في أثناء الطريق للحيلولة دون الهجرة ، وكان الموقف حرجاً ، واستولى الرعب والفزع على قلوب الفواطم من الأعداء ، وكادت أن تقع هناك كارثة لولا حفظ الله وعنايته ، ثم بسالة ( الأمام علي ) وبطولته المشهورة ، وكفاهم الله شر الأعداء ، ونجى ( علي ) والفواطم بقدرة الله تعالى . وصلت الفواطم إلى المدينة ، وقد كان رسول الله (ص) قد سبقهم إليها ، وكان ينتظرهم ، ولما وصلوا دخل النبي المدينة ونزل في دار أبي أيوب الأنصاري ، والتحقت به إبنته ( فاطمة الزهراء ) ونزلت على أم ( أبي أيوب الأنصاري ) .
كانت السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام تعيش تحت ظل والدها الرسول في المدينة بعد أن مرّت بها عواصف شديدة وحوادث مؤلمة ، من موت أمها ( خديجة ) وهجرة أبيها الرسول من وطنه ومسقط رأسه ، وهجوم الأعداء على الدار ، وهجرتها من مكة إلى المدينة ، ومطاردة الأعداء لها ، فهل انتهت تلك الحوادث والمصائب ؟ كلا ، بل كانت القضايا بداية مآسي أخرى ، وكوارث متسلسلة متعاقبة ، إذ ما مضت سنة واحدة على الهجرة وإذا بالمشركين يجتمعون في مكة ويقصدون التوجه إلى المدينة لمحاربة الرسول والمسلمين، فنزل جبرئيل وأخبر النبي بالمؤامرة ، وخرج الرسول بالمسلمين من أهل المدينة وبمن إلتحق به من المهاجرين من أهل مكة ، خرج بهم ليستقبل العدو في أثناء الطريق قبل وصولهم المدينة ، فوصلوا إلى منطقة بين المدينة ومكة يقال لها ( بدر) . وهناك التقوابالمشركين ، وكان عدد المشركين ثلاثة أضعاف المسلمين ، ولكن كانت الغلبة والا نتصار للمسلمين والهزيمة والاندحار للمشركين ، فرجع النبي إلى المدينة مظفراً منصوراً .
ومع تلك الحوادث الشديدة التي تعرض لها الرسول الكريم والمسلمين القلائل كانت الزهراء تعيش مكرمة عزيزة سعيدة مع والدها رسول الله ( ص) الذي كان لايترك مناسبة إلا وبين للمسلمين مكانتها عند الله عز وجل ورسوله .
فعندما يشمها يقول إني أشم فيها رائحة الجنة ، وعندما يراها يسعد ويفرح بها فتزيل همومه وغمومه وأحزانه ..
يتبع ..
|