رد: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ (( شاركنا بذكرى))
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}.. إن من المعلوم أن المساءلة الإلهية يوم القيامة، هي للجميع.. والملفت أنه لم يقال في الآية: (مآخذون)، أو (معاقبون)، بل (مسؤولون)، أي في موقف المساءلة!.. ويفهم من بعض النصوص، أن في عرصات القيامة كما أن هناك معاقبة للبعض، أيضا هناك معاتبة للبعض!.. فالمكروهات التي كان يمكن للمؤمن التغاضي عنها، ولم يفعل، فإنه يقال له: لماذا ارتكبت ما لا يرضي رب العالمين؟.. أو لماذا تسامحت في المستحب الفلاني؟.. وإن كانت المساءلة من باب العتاب الذي لا يستتبع عقابا، إلا أن عتاب رب العالمين يوجب الخجل والاستحياء.. وإن كان في نار جهنم هناك خجل في أوجه وبأشده، ولكن المعاتبة في ترك المستحبات وفعل المكروهات، أيضا توجب الخجل.. وإن التفكير في هذا الموقف، لمن موجبات أن يرتدع المؤمن في هذا المجال أيضا!.
حــكــمــة هذا الــيــوم :
إذا كان الأمر الإلهي لموسى و هارون (ع) أن يقولا لفرعون قولاً ليناً.. أليس من الأولى أن يكون قولنا لزوجاتنا وأولادنا - و هم رعيتنا و قرة أعيننا و صدقتنا الجارية - من مصاديق اللين من القول ؟! .. أليس في ذلك امتثال لقوله تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} و{ لا إكراه في الدين } ؟! .. ولنطلب العون من الله تعالى، و ندعوه قائلين : {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} ، ليباهي الرسول (ص) بمثل هذه الذرية ، فى قبال الأمم الاخرى يوم القيامة.
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
روي عن الامام الصادق (عليه السلام) : ألا أخبركم بما لا يقبل الله عزّ وجلّ من العباد عملاً إلا به ؟.. فقلت : بلى ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، والإقرار بما أمر الله ، والولاية لنا ، والبراءة من أعدائنا ، يعني أئمة خاصة والتسليم لهم ، والورع ، والاجتهاد ، والطمأنينة ، والانتظار للقائم ، ثم قال : إنّ لنا دولةً يجيء الله بها إذا شاء .. ثم قال : من سُرّ أن يكون من أصحاب القائم ، فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدّوا وانتظروا !.. هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة !
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
علينا عدم الغفلة، وملازمة ذكر الله في الساعات الحرجة، أو المميزة عند الإنسان.. ومن هنا وردت المستحبات في ليلة الزواج، فالذي يلتزم بما أراده الله منه في كل شؤونه الحياتية: في ساعات فرحه، وحزنه، وغضبه، وراحته.. سيضمن أيضاً تلك الساعة الحرجة عند الموت.
وقد ورد في الروايات أن الله ينظر لعبده في حالات، منها أن يكون نائماً مع زوجته فيذكر الصلاة ، فيقوم ويأتي المسجد، فالله تعالى شكور يشكر لعبده هذه الحركة الجهادية.. وكذلك الذي يغالب النعاس، ويقوم لصلاة الليل.. نعم، هذه المواقف الحرجة أيضاً تحدد مصير الإنسان آخر حياته.
بستان العقائد :
نبي الله سليمان (ع) يدعو ربه فماذا يقول؟.. {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ}.. وهنا إشارة أن المؤمن ينبغي أن لا يختار من الأعمال الصالحة التي تلائم مزاجه، بل عليه أن ينظر إلى رضا رب العالمين في كل عمل.. وهؤلاء رأوا أن من أسهل الطرق إلى النفس، أن يعيش الإنسان حالة التقوقع والصومعة والتعالي عن المخلوقين، فمالوا إلى هذا النمط من العبادة..ولنعلم بأن الحسين (ع) لو جلس في المدينة متعبداً باكياً، يتنقل بين قبر جده وأمه وأخيه الحسن، ويذهب بين وقت لآخر للعمرة والحج، لما أريق دمه بهذه الكيفية.. ومن هنا إبليس عندما استنكف عن السجود لآدم، وأقسم بعزة الرب وجلاله أن يعبده عبادة لم يعبدها أحد.. جاءه رد رب العالمين: أعبدني من حيث أريد، لا من حيث تريد.. ونحن نقول بأن العبد ينظر إلى مراد مولاه في كل حركة من حركات حياته، حتى من الممكن أن يكون تكليف اليوم يخالف الغد، فقد يرتضي رب العالمين اليوم دماء الشهداء مثلاً، وغداً مداد العلماء..وعليه، فإنه ينبغي الدقة في اختيار طريق العبودية.
كنز الفتاوي :
ما حكم غسل الوجه مرة أو مرتين في الوضوء، وهل تصحّ الغسلة الثالثة؟
الغسلة الأولى واجبة والثانية مستحبّة والثالثة حرام.
ولائيات :
إن الرسول الأكرم (ص) بعدما خطب بالناس، وأشهدهم على نفسه، صار ينادي بالقصاص قائلاً: (إنّ ربي عزّ وجلّ حكم، وأقسم: أن لا يجوزه ظلم ظالم.. فناشدتكم بالله!.. أي رجل منكم، كانت له قِبَل محمد مظلمة، إلا قام فليقتصّ منه.. فالقصاص في دار الدنيا، أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة، على رؤوس الملائكة والأنبياء)!.. وهو النبي المصطفى، المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، الموصوف بالخلق العظيم!.. فمن ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة؟..
فوائد ومجربات
{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }..وهنا أيضاً يرد الله تعالى عليهم بالرد القاطع ..ومن المناسب أن نشير إلى أن الله تعالى أوكل أمور المؤمن كلها إلى نفسه - يفعل ما يريد - ، إلا أن يذل نفسه ، وقد ورد في الروايات نهي شديد عن ذلك ، فعن الإمام الحسين(ع) أنه قال : (إياك وما تعتذر منه !.. فإن المؤمن لا يسيء ولا يعتذر ، والمنافق كل يوم يسيء ويعتذر ) ، وعن الإمام الحسن العسكري (ع) : (ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تُذله).
|