ما هي علة مسح وغسل الأعضاء في الوضوء :
وأما خصوص غسل الأعضاء المعلومة ، ومسحها في الوضوء ، فقد روى الصدوق في الفقيه أنه : جاء نفر الى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فسألوه عن مسائل وكان فيما سألوه
أخبرنا يامحمد صلى الله عليه واله لأي شيء علة توضأ هذه الجوارح الأربع ، وهي أنظف المواضع في الجسد ؟
قال النبي صلى الله عليه وآله لما أن وسوس الشيطان الى آدم عليه السلام دنا من الشجرة فنظر اليها ، فذهب ماء وجهه ، ثم قام ومشى اليها ، وهي أول قدم مشت الى الخطيئة ، ثم تناول بيده منها ما عليها ، فأكل فطار الحلي والحلل من جسده ، فوضع آدم يده على أم رأسه وبكى . فلما تاب الله عز وجل عليه ، فرض الله عليه وعلى ذريته تطهير هذه الجوارح الأربع ، فأمر الله عز وجل بغسل الوجه لما نظر الى الشجرة ، وأمره بغسل اليدين الى المرفقين لما تناول بهما ، وأمره بمسح الرأس لما وضع يده على أم رأسه ، وأمره بمسح القدمين لما مشى بهما الى الخطيئة .
وكتب أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، الى محمد بن سنان ، فيما كتب من جواب مسائله :
( أن علة الوضوء التي من أجلها صار على العبد غسل الوجه والذراعين ، ومسح الرأس والقدمين ، فلقيامه بين يدي الله تعالى واستقباله اياه بجوارح الظاهرة وملاقاته بها الكرام الكاتبين ، فيغسل الوجه للسجود والخضوع ، ويغسل اليدين ليقلبهما ويرغب بهما ويرهب ويتبتل ، ويمسح الرأس والقدمين لأنهما ظاهران مكشوفان يستقبل بهما كل حالاته وليس فيهما من الخضوع والتبتل ما في الوجه والذراعين )
( من لايحضره الفقيه وهذا حديثآ ظاهر وباطن )