رد: المسابقة الثقافية العامة ... للإجابة ولتحصيل المعلومات تفضلوا هنا
الإنجيل
والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان
الإنجيل أنزل كتابا دفعة واحدة على سيدنا عيسى - عليه الصلاة والسلام - وقد دخله التحريف ، ولا توجد منه نسخة أصلية اليوم ، وما ذكرته لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
قال العلامة الشيه المراغي - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى " وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس " أي وأنزل التوراة على موسى هدى للناس وقد أخبر الكتاب الكريم أن قومه لم يحفظوها إذ قال " ونسوا حظا مما ذكروا به " ، كما أخبر عنهم أنهم حرفوا الكلم عن مواضعه فيما حفظوه واعتقدوه ، والأسفار التي بين أيديهم تؤيد ذلك ، ففي سفر التثنية ( فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها - أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلا : خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ، ليكون هناك شاهدا عليكم ، لأني عارف أنكم بعد موتي تفسدون وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به ، ويصيبكم الشر في آخر الأيام ، لأنكم تعملون الشر أمام الرب حتى تغيظوه بأعمال أيديكم - ألى أن قال لهم : وجهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهد عليكم بها اليوم ، لكي توصوا بها أولادكم ليحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة لأنها ليست أمرا باطلا عليكم بل هي حياتكم ، وبهذا الأمر تطيلون الأيام على الأرض التي أنتم عابرون الأردن إليها لتمتلكوها ) .
وكذلك خبر موت موسى وكونه لم يقم في بني إسرائيل نبي مثله بعد .
( فهذان الخبران من كتابة موسى للتوراة وعن موته معدودان عندهم من التوراة وليست من الشريعة المنزلة على موسى التي كتبها ووضعها بجانب التابوت ، بل كتبا كغيرهما بعده ) .
إذا فالتوراة التي عندهم كتب تاريخية مشتملة على كثير من تلك الشريعة المنزلة ، والقرآن يثبت ذلك ، وأيضا ففقد كتاب الشريعة لأمة لا يجعلها تنسى جميع أحكام هذه الشريعة ، فما كتبه عزرا وغيره مشتمل على ما حفظ منها إلى عهده ، وعلى غيره من الأخبار ، وهذا كاف في الاحتجاج على بني إسرائيل بإقامة التوراة ، والشهادة بأن فيها حكم الله كما جاء في سورة المائدة ، وأسفارها كلها كتبت بعد السبي يرشد إلى ذلك كثر الألفاظ البابلية التي جاءت فيها ، وقد اعترف علماء النصارى بفقد توراة موسى التي هي أصل دينهم ، فقد جاء في كتاب خلاصة الأدلة السنية على صدق أصول الديانة المسيحية - والأمر مستحيل أن تبقى نسخة موسى الأصلية موجودة إلى الآن ، ولا نعلم ماذا كان أمرها ، والمرجح أنها فقدت مع التابوت لما خرب بختنصر الهيكل ، وربما كان ذلك سبب حديث كان جاريا بين اليهود على أن الكتب المقدسة فقدت ، وأن عزرا الكاتب الذي كان نبيا جمع النسخ المتفرقة من الكتب المقدسة وأصلح غلطها ، وبذلك عادت إلى منزلتها الأصلية ، ولكن من أين جمع عزرا تلك الكتب التي فقدها ؟ وعلى أي شيء اعتمد في إصلاح غلطها ؟ فإن قالوا إنه بالإلهام ، فإنا نقول إن هذا مما يحتاج فيه إلى جمع ما في أيدي الناس الذين لا ثقة بنقلهم ، على أن علماء أوروبا قالوا إن أسفار التوراة كتبت بأساليب مختلفة لا يمكن أن تكون كتابة رجل واحد .
وأنزل الله الإنجيل على عيسى ، وأنبأ سبحانه بأن النصارى نسوا حظا مما ذكروا به كاليهود بل هم أولى بذلك ، فإن التوراة كتبت زمن نزولها ، وكان ألوف الناس يقرؤونها ويعملون بما فيها من شرائع وأحكام ثم فقدت ، ولكن الكثير من أحكامها كان محفوظا معروفا عندعهم ، أما كتب النصارى فلم تعرف ولم تشتهر إلا في القرن الرابع للمسيح ، لأن أتباعه كانوا مضطهدين بين اليهود والرومان ، حتى اعتنق قسطنطين النصرانية فظهرت كتبهم ، ومنها تواريخ المسيح المشتملة على بعض كلامه الذي هو إنجيله ، وكانت كثيرة فتحكم فيها الرؤساء حتى اتفقوا على أنها أربعة .
وخلاصة ذلك - إن الله أنزل التوراة والإنجيل لهداية من أنزلا عليهم إلى الحق ومن جملة ذلك الإيمان بمحمد صلوات الله عليه وأتباعه حين يبعث ، فقد اشتملتا على البشارة به والحث على طاعته - ونسخ أحكامها بالكتاب الذي أنزل عليه .
|