وأما الأعمال التي تحجب الشفاعة ، ويحرم فاعلها نعمة الشافعة فمنها :
1 ـ عدم الإيمان بالشفاعة :
فعن الإمام الرضا عن أبيه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) :
« من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي » (1) .
2 ـ التعرض لذرية الرسول الاقدس ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) بأذى وغيره :
« والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي » (2) .
3 ـ الإستخفاف بالصلاة :
عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته ، ولا يرد عليٌ الحوض لا والله » (3) .
وعن أبي بصير ، قال : دخلت على « أم حميدة » (4) أعزيها بأبي عبدالله ( عليه السلام ) ، فبكت وبكيت لبكائها .
____________
(1) أمالي الصدوق ، المجلس الثاني : ص 16 ح 4 .
(2) أمالي الصدوق ، المجلس التاسع والاربعون ب ص 242 ح3 .
(3) المحاسن : ج1 ص 159 ح6 .
(4) الظاهر أن المراد السيدة « حميدة المصفاة » زوجة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، بقرينة تعزيتها بشهادة الإماء ( عليه السلام ) .
ثم قالت : يا أبا محمد لو رأيت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عند الموت لرأيت عجباً . فتح عينيه ، ثم قال : إجمعوا إليٌ كل من كان بيني وبينه قرابة .
قالت : فما تركنا أحداً إلا جمعناه .
قالت : فنظر إليهم .
ثم قال : إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفاً بصلاته (1) .
4 ـ شرب المسكر:
عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« . . . لا والله لا ينال شفاعتي من شرب المسكر ولا يرد عليٌ الحوض لا والله » (2) .
أيها القارىء الكريم : تلك بعض الأصناف التي تحرم الشفاعة ، وهذه كانت بعض الأعمال التي تحجب الشفاعة . ففيمن تكون الشفاعة إذن ؟
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) :
« إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » (3) .
ولكن كيف يستحق أهل الكبائر (4) الشفاعة ؟ وبماذا يستوجبونها ؟
إنّما استحقوها واستوجبوها بإتيانهم عملاً أهلهم للشفاعة .
____________
(1) المحاسن : ج1 ص 159 ح8 .
(2) الكافي : ج6 ص 400 ح19 .
(3) من لا يحضره الفقيه : ج3 ص 574 ح4963 .
(4) يستثنى منهم ما استثنته الروايات كشارب الخمر ـ مثلاً ـ والسلطان الظالم .
فمن ذلك :