[nono moon]

لا مجال لتزييف الحقائق

لا مجال لتزييف الحقائق

بقلم/ توفيق حسن المحسن

جريمة أخرى ترتكب على أيدي جلاوزة الهيئة، راح ضحيتها زوار قبر رسول الله صلى الله عليه وآله العزل والأبرياء على مرأى من العالم أجمع الذي شاهد فصول المأساة ومن أشعل شرارتها الأولى وتسبب في تاجيج أوارها حتى كانت النتيجة عبارة عن أحقاد دفينة كانت تنتظر هذه اللحظة لتمارس هوايتها من إلحاق الأذى بالزوار عن طريق تكتلات بشرية متوزعة على أماكن معينة حيث تكون تصفية الحساب بناءً على الهوية.
تعامل الإعلام السعودي مع الأسف في بداية الأمر مع القضية لتبرئة المتسبب وإلصاق التهمة بالزوار، حتى طل علينا ذلك (المطوع) متلبساً بالخزي والدناءة بآلة تصوير (رخيصة) من فوق سور بقيع الغرقد من أجل هتك حرمة الزائرات المؤمنات بعد قيامه بهتك حرمة المكان، وحقيقة لم نجد أي شريعة تبيح انتهاك حرمة الإنسان حتى ولو تم تصنيفه على أنه مشرك ويحل قتله.
الاعلام السعودي مع الأسف الشديد التزم الصمت بعد انتشار ذلك المقطع على شبكة الإنترنت بسرعة البرق، فلا هو الذي تراجع عن أكاذيبه التي نشرها بعد الحادثة مباشرة، ولا بالذي أخذ بتوضيح حقائق الأمور، وهذا أكبر دليل على عدم مصداقيته لأنه أخفى حقائق أصبحت موثقة وقد شاهدها القاصي والداني على مستوى العالم.
يرى البعض بأن أحداث البقيع الماضية ستكون البداية لانفراج أزمة وستضع حداً لتجاوزات الهيئة، ولكن الواقع يقول عكس ذلك فلا يمكن أن تنفرج الأزمة إلا بمحاسبة المتسبب في هذه الفوضى وإلحاق العقوبة به، أما ما يجري من تحريف سافر للوقائع فإنه يزيد الوضع سوءاً إلى سوء. ختاماً إذا كانت هناك إيجابيات من هذه الأزمة فهي كشف الحقائق عبر تقنية العصر، فلن يستطع أي إعلام مهما كانت قوته من ممارسة إخفاء الحقائق وتزييفها، حيث أن زمن التعتيم الاعلامي قد ولى إلى غير رجعة، والنتيجة ستكون إما أن تنقل الحقيقة وإلا فإن الفضيحة ستلاحقك بتقنية لا تكذب.